(اللقاء التلفزيوني مع الدكتور عجاج سليم مخرج العرض المسرحي كيميا)سوريا

 

عين(اللقاء التلفزيوني مع الدكتور عجاج سليم مخرج العرض المسرحي كيميا)سوريا

وبطلة العرض المسرحي الفنانة الممثلة علا سعيد

كان اللقاء صباح هذا اليوم الخميس 12/9/2019 على القناة الإخبارية السورية

بعد الترحيب بهما كان السؤال الأول موجه للمخرج الدكتور عجاج

  • ماهو سبب اختيار النص الروسي وإعداده؟
  • ليس الموضوع اختيار نص روسي أو غير روسي .. النص المسرحي ..بل المسرح لا يعترف بالحدود المهم والأهم أن نقدم نص يناسب واقعنا الاجتماعي ..وخصوصا بعد هذه السنوات العجاف من الحرب التي عشناها جميها .. وبعد مسرحية “هوب هوب” منذ أربع سنوات لم أقدم عملا مسرحيا للقومي ..وبحثت عن نص يخرجنا من هذا الواقع مؤكدا أنني لن أكرر نفس .. لذا وجدت أن الخلاص هو بكلمة بسيطة غير معقدة يفهمها الجميع وهي كلمة “الحب” ..وبهذا نكون قد أجرينا فعلا لطيفا أن قمنا بحذف حرف من كلمة “حرب” وأبقينا على “الحب” ..الذي بحاجته الجميع ..والنص الروسي يتحدث باختصار عن صبية ذاهبة لعرسها بالطريق يفسد التسريحة ويتخرب المكياج .. تلتقي بشاب عائد للبيت بعد عناء شغل موجع .. ينجذبان إلى مربع مغناطيسي ضيق لا يستطيعان الخروج منه وبعد المحاولات يكتشفان أن الخلاص هو الحب .. وقد أكد الحضور “الجمهور” فعلا أن مقولة العرض المسرحي هي “الحب” الذي نحن بحاجة له للخروج من هذا الذي عشناه بكل ألم ومرارة ..وقد قمت بإعداده باللغة المحكية التي رأينا أثرها على الجمهور الذي بكى حبا وضحك حبا ..وعبر قائلا كم نحن بحاجة لهذه الجرعة من الحب لتسمو الروح كي يتألق الجسد بالفعل الذي أكده الإنفعال المرسل من العرض المسرحي ..
  • السؤال الثاني للممثلة علا سعيد ماهو الذي يميز هذا العرض المسرحي؟
  • طبعا “الحب” نحن والجميع مللنا الحديث عن الحرب وأثرها المؤلم على الجميع .. لذا وجدنا كم نحن بحاجة لهذا “الحب” ..وعندما تم طرح العمل جميعنا تحمسنا للعمل ..واسمحوا لي أن أوجه تحية بالاسم لجميع فريق العمل: فادي حموي .. سليمان قطان .. مأمون الفرخ .. زامل الزامل .. وليد الدبس .. طارق نخلة .. مدام سلوى حنا .. نجاح مختار ..
  • دكتور عجاج اختيارك لطلاب خريجين جدد من المعهد أليس مخاطرة؟؟
  • من النهاية أقول: المسرح لا يتطور إلا على أيدي الشباب ..وسأضرب لك مثالا الفنان المرحوم “نضال سيجري” أنا أخذته من المعهد وشارك معي في العرض المسرحي “سفر برلك” الفنانة “شكران مرتجى” و “مريم علي” و “مهند قطيش” و “لين جباعي” و “جمال العلي” و ” المسرح بحاجة لهذه الروح ..والممثلون أيضا بحاجة للحب الذي يجمعهم كفريق عمل واحد .. والعمل المسرحي يختلف عن التلفزيون والسينما ..وكما قالت “علا” نحن مجموعة جمعها الحب .. الحب بمعناه الكوني تماما .. للنبتة .. للشجرة ..لكم أنتم .. للجميع ..وليس كما هو سائد حب الرجل للمرأة .
  • الفنانة علا نتمنى لو تحدثينا عن مشاركتك بهذا العرض أكثر؟
  • بداية تكلم معي الدكتور عجاج متمنيا مشاركتي بهذا العمل المسرحي ..تساءلت ما هو الدور الذي سيعطيني إياه بالمسرحية .. قال: اطلعي على النص وبعد ذلك لك عندي مفاجأة ..والفنانة “علا” من طلاب الدكتور عجاج ..توقعت بعض الأدوار النسائية ..لكن لم أتوقع دور “العروس” ..فعلا كان العمل صعب ومتعب خصوصا تجسيد المشاعر خارج الجسد ..وهذا الحفاظ على التجاذب دون قطع المسافة ودون النظر لبعضنا البعض .. والذي يسر العمل شغفنا وحبنا وحماسنا للعمل وفكرته الأساس الحب.
  • ماهي الأسباب أن الديكور بسيط واللباس عريب ؟؟
  • لقد انطلقت بالمسرحة من مقولة “الحب” ..عندما نقول الحب يعني أننا نحتاج إلى مساحة واسعة ..وأي شيء على الخشبة ممكن يضايق هذا الحب ..ومن شخصيات المسرحية المتسكع والذي هو الراوي يقول لهم أغمضوا عيونكم ..اكسروا القوقعة التي تحيطكم .. حرروا روحكم ..ارادتكم ..الحقوا احساسكم ..هذا الكلام لا يمشي في مساحة ضيقة ..لذا كانت السينوغرافيا (الصوت والموسيقا والكلمة) تعمل ضمن تحقيق الفكرة ..وكان لدي توجس هل سيقبل الجمهور ..الذي ثبت لي أن الجمهور تفهم الفكرة وعاشها ..وبدى أنه أي الجمهور سابق لنا .. هذا هو الجمهور السوري الذواق للجمال والابداع .والذي لفت انتباهي وانتباه العاملين في دار الأوبرا وفي صالة الحمرا للجميع أتوجه بالشكر ولمديرية المسارح والموسيقا ..أن الجمهور متنوع ولكن مايميزه حضور الفنان والكاتب والصحفي والطالب الجامعي ..صح اشتغلنا سبع ساعات باليوم لمدة شهرين ..وركزنا على كل رفة عين وكلمة وحركة بكل هذه التفاصيل التي تحترم الجمهور الذي تابعنا بهدوء وكان يصفق بعد انتهاء المشهد ..فعلا جمهور رائع ..يحتاج منا كيف نعرف الوصول إليه ..والناس كما تفضلت الآنسة :علا” ملت من الحديث عن الحرب والدمار وهي بحاجة لهذه المساحة من الحب ..والخلاص لسوريا وشعبها بالحب ..الذي هو الحرية، قبول الآخر، عدم الغاء الآخر، التسامح .. المتطرف لا يحب اطلاقا سوى الهدم والخراب ..لأن تفكيره انغلق على فكرة الكراهية ..كما أن أداء الفريق مع الشكل العام جميعا قدم عملا أزعم أن من لا يعرف العربية قادر على فهم النص كل الشكر لفريق العمل الذي تعب معي وتحمل نرفزاتي في سبيل نجاح العمل .. ونجاح الجمهور في تقبل العمل أيضا..
  • الآنسة علا سعيد هذا الاقبال الجماهيري كيف أثر على عملكم وأدائكم الأجمل؟
  • فعلا الجمهور أجمل شيء .. عندما تدخلين الصالة وهي تغص بالجمهور هذا يدفعكم ويمنحك الطاقة لتقديم الأفضل والأجمل بحماس ومسؤولية للمتلقي الذي نعتبره جزء هام من العرض المسرحي ..وقد سمعت بعض الآراء الإيجابية والسلبية عن العرض ..ولكن عندما تلمسين البساطة والعفوية في تقديم العرض أداءً وديكورا بدون عجقة وفوضى شيء بحد ذاته رائع وجميل..
  • دكتور عجاج اسم العرض “كيميا” ماذا فعلت الكيميا بفريق العمل؟
  • بصعوبة .. نحن أولاد هذا المجتمع من مختلف المناطق والبيئة الاجتماعية ..يجمع بيننا شيء يقدسه الجميع اسمه المسرح ..وأنا كفنان أحس وجودي على خشبة المسرح .. والمسألة الثانية أن الشباب البعض للمرة الأولى يشتغل مسرح هذا شيء أراهن عليه أنا ..هؤلاء أنقياء مساحات الحماس والاندفاع لديهم طازجة ..وكنت أقول لهم أننا أنجزنا العمل ..ولكن قد ينهار إذا فقدنا الرابط بيننا ..الروح الواحدة ..المخرج الجميل “محمد ملص” حضر العرض البارحة وقال: ” لقد ارتاحت روحي” كلام رائع وهذا بحد ذاته انجاز لنا وللجمهور الكريم ..كل شيء مصنع لا طعم له ..كنا بالخليج نشتري من المول حبة العنب لا نحس بطعمها لها طعم البلاستيك ..وعندما نحصل على حبة العنب السوري نشعر بطعم آخر ..هذه روحنا ..نحتاج لهذه الروح التي تجمعنا ..لم يكن الأمر سهلا أبدا ..كنت أذهب لروح كل ممثل ..وأفتحها وأفجر طاقتها بالمحبة والشعور بالذات الجمعية وبالمحبة والتعاون استطعنا انجاز لعمل تلك هي الكيميا ..بكل البساطة ..الفلسفة اليابانية يضعون غصن أخضر على المسرح ويقولون هذا الربيع ..نحن نضع خمسين شجرة على الخشبة ونخلق الازدحام ونضيق المساحة لنعطي نفس النتيجة ولكن بشكل آخر ..كفانا فوضى ..كفانا زحمة ..البساطة والعفوية توصلنا لكل شيء جميل بالمحبة وكيميا نتمنى أن تكون قد حققت ذلك .
  • آنسة علا لقد تم تبديل الممثلين، كيف أثر ذلك على العمل؟
  • اسمحي لي بالإجابة في البدايات لم تكن موجودة الآنسة “علا” .. لقد كان التبديل إيجابيا ولصالح العمل .. وهذا لا ينتقص من قيمة أحد ..أنا عقلاني في تقديري للأمور وأعرف ماذا أريد ..وهذا لا يعني أن الآخر ليس له رأي .. أو رؤية .. في العمل الفني عليك اتباع إحساسك بالنهاية ..وأكرر أن ما جرى لا ينتقص من قيمة أحد .. وأنا قدمت العمل كسيناريو .. وقلت للممثلين هذا سيناريو العمل .. ولكن العمل على الخشبة .. وقد سبقنا التوانسة بهذا الموضوع وقالوا: العمل على الركح يولد .. هناك شيء أسمه ثقافة التلفزيون ..يتصل بك أحدهم قائلا: من معي؟؟ معك المسرح ..معك المخرج عجاج سليم ثلاثون عاما في المسرح خمس وعشرون عاما مدرسا بالمعهد العالي للفنون المسرحية .. وأنا بطبيعتي أتحسس من هكذا كلام .. ونظر البعض للموضوع كنص تلفزيوني .. كم مشهد ليَّ .. كم جملة ليَّ ..كم طلعة ليَّ على الخشبة ..يعني وصلت الأمور لهذه الدرجة .. أنا أسميه تلوث أثر على المسرح .. أنا جايه اشتغل مسرح ..هذا أبو الفنون ..هاد المرجع ..هذه المفاصل تحتاج للزيت .. للدواء .. للغذاء .. كل ممثل تلفزيوني يحتاج بالعام لعمل أو عملين مسرحيين ليعيد تأهيل نفسه ..وأقولها من على شاشة التلفزيون السوري .. هناك ممثلون صدوا .. لأنهم ابتعدوا عن المسرح ..ويبقى اللمسرح أبو الفنون بكامل الشرعية ..

كل الشكر لكم وللجمهور الذي تابعنا والذي حضر وسيحضر العمل المسرحي “كيميا الحب” …

كنعان البني – سوريا

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …