السر في الدمية أم السر في القيمة! بونوكيو” نموذجاً..

السر في الدمية أم السر في القيمة!

بونوكيو” نموذجاً..

هايل المذابي

……….

نفذت الهيئة العربية للمسرح نشاطها السنوي ملتقى الفنون والعرائس العربي ضمن أيام الشارقة التراثية مؤخراً وقد لفت انتباهي من بين هذه الفعالية دمية بونوكيو التي اشترك في تقديمها الحكواتي التونسي البغدادي ومن العراق د. أحمد محمد الأمير..

ودمية بونوكيو لها قصة ألفها أحد الوائيين الإيطاليين منذ زمن ولكن هذه الدمية مازالت وستظل محافظة على بقائها رغم كر وفر الأيام ولا يبليها شيء..

القيمة الإنسانية في قصة بونوكيو لا متغير بنيوي في أي مجتمع وفي أي عصر وهي ما أعطى للدمية بونوكيو قيمة وحافظ عليها حتى الآن وهو أيضا السبب في بقاء اعمال فنية كثيرة وكتب لها الخلود..

تلك القيمة “تحري الصدق” هي السر وليس الدمية بونوكيو في حد ذاتها..

لقد صاغ عالم الأنثروبولوجيا كلود لفي شتراوس نظريته “القرابة” ومن قبله العالم النرويجي كارل يونج ما سماه الأنماط البدئية أو النماذج العليا بناءً على ما نسميه القيمة فالتشابه بين الحضارات ناشىء على أساس تلك القيم التي لايمكن أن تختل إلا باختلال الموازين فهي إذن لا متغير في أي بناء اجتماعي فالآخرون ماهم إلا نحن ولكن في صور مختلفة أما القيم المترسخة فهي واحدة ..

ولي أن أطرح سؤالاً هاماً..

ماقيمة الفنون بدون قيم! وما جدوى أن نبتكر أشكالاً للدمى والعرائس وهي لاتروج لقيمة!

تلك القيمة إذن هي ما يكتب الخلود للقالب الذي نستخدمه ودمية بونوكيو نموذج حقيقي يجسد هذه الحقيقة تماماً كما ارتبطت فكرة الثورة حديثاً بقناع فانديتا..

والمحصلة  أن القيم البشرية قد يخبو أوارها حين تنعدم روابط تعزيز القيم الإنسانية والتذكير بها وبونوكيو أحد تلك الروابط لأعظم القيم فكل الأعراف والقوانين والعادات والتقاليد والرسائل السماوية تنبذ الكذب وتستنكر أن يكون الإنسان كاذباً وعندما يختل هذا الميزان ستموت كل الأعمال الفنية حتماً التي تناولت هذه القيمة في فنها..

كل ما أرجوه أن يخلق الفنان شيئاً عظيماً ويربطه بالقيم التي ترقى بالإنسان خلقاً وتزيده إنسانية.. وحينها يصبح ذلك الفن خالداً لايموت..

بونوكيو حكاية رمزية تشرح الجريمة والعقاب للإنسان الذي يكذب آنياً ودانياً.

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *