المهرجان القومي للمسرح المصري يغضب جميع المسرحيين : سارة محمد

 

 

المصدر : العرب : نشر محمد سامي موقع الخشبة

غضب من جانب أصحاب العروض الاحترافية والهواة بعد قرار ضم العروض العربية إلى المهرجان القومي للمسرح المصري الذي خرج عن هويته المحلية.

أثار قرار حجب جوائز التأليف الدرامي ضمن فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان القومي المصري للمسرح، التي اختتمت فعالياتها مساء الخميس، حالة من الغضب العارم بين النقاد المسرحيين وغيرهم من المشاركين في المهرجان، ووصل الأمر إلى حد انسحاب البعض منهم من حفل الختام احتجاجًا على الأمر.

لم تكن دورة المهرجان، التي استمرت على مدار أسبوعين وحملت اسم الناقدة المسرحية الراحلة نهاد صليحة وضمت 20 عرضًا في مسابقتها الرسمية، مُرضية بالقدر الكافي لجموع المسرحيين الذين اصطدموا بالتغييرات التي أحدثتها الدورة.

وجاء النصيب الأكبر من الغضب من جانب أصحاب العروض الاحترافية والهواة، خصوصًا بعد قرار ضم العروض العربية إلى المهرجان، في خروج عن هويته التي تتسم بالاهتمام بالعروض المصرية المحلية فقط.

‎وكان لقرار حجب جائزة التأليف الدرامي وقع الصدمة على المؤلف محمود جمال، الذي شارك بعرض “يوم أن قتلوا الغناء”، وتوقع أن يحصل على جائزة أفضل نص درامي، بل وأيضًا حجبوا عنه جائزة أفضل مؤلف صاعد، خاصة وأنه شارك بعرض آخر وهو “سينما 30” لفرقة كلية التجارة بجامعة عين شمس، الذي نجح في تحقيق تفاعل جماهيري كبير، وهو العرض الذي حصد جائزة أفضل تصميم ملابس لأميرة صابر.

يؤكد الناقد المسرحي أحمد خميس لـ”العرب” أنه ألقى بعتاب شديد على رئيس لجنة التحكيم الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني عقب ختام المهرجان بشأن واقعة الحجب، لافتا إلى أن لجنة التحكيم رأت أن الحجب جاء بسبب عدم استعدادها لمناقشة قضايا حقيقية مثل الإرهاب وغيره من الموضوعات التي تتعلق بمشاكل واقعية في الدولة، وناقضت اللجنة نفسها في هذا الأمر لأن عرض “سينما 30” الناجح ناقش هو الآخر العديد من القضايا الواقعية التي انتقدت أزمات بعينها في الدولة.

هذه الدورة من المهرجان لم تكن مرضية بالقدر الكافي لجموع المسرحيين الذين اصطدموا بالتغييرات التي أحدثتها

ويشدد خميس على أن هناك ظلمًا كبيرًا وقع في مسألة توزيع الجوائز، خصوصًا وأن جائزة “المعالجة المسرحية” حجبت أيضًا وكان يستحقها عرض “قواعد العشق الأربعون”، مع أن بطلها الفنان بهاء ثروت فاز بجائزة أفضل تمثيل رجالي، موضحًا أن ما أصاب المسرحيين بالدهشة والاكتئاب الشديدين أن مؤلفًا كبيرًا مثل السلاموني هو من ترأس اللجنة.

وانتقد كذلك فكرة استحداث دخول المشاركات العربية للمهرجان هذا العام، لأن لديهم في مصر مهرجانا مسرحيا دوليا آخر يحمل هذه الهوية، ويقول “الأزمة الكبيرة أنني علمت أن رئيس المهرجان من أراد طرح فرص أكبر للمشاركات العربية، وأن البعض انتقد أعضاء لجنة التحكيم بدعوى أنهم يريدون إفساح المجال لأنفسهم في المهرجانات المسرحية العربية”.

يتفق الناقد المسرحي جرجس شكري مع خميس في رفضه مسألة وجود المشاركات العربية في المهرجان، مشددا على ضرورة التزام المهرجان بهويته ولائحته التي أسس عليها، مشيرا إلى أن فكرة تغيير اسم المهرجان بإضافة كلمة “المعاصر” فكرة غير سديدة لأن كلمة “القومي” تحمل تحت رايتها العديد من الفنون، مثل المسرح العمالي، والهواة، والثقافة الجماهيرية، والفرق المستقلة، وهو ما يمثل “بانوراما” للمسرح المصري لا يمكن إحداث تغيير جذري فيها.

التخبط الذي شهدته الدورة العاشرة من المهرجان القومي للمسرح بدأ منذ حفل الافتتاح، الذي شهد أزمة كبيرة تمثلت في عرض فيلم تسجيلي أهان ثورة 25 يناير 2011، ووصفها بأنها مجرد اضطرابات رغم اعتراف الدولة المصرية بها، وأعقبت ذلك حالة غضب فرضت على إدارة المهرجان الاعتراف بهذا الخطأ وأعلنت رفضها التام للفيلم الذي أهداه المركز القومي للمسرح إلى المهرجان، وهو خطأ يدل على حالة الارتباك الإداري التي شهدتها كواليس التحضير للمهرجان.

ورغم الانتقادات فإن البعض من المسرحيين رأوا أن من إنجازات الدورة الحالية تكريم خمسة رموز مسرحية، هم الفنانة عايدة عبدالعزيز، والمخرج سمير العصفوري، والكاتب سمير عبدالباقي، والفنان الراحل حسين جمعة، والناقد الدكتور محمد شيحه، كما تم استحداث جائزة للنقد الأدبي، بالإضافة إلى عروض مسرح الشارع التي عُرضت ضمن قسم “نظرة خاصة”، فضلا عن مسابقة “ضيف المهرجان” التي استضافت دولتين هما الإمارات والسودان.

وعلاوة على ذلك أضيفت جائزة جديدة يمنحها الجمهور عبر التصويت المباشر من خلال استمارات وزعت على الذين حضروا العروض داخل المسارح المختلفة، غير أن تلك الخطوة كانت مثارًا للخلاف والاعتراض، الأمر الذي أدى إلى تقليص عدد الاستمارات المتاحة للجمهور إلى 50 استمارة فقط، ما زاد الإحساس بالارتباك أيضًا.

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *