السينوغرافيا المسرحية للمصمم موهلى ناجى Moholy-Nagy

لازل و موهلى ناجىLászló MoholyNagy  ( 1895- 1946م) مصمم ومصور,ومصمم مسرحى ونحات أمريكى من أصل مجرى درس القانون وأصبح من رواد اتجاه الباوهاوس ، وكان رائداً في الاستعمال الفني للضوء والحركة والفراغ والتصوير الضوئي والمواد البلاستيكية، آمن بأهمية الوحدة الكاملة بين الفنون الجميلة والصناعة والبيئة. شغلت تعاليمه في التصوير والفن التجريدي، والتصميم الجرافيكي والصناعي والمعماري أجيالاً من الفنانين والمعماريين والمصممين ،  وكان له عدد من الأراء المختصة بالفن فمن أقواله “أن القوة التحويلية في الفن، يجب أن تُسخّر للإصلاح الاجتماعي، وأن الفن يجب أن يوازي التقدم التقني الجديد” .  وتوسّع اهتمام الفنان؛ ليشمل: الفيلم والتصوير ومونتاج الطباعة والتصميم المسرحي والنسيج والتصوير الزيتي والنحت كما كان له العديد من التصورات المبتكرة عن المسرح  ، فذكر أن : “الحقيقة فى قرننا هذا هى التكنولوجيا والاختراع والتشييد وصيانة الآلات ، واعتيادك على استخدام الآلات يجعلك تفهم روح هذا القرن ” ، وانشغل بتركيبات الضوء والتأثيرات الضوئية والفوتوغرام ومونتاج التصوير الضوئي. و بقي موهولي ناجي في الباوهاوس حتى عام 1928 ، وعمل سنوات عدّة في التصميم المسرحي في برلين  ، وفي عام 1935 عاش في لندن، وعمل مصوراً وباحثاً في الأشكال الفنية. وكان “موهللى” يصف أعماله بأنها المزج بين الحركة واللون والضوء كنوع من التوليف synthesis لأفكاره الفنية ،  فصمم عمل بنائي يدعى «البناء من مادة النيكل»(1921)، يُظهر المشكلات الفنية التي مرّ بها الفنان في أثناء تعامله مع الضوء والفراغ والحركة، ويُظهر أيضاً رؤيته لتكنولوجيا الآلة، واستخدامه للمواد الصناعية الحديثة وللمواد الجديدة من أجل الوصول إلى أهداف تعبيرية جمالية صافية بعيدة عن النفعية، ويظهر العمل أيضاً اهتمام الفنان بالكشف عن الجمال الآلي وتأثيره في البيئة الحديثة.  وقصد موهللى هو استخدام الضوء لابتكار مايسمى بـ”عمارة الضوء “architecture of light، وطبق رؤيته فى ا لمسرح فرأى  أن الضوء جزء من العرض المسرحى الطليعى. وسيطرت فكرة “المسرح الميكانيكى Mechanical Theater ” على إتجاه الباوهاوس عام 1923م ، وظهرت فى تصاميم موهلى ناجى و”كيرت شميث “Kurt Schmidt، كما فى عمل بإسم “إضاءة المنصة الكهربائية Light Prop for an Electric Stage “، واستخدم فيه الإضاءة للمسرح وللرقص ولأشكال الفضاء المختلفة، والتى يتحكم فيها بالمحركات الكهربية .  كما صمم عمل  أطلق عليه اسم «المنظم الضوئي الفراغي» light space modulator، وعُرض العمل الأساسي في باريس في 1930، وهو ثلاثي الأبعاد، صنع من مادة البلاستيك والكروم وصفائح معدنية مثقوبة، ويتحرك بتناغم مع علاقات متتالية من الضوء إلى الظل؛ وشفافية نتجت من مرور الضوء خلال البلاستيك والمعدن المثقوب، والدوران المتتالي للعمل، وتنظيم الإضاءة وانعكاساتها بظلال متفاوتة تُعطي جواً فنياً مميزاً.   و قام موهللى بتصميم عرض بإسم” “light-requisite for an electrical stage والذى عُرض بباريس عام 1930م ، ووصفه بكونه صندوق مكعب له فتحة دائرية من الأمام ، وبالخلف علق عدداً من “اللمبات الكهربية electrical bulbs” بألوان مختلفة ، ووضع بالصندوق لوح خشبى دائرى أيضاً موازياً للفتحة الأمامية وعلق حوله إضاءات كهربية، والتى تضاء بشكل مستمر لتعطى ظلالاً خطية على الحائط الخلفى  و”موهللى ناجى” صاحب مذهب “عقلى rationalist ” ، فهو يرفض الذاتية subjective فى الفن ويفضل عالم الهندسة ويؤمن بمزج الابتكار الفنى بالتكنولوجيا، ويتجنب الرومانسية وكل ماهو غير عقلى  irrational، ويؤمن بكل ماهو كامن فى الفن التجريدى لخلق قوانين مرئية جديدة ، تعتمد على المنطق البسيط والواضح. وأُعجب “موهللى ناجى” بالبنائيين الروس ، خاصة فلاديمير تاتلين  Vladimir Tatlin” الذى استلهم أعماله من رسوم بيكاسو التكعيبية ونحته وكولاجه وابتكر أعماله البنائية من القمامة والكرتون .

 ———————————
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – د. راندا طه 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *