«المؤسسة» لـ«باييخو» جديد «المسرح العالمي»

 

ضمن سلسلة “من المسرح العالمى”، التى تصدر كل شهرين عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، صدر مؤخرًا، مسرحية “المؤسسة” تأليف: أنطونيو بويرو باييخو، ترجمة: أحمد أصبان، مراجعة وتقديم ودراسة: الدكتور حسن عطية، الذى كتب فى مقدمته التى تحمل عنوان: “مسرح أنطونيو بويرو باييخو- تعدد الأوجه.. وثبات الرؤية” تعريفا بالمؤلف وعالمه المسرحى، جاء فيه: “صاغ كاتبنا مسرحا جدليا، ذا بناء تراجيدى وأسلوب واقعى، يتخذ فيه موقفا واضحا تجاه حرية الإنسان مهما كان عرقه أو عقيدته، ويمجد فيه بطولة الإنسان وسط كل المعوقات الاجتماعية التى تجبره على السير فى غير الطريق القويم، وإن جاء دفاعه طوال الوقت عن هذا الإنسان الفرد من منظور سوسيولوجى وأخلاقى، واضعًا إياه دوما فى سياقه الاجتماعى والثقافى، وصائغا رؤيته داخل مسرح واقعى متعدد الأوجه، أصر هو أن يمنحه سمة الرمزية، مرتئيا أن (العمل الأدبى ينبغى عليه أن يكون رمزيا، كما هى الحياة ذاتها عندما نتعامل معها بعيون مفتتوحة)”. وفى تقديم الناشر للمسرحية نطالع: “يعتبر أنطونيو بويرو باييخو (1916- 2000) الكاتب المسرحى الوحيد الحائز على جائزة سيرفانتيس منذ تأسيسها سنة 1976 إلى الآن، وتعتبر هذه الجائزة بمنزلة جائزة نوبل للآداب المكتوبة بالإسبانية، إذ يتنافس عليها كل أدباء الدول العشرين الناطقة بالإسبانية، والتى غالبا ما يظفر بها كتاب لأجناس أدبية أخرى غير المسرح. قرأ بويرو المسرح الإسبانى والعالمى، وتعمق فى دراسته، فوقف على نقاط قوة الكتاب المسرحيين فتبناها، ووقف على نقاط النقص فطورها، وتبحر فى نظريات المسرح وحللها، فأخذ يكتب بموهبة فذة، فتبنى منذ بداية تجربته المسرحية ما يسمى “المسرح الممكن” بخلاف “المسرح غير الممكن” الذى نظر له بقوة ألفونسو ساسترى، كما لم يفت الكاتب التنبه إلى التأثير القوى والثورى الذى أنتجته نظرية ومسرحيات بيرتولت بريشت، وخاصة تأثيرها فيما يسمى “المسرح التجريبى”، بما تحمله هذه النظرية البريشتية من أساليب متطورة فى الكتابة المسرحية، غير أن بويرو لم يتفق مع بريشت فى مسألة “التغريب”، فصنع لنفسه أسلوبا جديدا وقف عليه الناقد والباحث المسرحى رياردو دومينش فسك له اسم “تأثيرات الانغماس”. من بين إسهامات بويرو فى كتابة المسرح، نجد مسرحيته “المؤسسة”، التى اعتبرت بإجماع النقاد من أهم أروع ما كتب فى المسرح، إذ ضمنها الكاتب كل نظرياته فى الأسلوب والشكل والمضمون، فبلغ فيها وبها أوج عطائه، وتمكن من بلوغ ما يصطلح عليه المسرح الشامل. تبتدئ هذه المسرحية بوصف غرفة تُشعر بالراحتين النفسية والمادية، يشتركها شخصيات لها هموم ثقافية وعلمية مختلفة، لكن مع تسلسل الأحداث تتبدد فقاعة الوهم، لنكتشف أننا نرى بعينى توماس المصاب بالشيزوفرينيا، ونحس بأحاسيسه: “تأثيرات الانغماس”، وأن الأمر فى “الحقيقة” يتعلق بزنزانة فى السجن، يتقاسمها سجناء ينتظرون موعد إعدامهم”. أما فى التعريف بسلسلة “من المسرح العالمى” فيذكر أن السلسلة كانت تسمى “المسرح العالمي”، وبدأت تحت إشراف الشاعر الراحل أحمد العدواني والدكتور محمد موافي أستاذ الأدب الإنجليزي والمسرحي الكبير زكي طليمات، وصدر العدد الاول منها في اكتوبر عام 1969 يحمل عنوان مسرحية “سمك عسير الهضم”، للكاتب الغواتيمالي مانويل غاليتش، وترجمة الدكتور محمود علي مكي.

-المؤسسة-باييخو

https://www.tahrirnews.com/p

 

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *