“الرزق على ربي”.. وأعمالي جواز سفري ولن أتردد في إبداء آرائي

يستعد المخرج محمد شرشال لدخول منافسات الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية، من خلال عمله “جي بي اس”، الذي سبق تتويجه بجائزة أحسن عرض في مهرجان المسرح العربي في الأردن، في سنة 2019، ليكون بذلك العمل المسرحي الوحيد الذي سيمثل الجزائر. “الشروق اليومي” التقت بالمخرج عشية الانطلاق إلى تونس، فكان معه هذا الحوار:

“جي بي آس” أحق بتمثيل الجزائر ولا دخل لوزارة الثقافة في اختيار الأعمال

لماذا عادت مسرحية “جي بي اس” إلى الركح رغم انقضاء مدة عقود فريق العمل؟
في نظري مسرحية “جي بي اس” لم تنل حقها الكافي من العروض التي علقت بسبب جائحة كورونا، إلا أن المسرح الوطني لم يتخلف عن دفع مستحقات فريق العمل، رغم عدم استيفاء عدد العروض المتفق عليها سابقا وانتهاء عقود العمل الخاصة بالفنانين، ليتم تدارك الأمر من طرف إدارة المسرح التي جددت العقود لإعطاء نفس جديد للعمل وإتاحة مشاهدته من طرف أكبر عدد ممكن عبر مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف المرجوة من العرض كتمثيل الجزائر في المحافل المسرحية الوطنية والدولية.

ماذا ستحمل النسخة الجديدة من”جي بي اس” للجمهور؟
بصفتي مخرجا مسرحيا، أركز على تطوير أعمالي من عرض لآخر، من خلال تدوين كل الملاحظات ومناقشتها مع فريقي كالزوايا المظلمة، الإيقاع، الصوت، الأداء والمشاهد.. وذلك بهدف تحسين العمل الذي أعتبره ورشة مفتوحة لي ولفريقي في سبيل إنجاح العمل، الذي يلمس فيه المتلقي أشياء جديدة في كل عرض يشاهده، والدليل على ذلك اختلاف الطريقة التي قدمنا بها العمل الذي افتك جائزة أحسن عرض في مهرجان المسرح العربي في الأردن، عن الطريقة التي قدمناه بها أشهرا بعد ذلك في الإمارات العربية، بفضل التعديلات التي أضفيتها على العمل في سبيل تطويره وتحسينه.

عرف العمل استقدام بعض الممثلين واستبدال بعضهم، فهل يعتبر ذلك خطوة لتجديد الفريق؟

أنا لم أرغب يوما في استبدال الممثلين الذين غادروا العمل، الذين يفتخرون دائما بالتجربة التي منحتهم جائزة أحسن عرض عربي، سيضاف إلى مشوارهم وسيرهم الذاتية، إلا أن ارتباطهم بمشاريع أخرى فرض علي استبدالهم بممثلين أكفاء يناسبون متطلبات العمل في سبيل استمرار “جي بي اس”. لذا، قمت باستقدام الممثلة نوال مسعودي من باتنة، والممثل جلال دراوي من مسرح سكيكدة، بالإضافة إلى تعويض فقيد العمل محمود بوحموم بالممثل مشرف محفوظ، حيث أسديت تعليماتي إليهم بـ”ألا يكونوا نسخة طبق الأصل عن الممثلين السابقين” بل أن يقدموا لمستهم الخاصة بأسلوبهم وشخصياتهم التي شكلت والحمد لله إضافة إيجابية للمسرحية. وهذا ما يعتبر في حد ذاته تجديدا في العرض بعد شهر فقط من التدريبات.

هل يمكن اعتبار نجاح مسرحية “ما بقات هدرة” دافعا لخوض نفس النوع المسرحي من خلال “جي بي اس”؟

اختياري لهذا النوع المسرحي في أعمالي الأخيرة جاء عن قناعتي التي أسعى من خلالها إلى تجاوز كل الحدود المسرحية، لذا، قمت بالاستغناء عن النص المنطوق والمكتوب وفضلت الاتجاه والتركيز على الفعل المسرحي فوق الركح، فكانت النتيجة أني ضحيت بالكاتب والنص في سبيل جمالية العرض والبحث عن متعة مسرحية أخرى تحطم حواجز اللغة عند الجمهور بمختلف جنسياته، عربية، أوروبية، هندية، روسية، أو غيرها، فتجسدت ثمارها في نجاح هذين العملين وإقبال الجمهور عليهما. وبالتالي، نجاحي في هذا التحدي الذي سأواصل فيه من خلال عمل ثالث سيحمل الكثير من المفاجآت سأعلن عنه قريبا.

ما تعليقك حول الجدل المتعلق بترشيح “جي بي اس” للمشاركة في مهرجان قرطاج بتونس؟

من المعروف أن مختلف المهرجانات عبر العالم تفتح أبواب المشاركة أمام كل المسرحيين، سواء كانوا محترفين أم هواة، وتقوم بنشر إعلاناتها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فما على الراغبين في المشاركة سوى التواصل معهم وإثبات جدارة أعمالهم للترشيح. وبخصوص ترشيح مسرحية “جي بي اس” فقد تم ذلك من طرف المسرح الوطني الجزائري الذي راسل مهرجان قرطاج قبل سنتين ليكون الرد بالإيجاب، إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت دون ذلك، ولذلك أود أن أنوه بأن وزارة الثقافة- وليس دفاعا عن إطاراتها- بأنه لا دخل لها في اختيار العروض المشاركة في الخارج وإنما تتكفل فقط بمرافقة الأعمال التي تم انتقاؤها من طرف المهرجان، الذي يخضع لقانون داخلي خاص به، لذلك لا أجد تفسيرا لهذا الجدل خاصة وأن مسرحية “جي بي اس” عمل عالمي ناجح، سبق وأن أثبت أحقيته بتمثيل الجزائر في العديد من المناسبات.

هل تؤثر آراءك وانتقادك لمسؤولي قطاع الثقافة على كبح إبداعك المسرحي؟

أنا أؤمن بأن رزقي بيدي خالقي، ولهذا لن أتردد في إبداء آرائي أو انتقاداتي في مجالي، مهما كان الشخص أو الجهة المعنية، خاصة وأن حريتي وآرائي مبدأ، لا ولن أتنازل عنها، وأن أعمالي هي جواز سفري، مما فتح لي الأبواب على مستوى كل المسارح التي تكن لي كل الاحترام.

ما جديد محمد شرشال في عالم الكتابة؟

مؤخرا ضحيت بالنص في عالم المسرح لأترك المجال لجمالية الإخراج والمتعة على الركح، وفي المقابل سخرت أفكاري وإلهامي لكتابة السيناريوهات التي كان آخرها سلسلة “لا كازا ديال كمال”، أما عن المسرح، فأنا بصدد التحضير لعمل ثالث سيكون في نفس اتجاه العملين الأخيرين “ما بقات هدرة” و”جي بي اس”، إنما بنظرة إخراجية تحمل الكثير من المفاجآت، التي سيكتشفها الجمهور بمجرد مشاهدة العرض.

 

 

الشروق

https://www.echoroukonline.com/

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …