المسرح والموسيقى.. جناحا إبداع يرفرفان في سماء الثقافة

 

تعد مبادرات وزارة الثقافة، التي أعلنتها ضمن استراتيجيتها أخيرا، وما تبعها من قرارات لتطوير فرقتي الموسيقى والمسرح الوطنيتين، نقلة تاريخية، ستسهم مستقبلا في تطوير وتنمية الحراكين الفني والثقافي، وتم اختيار مركز الملك فهد الثقافي ليكون مقرا للفرقتين الوطنيتين، ومنطلقا لرسم خريطة ترتقي بالمسرح والموسيقى، لتحقيق تطلعات المهتمين والمواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن. يقول الناقد عضو لجنة تحكيم جوائز الإيمي الدولية للأعمال التلفزيونية سلمان المسدر: إن اختيار مركز الملك فهد الثقافي للفرقة الوطنية للمسرح والموسيقى قرار ممتاز كمرحلة أولى، ولا سيما في ظل ضعف البنية التحتية للفنون عموما، متسائلا: من يصدق أن “أبو الفنون” بلا مسرح وطني حتى وقتنا الحالي؟ وإلى وقت قريب كانت بعض الفرق المسرحية لفروع جمعية الثقافة والفنون تؤدي بروفات عروضها في مواقف سيارات، وبعضها تستعين بمسارح الأندية الأدبية المتواضعة هي الأخرى، ويكمل: مبادرة إنشاء فرقة وطنية بلا شك خطوة مهمة ستدفع إلى مأسسة العمل المسرحي، الذي نتمنى أن تُلحق بإنشاء أقسام للمسرح في الجامعات السعودية، إضافة إلى الأكاديميات والمعاهد المتخصصة، الأمر ذاته ينطبق على الفرقة الوطنية للموسيقى مع بعض الاختلافات في طبيعة الفنون، وأضاف: أعتقد أنه من المناسب الآن البدء في إعطاء الفنون حقها اجتماعياً وتعليمياً ووظيفياً، وإنشاء قاعدة عريضة يمكن البناء عليها لاحقا. وأكد أن المركز الثقافي المكان المناسب للفرقتين حالياً، ولكن بلا شك البدء في إنشاء مسرح وطني ودار أوبرا للموسيقى والحفلات الفنية سيحفز هذه الفنون. واستطرد: التوجه نحو خلق كيانات مستقلة بدلاً عن الهيئة أراه خطوة ممتازة، ستعطي المرونة اللازمة للتحرك والإبداع والعمل المباشر لكل قطاع تحت مظلة الوزارة، معلقا على تعيين الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس رئيساً للفرقة الوطنية للموسيقى بأنه من أكثر الأخبار أهمية في الفترة الأخيرة؛ لما يملكه من تأهيل أكاديمي وخبرة عريضة في عالم الموسيقى، وكذلك عن تعيين الأستاذ عبدالعزيز السماعيل رئيساً للفرقة الوطنية للمسرح لخبرته العريضة ومسيرته الطويلة في جمعية الثقافة والفنون، التي سيتم تسخيرها لخدمة الحركة المسرحية. فوجود مثل هذه الكفاءات على رأس الكيانات يرفع سقف الطموحات بعمل مؤسسي على مستوى عال من التأهيل والممارسة والاحترافية. وذكر أن ديناميكية وزير الثقافة من أهم عناصر تفاؤل الأوساط الثقافية والإعلامية والفنية بمستقبل واعد للثقافة في بلادنا، مشيرا إلى أن الثقافة موعودة بفجر جديد مطلع العام المقبل 2020، عندما يكتمل تأسيس القطاعات والمبادرات، وتبدأ العجلة بالدوران، معلنةً أن الثقافة أصبحت واقعاً معاشاً ورافداً من روافد التنمية.

بدوره، أكد المخرج المسرحي في جمعية الثقافة والفنون في الحدود الشمالية يحيى غريب، أن إعلان مبادرات وزارة الثقافة جاء مواكبة لما تشهده المملكة من تطور وتنمية شاملة، والوزارة الحديثة والبيت الذي يعد حاضنا لكل مثقف ومثقفة ومبدع ومبدعة والمورث ومن ورثه، أذهلتنا بالمبادرات، وحفزتنا بالفكر والشمولية، وفتحت الأبواب، وأوصدت الأسباب. وأضاف: إعلان الوزارة عن اختيار موقع للفرقة الوطنية للمسرح كان خبرا سعيدا للمسرحيين، خاصة أننا كنا نتنقل من هنا وهناك بين الدوائر والجمعيات؛ لأن المسرح لم يجد تلك الوزارة التي تحتويه لتلبي له طلباته، وتجعل مما يحبه نبراساً يطمح للوصول إليه، ولكن هذا الأمر بات واقعاً – بإذن الله – فما أعلنته الوزارة من اهتمام بالمسرح يعكس ما للمسرح من أهمية لدى المسؤولين، وإيماناً بدوره المهم في الحراك الثقافي السعودي، وهذا كان حلم عشاق المسرح، كما هو الحال لبقية المبادرات التي قد أعلن عنها، فالجميع من المتابعين والمهتمين قد أشادوا بشمولية مبادرات وزارة الثقافة، معلقين آمالهم بصدق وعزم رجال الوزارة الكرام وعلى رأسهم الأمير بدر بن عبدالله، للوصول إلى الهدف المنشود من جميع المبادرات، مبيناً أن هذه المبادرات الشاملة جاءت خلاصة ثقافية سعودية أصيلة، وها هي وزارة الثقافة تعلن اتخاذ مركز الملك فهد الثقافي مقراً للمسرح والفرقة الوطنية الموسيقية تعزيزاً لدورهما، ضاربة منذ البداية بالرمح قائلةً الزمان زمانيه.

 

 

عرعر – جاسر الصقري

http://www.alriyadh.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …