المسرح التونسي منفتح.. يفاجئك بالمدهش والسحري.. الشعري والخيالي/ رحاب المازني

«أنا مطلعة على عوالم المسرح التونسي وخصائصه.. فأجده يتقدم شيئا فشيئا.. إنه مسرح منفتح على تجارب مختلفة ومتنوعة.. فمن خلال معاينتي له لاحظت أنه دائما ينتظر ويتوقع.. فنجده يأتي بالمدهش والسحري الشعري والخيالي», هذا ما ذكرته جميلة مصطفى الزقاي الباحثة الجزائرية والناقدة السينمائية والمسرحية في لقاء جمعها بـ «الصحافة اليوم» والتي تحدثت أيضا عن تفاصيل مسيرتها الثرية ومدى إطلاعها على دور المرأة التونسية في المسرح.

جميلة مصطفى زقاي لو تحدثيننا عن تفاصيل مسيرتك وتجربتك في ميداني المسرح والسينما خاصة وأنك جمعت بين الأكاديمي والنقدي…

في الحقيقة من الصعب علي أن أتحدث عن تكويني الأكاديمي وتجربتي في ميداني المسرح والسينما، فأنا متحصلة على شهادة الماجستير في النقد السينمائي وشهادة الدكتوراه في النقد المسرحي بالاضافة الى إيلائي مهمة رئاسة المجلس العلمي بجامعة تيبازة بالجزائر… لقد قدّمت في سياق الفنون الكثير من المساهمات الهامة من بينها أنني كنتُ سنة 2012 من بين سيدات المسرح العربي في تظاهرة بالامارات المتحدة حيث حملت همّ المرأة في المسرح العربي من خلال التوغل فيما كتب عن المرأة المبدعة واتخذته موضوعا للبحث والدراسة من خلال كتابات بن قطاف وكاتب ياسين كما تابعت مسيرة النساء المبدعات انطلاقا من دراسة عنونتها بـ «المسرح النسائي» تضمنت أسماء المشتغلات في مهن العرض المسرحي رغم قلة تواجد أسماء الكاتبات المسرحيات اللواتي يعددن على الأصابع حين تم رصدهنّ في النقد.

في السياق نفسه، أضيف أن تسلل المرأة الى كواليس النقد كان من خلال الجسر الأكاديمي وأتحمل مسؤولية ما أقوله باعتبار درايتي الدقيقة ومعرفتي الشاملة بالمشتغلات في مجال الفن الرابع.. فلولا أكاديميتهن لما سُمح لهن باختراق مجال المسرح والحصيلة أنني ألفت كتابا حول مسيرة أيقونة المسرح الجزائري سنية مقيون انطلاقا من أعمالها وتجاربها حيث انقسم الأثر بين السيرة الذاتية والدراسة النقدية وذلك وفق مناهج متباينة من الإنطباع الى التفكيك لمعاني ودلالات أعمالها المسرحية وأذكر من بينها مسرحية «جميلات الجزائر» و«امرأة من ورق».

وفي مسيرتي أيضا تعمقت في دراسة استراتيجيات تنمية وتطوير المسرح المدرسي باعتباري متخصصة في النقد المسرحي وخاصة منه مسرح الطفل المغاربي والعربي فكان لي شرف كبير أنني عملت بمعية كوكبة من المبدعين في مجال مسرح الطفل حيث سعينا الى بلورة استراتيجيا تطور هذه النوعية من الفن الرابع في العالم العربي بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح التي كونت لجنة متابعة شارك فيها المسرحي التونسي محمود الماجري ومجموعة متنوعة من الأساتذة والمختصين.

زرت تونس للمرأة الأولى خلال مشاركتك في أيام قرطاج المسرحية فكيف وجدت هذه التظاهرة؟ وكيف تقيّمين مشاركتك؟

لقد زرت تونس للمرة الأولىخلال فعاليات الدورة المنقضية لتظاهرة أيام قرطاج المسرحية، وأشكر كثيرا القائمين عليها فقد شاركت فيها وأنا أعتبرها عرسا مسرحيا عريقا..

في الحقيقة لقد كنا نعرف الأيام انطلاقا من مقاربتنا مجموعة الكتابات النقدية التي تناولت بعض الأعمال المسرحية الجزائرية المحظوظة التي مرّت بهذا المهرجان.. وأنا نفسي تناولت بالنقد الكثير من الأعمال الجزائرية التي توّجت بجوائز في الدورات السابقة على غرار مسرحية «قالو العرض قالو» و«العيطة»…

لقد استفدتُ كثيرا من تلبية دعوة المشاركة في فعاليات المهرجان خاصة وأنني كنتُ قد واكبت أيضا ندوة صفاقس عاصمة للثقافة العربية التي كانت تعاصر الأيام من خلال ملتقى شاركتُ فيه بمداخلة تحت عنوان «عناصر التجديد في المسرح العربي بين الراهن وآفاق المستقبل».. ببساطة في مدينة صفاقس ومن خلال ذلك الملتقى قدمنا مجموعة من النظريات وعندما واكبنا عروض أيام قرطاج المسرحية لاحظنا الجانب التطبيقي لكل ما قيل سابقا حيث تم تناول التجليات الوسائطية بين الكلاسيكيين والمحدثين.

لقد وجدت نفسي منبهرة أمام مسرحية «المجنون» للمسرحي توفيق الجبالي و«العنف» لمخرجها الفاضل الجعايبي.. لقد كنتُ كلما شهدت عرضا مسرحيا الا ولاحظت تكاملا كبيرا بين التظاهرتين ومن واجبي أيضا أن أنوه باللقاء المهني الذي فسح لنا المجال للإطلاع على تجارب رائدة في فنون المسرح كما أقدّر مجهود العاملين على إنجاح هذه التظاهرة التي يشهد لها بالنجاعة خاصة وقد سافرت بالجماهير من الفضاءات المظلمة إلى فضاءات النور والإشعاع..

اشتغلت كثيرا على نصوص «شكسبير»، فلماذا هذا الإختيار؟

«شكسبير» مسرحيّ عالمي لطالما نجح في تحفيز المسرحيين على استنطاق نصوصه المسرحية في مساءلة ومقاربة ونقد لمختلف أعماله التي عرفت بتنوعها من حيث البنية النصية وآليات معالجة بعض المواضيع.. وأذكر أيضا أن الكثير من المسرحيين من أصقاع العالم حملوا المشروع الشكسبيريّ وقدموه وفقا لثقافات بلدانهم ونمط حياة شعوبهم..

هل أنت مطلعة على المسرح التونسي؟ وكيف تقيّمينه؟

أنا مطلعة على عوالم المسرح التونسي وخصائصه وأجده يتقدم شيئا فشيئا فهو مسرح منفتح على تجارب مختلفة من خلال معاينتي للفعل المسرحي العربي من مهرجانات وتظاهرات متنوعة، فالمشهد المسرحي التونسي دائما ينتظر ويتوقع منه الجديد ومن أبرز خصائصه الانفتاح على الآخر ونجده يأتي دائما بالمدهش.. بالسحري والشعري والجمالي وهذا ما لمسته فعلا من خلال التجارب التي واكبتها على امتداد الدورة المنقضية مؤخرا لأيام قرطاج المسرحية.

كيف تجدين حضور المرأة في المسرح التونسي؟ وهل لك علاقات صداقة مع مسرحيات تونسيات؟

المرأة في المسرح التونسي قطعت أشواطا عملاقة وأراها تمردت على كل المحرمات و«التابوهات» فلم يعد ثمة ذلك الثلاثي المحرم المعروف بالسياسة والدين والجنس وذلك كله بفضل المرأة التي أسهمت في تحريك الفعل المسرحي في تونس واستجابت لهذه المتغيرات الآتية من الضفة الاخرى.. المسرحيات التونسيات… صديقاتي وأعتز بهن كثيرا على غرار رجاء بن عمار وجليلة بكار وفاطمة بن سعيدان.

المصدر/ اليوم

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *