الحياة في كواليس المسرح

عالم المسرح المجيد يتجلى وراء الكواليس اكثـر من مما يتجلى على الخشبة تحت نظر الجمهور وسمعه.
ان بوهيمية الفن وجلاله كلها تظهر وتتجسم خلف المناظر.. اما امامها وامام الجمهور فحركات مرسومة معدة!

 

ينتهز نجيب فترة كل استراحة ليهرع الى كواليس مسرحه يسمع او يحكي آخر النكت.. ويحب نجيب ان يجلس دائما الى “ماري منيب” وماري منيب تعيش في الحياة نفس الدور الذي تمثله على المسرح.. السيدة الطيبة القلب .. المرحة دائما..

وتقابل ميمي شكيب في حجرتها.. وتجد معها زوجها سراج منير او “منيغ” كما تنطقها ميمي شكيب!
ويكون “سفاج” – اي سراج – قد عاد من “الاستوديو” متعبا وتبدأ ميمي شكيب تباشر اعمالها كزوجة قبل ان تباشرها كممثلة على المسرح..

ويتخذ عبد الفتاح القصري زميله محمد الديب مستشارا في شئون الماكياج… وتسمعه يصيح عليه ليريه الشارب المستعار الذي وضعه وهو يقول له بلهجته البلدية التي يظهر بها على المسرح:
– مش برده كده!!

وتقضي زينات صدقي كل وقتها وراء الكواليس تفتح لنفسها الفنجان .. وتسمع زينات تقول لنفسها:
– جايلك خير نهار الاثنين قول انشاء الله.
وتسكت زينات صدقي.. ثم تتنهد بعد قليل وترد على نفسها:
– انشاء الله يا اختي!

وحسن فايق وراء الكواليس هو حسن فايق على المسرح لانه يتقمص دور شخصيته منذ الساعة التي يدخل فيها الى المسرح.. وتجد حسن فايق في الكواليس يقوم بتجربة ماسوف يصنعه على المسرح… ويضحك هو من نفسه..

وخلف الستار نجد نجيب الريحاني في غرفته.. يصنع كل شيء ويتكلم في كل شيء..
يصنع الماكياج ويخلع ملابسه ويتهيأ لدوره.
ويتكلم عن المسرح والادب والفن.. وفي اعانة وزارة الشئون لفرقته ، الاعانة التي لم تزد على مائتي جنيه .. مائتي جنيه فقط لاعظم مسرح مصري.. او للمسرح المصري الوحيد بمعنى اصح.
اخر ساعة/ شبــاط- 1949

المصدر/ ملاحق المدى

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *