أيقونة حمصية.. “محمد بري العواني” يغادر مسرح الحياة بهدوء – فارس الرفاعي

بري العواني1
محمد بري العواني

أيقونة حمصية.. “محمد بري العواني” يغادر مسرح الحياة بهدوء – فارس الرفاعي

غيب الموت مساء أمس الفنان والكاتب السوري “محمد بري العواني” عن عمر ناهز السبعين عاماً بعد معاناة مع مرض القصور الكلوي في أحد مشافي حمص إثر إصابته بنزيف وأذية دماغية، طاوياً رحلة طويلة امتدت لأكثر من 40 عاماً مع الفن مسرحاً وموسيقى إضافة إلى تجربته الغنية في التأليف ما بين مسرح الأطفال والكبار والنقد المسرحي.

ولد الراحل العواني في مدينة حمص عام 1948 درس اللغة العربية وعمل مدرساً ومخرجاً مسرحياً في الشبيبة ومديرية ثقافة حمص، وشارك في الكثير من المهرجانات السورية والعربية كاتباً ومخرجاً ومحكماً مسرحياً وموسيقياً، وتولى إدارة نادي “دوحة الميماس” للموسيقا والتمثيل في حمص أحد أعرق الأندية الفنية في سوريا الذي تم تأسيسه عام 1933 وشارك في كل نشاطاته وفعالياته منذ أكثر من 30 عاماً.

الراحل الذي غادر وفي قلبه غصة على ابنه المُغيّب “راشد” خاض تجربة غنية في مجال المسرح والموسيقا والشعر، وحصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية ومنها جائزة تقديرية في التمثيل في مهرجان الهواة المسرحي السادس- حلب 1976 جائزة أفضل إخراج مسرحي للكبار- مهرجان حمص المسرحي السابع 1993 جائزة العرض المسرحي الثانية -مناصفة- في مهرجان حماة المسرحي التاسع 1997 والجائزة الأولى في مسرح الأطفال: وزارة الثقافة السورية عن مسرحية (سيف الحرية- نبوخذ نصّر)، وكذلك الجائزة الثانية في مسرح الأطفال: الشارقة- الدورة الأولى 1997/1998 عن مجموعة (قمران) المسرحية، ومن أعماله المطبوعة للصغار.

بري العواني2
محمد بري العواني

“قمران” مسرحيتان للأطفال-الشارقة 1998- الجائزة الثانية” “التِّنِّين: مسرحية للأطفال. اتحاد الكتاب العرب. دمشق. 1998 ” بستان المحبة: مسرحية للأطفال. دار المعارف. حمص. 2001 شموس لا تغيب: مسرحيتان للأطفال. اتحاد الكتاب العرب. دمشق 2001 “سيف الحرية.. نبوخذ نصَّر: مسرحية للفتيان. اتحاد الكتاب العرب. دمشق 2005. الجائزة الأولى في مسابقة وزارة الثقافة 2002 “سَلَّةُ خّيْر: ضمن كتاب “نصوص من المسرح المدرسي” إعداد هيثم يحيى الخواجة- دائرة الثقافة والإعلام- حكومة الشارقة 2005 “الأمير السعيد محمد عبد الكريم: سيرة قصصية.

سلسلة أعلام الناشئة رقم 2. وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. العدد 2- دمشق 2011 وطن الورد الأبيض: مسرحية للأطفال. وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2012، “شطَّة.. في ورطة”: مسرحية للأطفال. وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2012، “داود قسطنطين الخوري”: سيرة قصصية. سلسلة أعلام الناشئة رقم 22. وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2013.

ومن كتبه للكبار “القوس والوتر.. دراسة في علاقة الشعر بالموسيقا: اتحاد الكتاب العرب. دمشق 2008” أبو خليل القباني.. ريادة التجاوز: وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2010 “عصفور الرمَّان.. مراد السباعي: اتحاد الكتاب العرب. دمشق 2012 “دراسات مسرحية.. نظرية وتطبيقية: وزارة الثقافة.الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2013 “دراسات في أدب ومسرح الأطفال: اتحاد الكتاب العرب. دمشق 2013 “المغامرة المستمرّة.. فرحان بلبل مخرجاً: وزارة الثقافة. الهيئة العامة السورية للكتاب. دمشق 2014.

ورثى عدد من الصحفيين والأدباء الفنان والكاتب الراحل الذي “تفحّم قلبه أسى مرتين بل عشراً” كما قال الشاعر والصحفي “حسان عزت” مضيفاً أن العواني احتاج إلى رعاية في صحته وفي مرضه وبخل بها حمص المسؤولين، أما حمص الجريحة الذبيحة فلا عتب ولا عتاب، واستذكر الصحفي “همام كدر” المقيم في قطر صديقه “العواني” عندما زاره أول مرة في نادي “دوحة الميماس”، وكان معه كما يقول كاميرا رقمية متواضعة لا يتجاوز حجمها كف اليد بينما طموحاته الصحفي تغرق المحيط.

بري العواني3

وأضاف “كدر” أنه طلب من الراحل حينها أن يعزف له لحناً يشبه حمص فحمل كمانه المطواع وعزف مقطوعة آية في الإبداع، وتابع بنبرة مؤثرة: “إن المرء لا يصدق أن رجلاً مثلك بوسعه أن يرحل …أن يرحل هكذا بكل روائح حمص القديمة المعشعشة في نقي عظامنا”.

ورأى الفنان “أمجد بيك” أن العواني بمثابة أسطورة سطرت أجمل الحكايات بقلمها وعزفت أحلى الأنغام بأصابعها ووهبت محبتها للناس والفن، وأعطت الابتسامة والفرح وغطت حزنها على ابنها الذي خطفته قضبان الحرب.

وخاطب ‏‎”هشام حديد” العواني‏ الرجل الطيب..الأب الحنون.. الباحث الناقد المثقف الذي غادر مسرح الحياة بكل هدوء ليجلس في أبديته مطمئناً هادئاً كما اعتاد.

ووصف الفنان “عبدالباسط فهد” العواني بأنه كان مؤسسة ثقافية فنية متنقلة مفعمة بالموهبة والأصالة وأيقونة حمصية عظيمة تبكيها حمص اليوم”، أما الصحفي “عبد الحفيظ الحولاني” فوصف “العواني” بأحد أبواب حمص الذي أُغلق اليوم للأبد.

 

فارس الرفاعي – سوريا

(زمان الوصل)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …