«الرصاصة».. تناقضات النفس البشرية وأمانيها

اللافت في أيام الدورة التاسعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، حرص المسرحيين والجمهور على الحضور في مقر المهرجان بندوة الثقافة والعلوم، قبل ما لا يقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات من موعد العرض المسرحي..

ذلك لمعايشة أجواء المهرجان التي تتضمن العديد من الفعاليات النوعية والترفيهية، كالاستماع إلى المقطوعات الموسيقية أو قصائد الشعر التي تقدمها خشبة «مسرح المواهب» في الصالة الرئيسة، مقر اللقاء، أو التقاط صور تذكارية مع النجوم المفضلين لدى أفراد الجمهور، أو تواصل المسرحيين فيما بينهم، والذين توافدوا من مختلف الإمارات، إضافة إلى كوكبة من الفنانين من دول الخليج العربي.

الواقع المتخيل ونقيضه أو الحقيقة المفترضة والصادمة أو أمنيات الحياة والموت، محاور لتناقضات ارتكزت عليها فكرة مسرحية «الرصاصة» المشاركة في مسابقة الدورة التاسعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، للمخرج سعيد الزعابي، ومن إعداد محمد رفعت، اقتباساً من مسرحية لتوفيق الحكيم. وإنتاج مسرح عيال زايد.

مهند ونور

يتعرف الجمهور في المشهد الأول، على بطلي العمل مهند ونور، الزوجين اللذين لا يزالان يعيشان في رومانسية شهر العسل، وما بين الشوق والغرام ندرك بعض الخفايا التي يحجبها كلاهما عن الآخر، فما أن يغيب مهند عن النظر، حتى تتصل نور بماهر وتواعده.

وما إن تغيب نور عن نظر مهند، حتى يتصل الأخير بصديقة له كي يزورها. وبعد عدة تقاطعات من والدة نور ووالد مهند ومشاحنات الحموين وإصرار كل منهما على تطليق مهند ونور، يخلو الجو لنور وما هي إلا لحظات حتى يصل ماهر المنشود، لندرك أن الهدف من اللقاء رغبة نور في عمل بوليصة تأمين على حياتها لصالح مهند.

«بين أخذ ورد»

وبعد الكثير من المفارقات الكوميدية بين أشخاص داخلين وخارجين، يدخل سعدون وبيده المسدس مهدداً بقتل أحد الزوجين.

يسعى الزوجان في البداية لإقناعه بالمنطق، وعندما يفشلان يرجوه كل منهما للإبقاء على حياته. وهنا تكمن المفارقة مع المشهد الأول، حينما كان كل منهما يتنافس في دعواته إلى الله، لأخذ حياته قبل الآخر. وبين أخذ ورد، يصل إلى البيت الأب والأم لتزيد فرص الزوجين في البقاء على قيد الحياة..

ولتتسع دائرة التهديد بالموت حينما يصل المأذون الخاص بكل طرف. وفي لحظات مواجهة الموت يطلب مهند ونور من المأذون الأول الانفصال، بينما يبادر المأذون الثاني إلى تزويج الأم والأب قبل مفارقة أحدهما الحياة.

إيقاع العمل

اعتمد المخرج أسلوب الكوميديا الساخرة لشخصيات كاريكاتيرية. ويُحسب له استخدام اللغة العربية الفصحى، ومن المآخذ على العرض ضعف السينوغرافيا، حيث انحصرت حركة الممثلين في خط أفقي واحد، بلا استغلال لأبعاد خشبة المسرح كما هو الديكور. ويُحسب للممثلين قدرتهم على التحرر من حالة التشنج والصراخ.

 

رشا المالح

http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *