إضاءة على تكنولوجيا المسرح تقنيات نظام الإضاءة المسرحية / وجهة نظر

 

 

م. ضياء عمايري

إنّ العمل على تأسيس منهج علمي لدراسة تكنولوجيا المسرح ومنها على سبيل المثال لا الحصر تقنيات نظام الإضاءة المسرحية لا بد أن يترك بصمته الإيجابية على الأعمال المسرحية في سوريا بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ، فما تقدمه التكنولوجيا من تجهيزات تضيف الكثير من الأدوات التي تساعد كل من المخرج والمصمم والسينوغرافي إن جاز التعبير في إبراز القيمة الفنية للعرض المسرحي .

 ومن هنا كانت الخطوة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عندما أحدث عام 2007-2008 م قسماً خاصاً باسم ” التقنيات المسرحية ” إضافة إلى الأقسام الرئيسة في المعهد العالي / التمثيل – قسم الدراسات المسرحية- قسم السينوغرافيا .

 وفي عام 2008-2009 م لم يفتح باب التسجيل ( المسابقة ) لهذا القسم لأسباب لسنا بصددها الآن ، لكن الجهود الحثيثة من قبل أصحاب وجهة النظر التي أدركت أهمية هذا القسم وما له من تأثير إيجابي على العروض المسرحية في المسارح والمراكز الثقافية ليس من الناحية الفنية فحسب وإنما من ناحية رفد هذه المسارح والمراكز بالكوادر المؤهلة أكاديمياً ، خاصة وأنّ وزارة الثقافة تفوم بتقديم وتركيب تجهيزات حديثة للإضاءة والصوت في صالات المراكز الثقافية في إطار دعم مشروع مسرح الطفل .

وفي هذا الإطار جاءت الخطوة الثانية في عام 2009-2010 م بإحداث قسم جديد تحت اسم “تكنولوجيا المسرح ” يتضمن اختصاصين الأول تقنيات نظام الإضاءة المسرحية والثاني تقنيات نظام الصوت كمرحلة أولى .

وفي هذا المجال لا بد من التنويه للدور الكبير الذي قامت به الدكتورة حنان قصاب حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق ومدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون الحالي في إحداث هذا القسم وإشرافها المباشر ومتابعتها لأعمال لجنة المسابقة .

إنّ هذه الخطوة ضرورية لتأسيس وجهة نظر أكاديمية مختصة بتكنولوجيا المسرح لتتناغم مع التطور التكنولوجي الهائل الذي انعكس إيجاباً على جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكان له الأثر الكبير على مجالات مختلفة في حياتنا بدءاً بالتلفزيون والسينما وليس انتهاء بالمسرح ، وبما أن الأخير هو ما نبتغيه من حديثنا وما نريد وضعه تحت المجهر سنجد أنّ عناصر هذا الفن المسرحي قد تطورت بشكل كبير وأصبحت التقنيات المستخدمة في المسارح من إضاءة وصوت وتكنيك خشبة وديكور … أكثر تطوراً ومنهجيةً من الناحية العلمية وأكثر مرونة وجمالية من الناحية الفنية .

وللتقنيات المسرحية ومنها تقنيات نظام الإضاءة نصيب من هذا التطور التكنولوجي بدءاً من العصور الوسطى وحتى عصرنا الحديث .

في البداية تمّ استخدام الشمس كعنصر إضاءة في العروض المسرحية وتلا ذلك استخدام  المشاعل فالشموع ثم تطورت حيث استخدم المصباح الكربوني فالمصباح الكهربائي المتوهج ( القوس الكهربائي ) فالكشافات الصغيرة … وحديثا تم استخدام مصادر إضاءة أكثر قوة ومتانة من جهة وأكثر دقة وتركيز وتحكم من جهة أخرى ، فظهرت أنواع مختلفة من مصادر الإضاءة حيث يمكن تصنيفها إلى ما يلي :

–   مصادر الإضاءة المسرحية الغامرة ( الفائضة ) : Flood Lights Instruments : مثل ” البار “و ” الستريب لايت ” و ” السيكلوراما ” و “السكوب لايت ” … إلخ .

–   مصادر الإضاءة البقعية ( المركزة ) : Spot Lights Instruments : مثل ” الفرينل ” و” البروفايل ” والـ ” بي سي ” … إلخ .

–       مصادر إضاءة الليدات : Led lights Instruments .

–   مصادر الإضاءة الذكية :Intelligent Lights Instruments  : مثل ” الموفينغ هيد ” و ” الموفينغ ووش ” و” مغيرات اللون ” و ” أجهزة السكنر ” … إلخ .

كذلك تطور نظام الديمرات ( المخفتتات ) من استخدام الصممات الإلكترونية والتحكم التدريجي في شدة الإضاءة إلى المقاومات المتغيرة فالمحولات الأوتوماتيكية … وأصبحت إشارة التحكم رقمية باستخدام برتوكول الاتصال DMX الرئيس في نظم الإضاءة المسرحية بدلاً من إشارة التحكم الأنالوغ .

وهكذا أصبح نظام التحكم بالإضاءة المسرحية يعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجية الرقمية بعد أن كان العمل عليه يدوياً ، فلوحة التحكم ( كونسول الإضاءة / منصة التحكم ) بالإضاءة أصبحت عبارة عن حاسوب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، ليس هذا فحسب بل أصبحت مفاهيم الشبكة الحاسوبية والتجهيزات الخاصة بهذه الشبكة جزءاً لا يتجزأ من تجهيزات نظام الإضاءة المسرحية .

وعليه يمكن القول أنّ إيلاء اهتمام خاص بهذا العنوان تكنولوجيا المسرح / تقنيات الإضاءة المسرحية / من قبل جميع المهتمين في العمل المسرحي من باحثين وأساتذة ونقاد ومخرجين ومصممين سينعكس إيجاباً على كافة الفنون المسرحية ، وفي هذا الإطار يمكن طرح العديد من التساؤلات التي تتعلق بهذا العنصر الهام من عناصر الفن المسرحي :

–       ما هي أهمية الجانب المعرفي التقني التخصصي بنظام الإضاءة المسرحية ؟

–       ما هو تأثير هذا الجانب على مكونات العرض المسرحي ؟

–       ما هي العلاقة بين التقني العارف بنظام الإضاءة والمصمم ؟

–       ما هو عمل كل من التقني والمصمم في خدمة العمل المسرحي ؟

–       هل هناك إشكالية ما في العلاقة بينهما ؟

–       ما هو تأثير هذه الإشكالية ” إن وجدت ” على نجاح العرض المسرحي ؟

–       ما هي نقطة التلاقي بين التقني والمصمم وما هو الرابط بينهما ؟

 

أعتقد أنّ القيمة المعرفية بهذا الأنظمة / أنظمة تكنولوجيا المسرح / ومنها نظام الإضاءة المسرحية ونظام الصوت بشكل خاص من قبل التقني والعلاقة بين التقني والمصمم يمكن أن تخلق حالة إبداعية جديدة تجعل من النص المسرحي أكثر واقعية ومن الفضاء المسرحي أكثر جمالية .

———————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *