الكويت تقدم درسا لن ينساه الجميع في ذكرى رحيل بوعدنان.. – يوسف الحمدان

الرضى
عبد الحسين عبد الرضا

الكويت تقدم درسا لن ينساه الجميع في ذكرى رحيل بوعدنان.. – يوسف الحمدان

عندما رحل عملاق وعميد الكوميديا والدراما التلفزيونية في خليجنا العربي ونجمهما الساطع الفنان الإنسان عبد الحسين عبد الرضا (بو عدنان) عن عالمنا الفني والدنيوي، لم يستوقفني ويثيرني بكاء وحزن وفقد أهله وذويه وأسرته الفنية في الكويت وخليجنا العربي له فحسب ، بقدر ما استوقفتني مكانته الفنية والاجتماعية والإنسانية الكبيرة واللافتة والمؤثرة على الصعيد الرسمي والإعلامي في دولة الكويت ، الأمر الذي أبرز المكانة الحقيقية التي يستحقها الفنان في بلده وبين أفراد مجتمعه من مختلف الطوائف والاطياف ، إذ لم يكف رأس الدولة الأمير الشيخ صباح الأحمد عن متابعة أحوال الفنان عبدالرضا والسؤال عن صحته حتى اللحظة الأخيرة قبيل رحيله ، ولم تتوقف قنوات الإعلام الكويتية عن نقل ومتابعة أخباره الصحية أولا بأول ، ولم تسدل ستارتها بعد وفاته ، بل تعاطت وتعاملت مع فقد عملاق الكوميديا بوعدنان بوصفه هرما شامخا من اهرام الكويت الذين أثروا بفنهم ليس على صعيد المجتمع الكويتي فحسب ، وإنما على صعيد المجتمع الخليجي ، فكانت صورة الوداع للراحل بوعدنان مجاورة لشعار تليفزيون الدولة ، وهذه حالة فريدة ونادرة واستثنائية لم تحدث قط في مختلف وسائطنا الإعلامية في خليجنا بل وازعم في وطننا العربي ، مما يعكس مدى أهمية وقيمة ومكانة بوعدنان رحمة الله عليه في مجتمعه ومدى قدرته على تحقيق مكانة شعبية كبرى تجاوزت حدود خارطتها الجغرافية ، ليتعالق أثرها وتاثيرها مع أثر وتأثير العظماء والعمالقة من الرؤساء والعلماء والفنانين في العالم .

كما استوقفني في رحيل بوعدنان الاهتمام الرسمي اللافت في الاعلان عن الحداد عليه مذ أعلنت وفاته بلندن ، مما يؤكد ويعزز مكانته الفنية الكبرى لدى حكومة الكويت وشعبها وما يستحقه من مراسيم تحفظ حق هذه المكانة لأبي عدنان ..

والأهم في هذا الاهتمام الرسمي ، إعلان حكومة الكويت دفن بوعدنان دون مراسيم رسمية ، بوصفه ابن الشعب البار وما الحكومة الكويتية المحبة لفن هذا العملاق وايمانها بما قدمه حتى من نقد ساخر مر عليها ، إلا جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب ..

إن الحكومة الكويتية واصعدتها الرسمية وخاصة الإعلامية المكتوبة والسمعية والبصرية والإلكترونية ، تمكنت وباقتدار وجدارة من أن تسهم في توسيع رقعة المكانة الشعبية الكبيرة والمؤثرة لأبي عدنان على الصعيد العربي ، ليصبح عملاق الكوميديا وعميدها في خليجنا العربي ، قامة كبيرة وعملاقة في وطننا العربي لا يختلف عن الذين تعملقوا فيها واثروا في مجتمعاتهم قبله أو معه أو بعده ، بل لعلنا الآن نكون حقا بصدد دراسة تاريخ هذا العملاق في حقله الكوميدي لنكتشف اسرارا أخرى في تجربته العميقة العريضة لم نكتشفها قبل رحيله ..

لروحك أيها العملاق المؤثر الرحمة والسكينة والسلام ، وعظيم الأجر لكل محبيك ، على أمل أن تدرك وتستوعب أغلب جهاتنا الرسمية في وطننا العربي الدرس الفريد والنادر والمؤثر الذي قدمته حكومة الكويت وأجهزتها الرسمية في تقديرها واحتفائها بمن قدم لشعبها فنا لا ولن يمكن أن ينساه إلا حاقد جاحد..

يوسف الحمدان – البحرين

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش