المسرحي العراقي أحمد شرجي: تركت قراءة بعض الكتّاب لأنهم لا يملكون الجديد /أحمد سراج

احمد شرجي ممثل ومخرج ومؤلف وأكاديمي من العراق، مثّل عدداً من العروض المسرحية، يقيم في هولندا، لكنه ينتهز أي فرصة لربط نفسه بعالمه العربي من خلال سفره الدائم إلى العراق، ومشاركته الفعالة في الأنشطة المسرحية في الخليج خصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إفريقيا خصوصاً المغرب العربي.

} كيف يمكن بناء مكتبة مسرحية تلبي احتياجات القارئ والمبدع والناقد؟

بناء المكتبة مثل بناء البيت، تختار مواده بعناية شديدة، وكل بناء يختلف عن الآخر حسب خريطة البناء، هكذا أرى المكتبة، مكتبة القارئ المحب للقراءة تختلف عن مكتبة المتخصص الأول قد يكون محبّاً لجنس أدبي معين، بينما المبدع يحاول احتواء كل ما يختص بمجاله الإبداعي والأجناس المجاورة التي تطور جانبه الإبداعي، والناقد مكتبة جامعة بحكم أنه لا بد أن يكون ملمّاً بالنظريات الأكاديمية المنهجية التي تقعد رصانته النقدية، بالإضافة إلى موسوعية القراءة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

}كيف تحصل على الكتب العربية رغم حواجز المكان؟

سابقاً كانت صعوبة بالغة في الحصول على الكتاب، ولكن بعد دخول التكنولوجيا أصبح الكتاب يأتيك بضغطة زر على الحاسب، في تسعينات القرن الماضي بحكم الحصار الاقتصادي على العراق، ازدهرت ثقافة الاستنساخ، ازدهر شارع المتنبي بكل المطبوعات الحديثة، أو من خلال معارض الكتاب.

} هناك مواسم لشراء الكتب المتخصصة في المسرح مثل المعارض والمؤتمرات.. كيف تعود لقراءة الكم الكبير الذي تشتريه؟

من المؤكد أنا لا أشتري كل ما يصدر، لكني أحرض على شراء الكتب المترجمة، هناك بعض الكتّاب العرب تركت قراءتهم منذ فترة طويلة لأنهم لا يملكون الجديد، أو بمعنى آخر يطرحون موضوعات استهلكت نقدياً وتجاوزها الدرس النقدي منذ سنوات…. عند القراءة أقسم الكتب حسب وحدة موضوعها وأضع جدولا للقراءة لكل موضوع، وهكذا اكوّن صورة كاملة عن الإصدارات الجديدة.

} كيف ترتب مكتبتك؟

عدم استقراري في مكان محدد جعل مكتبتي تتداخل مع بعضها بعضاً، لم تخضع لفهرس ممنهج حسب الجنس الأدبي أو المادة، وعندما أحتاج مجموعة مصادر لكتابة بحث، أصرف الكثير من الجهد لجمعها، وهذا خطأ كبير؟

} عشت في ثلاث قارات.. فكيف كانت مكتبتك في كل مكان؟

عشت لمدة عشر سنوات بثلاث قارات (آسيا: العراق، إفريقيا: المغرب، أوروبا: هولندا)، وفي كل قارة لي مكتبة كونتها وفق حاجتي، ويصعب التنقل بها، ولهذا في العرق أملك مكتبة ممتازة وفيها ذكريات تشكل الوعي الأول، وكبرت في كل زيارة للعراق واستمرارية شراء الإصدارات الحديثة، وفي المغرب حيث الدراسات العليا والحاجة المستمرة إلى المصادر والمراجع، تكوّنت مكتبة كبيرة أغلبها مصادر حديثة جدّاً، بحيث لم أحتج الذهاب إلى المكتبات العامة لتوفر المصادر عندي، وعندما أنهيت الدكتوراه كانت عندي مشكلة نقلها إلى هولندا، ومكتبة هولندا هي الأحب إلى قلبي حيث أعيش منذ 98 ،وصعب جداً الحصول على الكتاب العربي، تضم إهداءات كثيرة وتكوّنت من سفرات متعددة إلى القاهرة والشام وتونس، والمغرب، ولهذا لي أكثر من مكتبة بثلاث قارات.

} هل تقرأ كتبك التي قمت بتأليفها؟

كلما قرأت إصداراً جديداً يتعلق بموضوع أحد كتبي، عدت إليه، لمعرفة التقارب معرفياً بما طرحته وما طرحه الآخر، وعند الحاجة أو التأكد من صحة معلومة، أو معرفة مدى استفادة الآخر من طروحاتك دون الإشارة إلى ذلك، وبعض الأحيان أستفيد منها كمصدر في بحث جديد.

} حين تسافر.. كيف تمارس القراءة؟

الكتاب لا يفارق حقيبتي أبدا، بل هو رفيق السفر الدائم، أقرأ الروايات أثناء السفر، لأنها مصدر استرخاء ولا تحتاج إلى جهد ذهني.

} لو كان عليك السفر إلى مكان منعزل والاكتفاء بخمسة كتب، فماذا تختار؟

«الأنا – الآخر» لصالح سعد، «المسرح في مفرق طرق الثقافات» لباتريس بافيس، «عشت لأروي» لماركيز، «أسس الأنثروبولجيا الثقافية» لميلفيل.ج.هرسكوفيتز، و«فلسفة تاريخ الفن» لأورنولد هاوزر.

} من الكاتب الذي تحرص على أن تكون كتبه في مكتبك؟

الكاتب الفرنسي رولان بارت، أحتفظ بترجمات مختلفة لكتبه… لأنه كتب بشمولية عن المنهج السيميولوجي، أثار انتباهي لكل ما أراه من إشارات وعلامات.. بدأت أنظر من خلال كتاباته إلى مصدر العلامة، قراءتها وتفكيكها حتى لو كانت وصل مشتريات.

المصدر/ الخليج

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية حـسن خـيون

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية  حـسن خـيون  المقدمة  في قراءة للتاريخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *