القاسمي سلطان.. رجل لهذا الزمان

تحتضن الكويت هذه الايام الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي، الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، برعاية كريمة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله.
يشارك في المهرجان اكثر من 400 فنان مسرحي من كل البلاد العربية ودول المهجر، وفي هذه المناسبة، لا بد من تقديم التحية والعرفان لاحد الرجال العرب المحترمين، الذي وقف انشاء الهيئة العربية للمسرح التي تقوم بدور كبير في رعاية ودعم المسرح العربي والاجيال المسرحية العربية الشابة.
الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الاعلى لاتحاد الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، نموذج مضيء للحاكم المثقف الواعي، شجرة مثمرة وارفة تفيء بظلالها على الفضاء الثقافي العربي بمجالاته المختلفة.
قدم الشيخ القاسمي للعالم تجربة ثرية عندما حول الشارقة الى عاصمة دائمة للثقافة العربية من خلال المؤسسات والانشطة المختلفة، ورعاية الاجيال الشابة من خلال الجمعيات الاهلية في مختلف مجالات الثقافة والفنون، وانشاء البنى التحتية والمراكز الثقافية، وكان اختيار امارة الشارقة عاصمة للثقافة العربية عام 2008 وعاصمة الثقافة الاسلامية 2014 تتويجا لهذ الجهد الكبير.
الشيخ الدكتور سلطان القاسمي نموذج حي للمثقف الواعي المشارك في العمل العام والانتاج المعرفي المتميز، من خلال الكتابة ايضا، هذا غير اعباء العمل اليومي كحاكم للشارقة.
ولم يتوقف عطاء القاسمي عند حدود الامارة المنارة، لكنة امتد لدعم مؤسسات وانشطة ثقافية ذات هدف تنويري لخدمة المواطن العربي في اكثر من موقع. ومن امثلة هذا الدعم تبرعه السخي لاعادة بناء وترميم المجمع العلمي المصري وسط القاهرة، الذي طالته يد التخريب من الدخلاء على ثورة يناير، من الذين يجهلون قيمة المجمع، كما قام بترميم الكتب التراثية النادرة فيه، وقد سعدت الاوساط الثقافية المصرية والعربية بهذه الخطوة المباركة، كما تبرع لهيئة قصور الثقافة المصرية بمبلغ 3 ملايين دولار للمساهة في نشر الثقافة في قرى مصر والمناطق البعيدة المحرومة من انشطة العاصمة.
ولقد نال الرجل شهادات التكريم من مؤسسات وهيئات عربية واجنبية، وكان شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورة سابقة، وتم الاحتفاء به بالشكل اللائق، وجاء معه بكتابه التاريخي الرصين «بيان الكويت» ليضيف للمكتبة العربية احد الكتب التاريخية المهمة.
من المؤكد ان التاريخ العربي للمنطقة سيتوقف طويلا امام التجربة الثقافية العملاقة والفريدة التي سيسطرها التاريخ باحرف من نور لرجل قاسمي يدعى سلطان.

محمود حربي

http://www.alqabas.com.kw/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *