أوال المسرح: يعني لنا: حياة لا تغادرنا، دون ماء!

 علي الستراوي – الخليج – مجلة الفنون المسرحية 
 
 
برغم المطبات التي صادفت مسيرة مسرح «اوال» منذ تأسيسه الذي يعود تاريخه للعام 1970 تحت مسمى «مسرح البحرين» الذي احتفظ بهذا الاسم لمدة عام ليتغير بعده إلى «مسرح «أوال» تظل هذه المسيرة متخطية لكل الصعاب، مسيرة تجددت وعانقت فضاء الحركة المسرحية في تعاطيها مع الجمهور الذي حرص وكبر مع الحراك المسرحي لأوال. المسرح الذي لم يتخلف يومًا عن فتح نوافذ شباكه للجمهور الوفي في دوراته المهرجانية الذي آمن بها منذ العام 2005 وهي الدورة الأولى للمهرجان والتي استمرت في تعاطيها سنويًا حتى العام 2010, ليتوقف مدة عامين يعود بعدها العام 2013 في احتضان جمهوره.
 
وكانت الرسالة الأولى للمهرجان التي جاءت العام 2005 في الدورة الأولى التي بدأت بأربعة عروض، سريعًا ما وسع المسرح نطاق المشاركة بانضمام الفرق المسرحية الأهلية المحلية تحت جناح مهرجانه امثال «مسرح جلجامش، الريف، البيادر» بالإضافة دعوته المسارح الخليجية والعربية التي شاركته مهرجانه، فمن الخليج إلى المحيط كانت الروح المسرحية فاعلة في بيت اوال المسرحي وضمن مهرجانه الذي لم يغب جمهوره ولم تقف امام مسيرته الصعاب، ظل مغامرًا، يشد جرحًا بجرح ويبني ما يؤمن به أنه حياة.
 
ففي فبراير من كل عام اوال المسرح لا يتخلف عن محبيه، وفي العام الذي مضي 2017 كانت الرسالة ثابتة لدى أوال المسرح وهي اكثر ثبوتًا واصرارًا على الاحتفاء بالنص المسرحي وبالمسرح كرسالة لا يحيد عن قيام فعلها في مدار مهرجانه وفي الدورة الحادية عشر التي جاءت تحت شعار «في أوال نحيا.. وبالمسرح نسمو» والتي انطلقت عروضه المسرحية في الخامس عشر من فبراير 2018 وبعد أن شهدت الصالة الثقافية بالمنامة ومركز المحرق النموذجي فرحًا استثنائيًا تنوعت فيها المشاركة من الخليجية والعربية إلى الأجنبية.
 
يشهد لأوال أنه مسرح لا يغفل جمهوره ولا يحب أن يكون آخر الركب، مسرح جدّ واجتهد اعضاؤه بجسد واحد مع فن المسرح.
 
والجميل أن يكون هذا العام من المهرجان يأتي تحت: تسمية جائزته بريادة رائد العمل الإعلامي «طارق المؤيد» فهو مؤمن بالبناء وباحتضان الرواد، وليس غريبًا على اوال الذي اعتدنا في كل مهرجان تكريمه للرواد من الادباء والفنانين.
 
 كل الحب لأعضاء ومنتسبي أول المسرحي والحب الذي لا يعادله حب احتضان المسرح بالحياة، فتحية للجمهور الوفي الذي حرص على مواكبة عروض مهرجان اوال وتابع بشغف جديده، وكنت اتمنى ان لا اتخلف، لكن الظروف احيانًا تكون اصعب من الخطى، اشد على كل أعضاء أوال المسرحي وتحية لحامل راية اوال الفنان القدير رئيس المسرح عبدالله ملك، هذا الفنان الذي لم تفارق البسمة شفتيه، ولم يغب يومًا عن فضاء مسرح الحياة.
 
وتحية لكل الفرق الخليجية والعربية والأجنبية التي شاركت اوال مهرجانها، فالحب يعجز أن يبوح لأن القامة الواقفة هي الفعل وهي ملتقى الرأس من الجسد، فالنجوم بغير وعي لا تراها العين والظلمة بغير البدر لا تنقشع.
 
فلنبصر، والبصيرة رهان آمن به كل أعضاء اول، ونحن بإيمانهم سائرون نحو شباك التذاكر لفعل اراه يتجدد ويكبر ضمن فعل دائرة الرحى، يطحن البذور ويحيلها خبزًا للجائعين، فنحن من دون فعل المسرح بالفعل جائعون. 
 
والحياة دون ركب المنتسبين لعامة الناس، حياة ضائعة البسمة وشقية التصرف، فالحلم في بناء فضاء مسرحي متفاعل هو الذي نراه يكبر بين اجتهاد وتفاني منتسبي وأعضاء اوال المسرح العريق والساعي نحو تزيين البيت البحريني بسلال الرطب وقهوة الهيل وعناق الصحاب والمحبين في دردشة فضاءها مسرح يعني لنا: (حياة لا تغادرنا دون ان نكون في فعلها بناء لا ينهد، وضميء لا يطفي حريقه سوى الماء).

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *