أمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله : نسعى لتطوير الحركة المسرحية في السودان – حاورته نهلة مجذوب

أخذت الهيئة العربية للمسرح على عاتقها النهوض بالمسرح العربي. وكان لها دور بارز وكبير في ذلك، بفضل رعاية وجهود ودعم توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة، في كافة الدول. لا سيما السودان، حتى يتمكن من إعادة موقعه الفني والمسرحي على خارطة الحياة الثقافية العربية والعالمية، وتنشيط الحركة الفنية في السودان وتطويرها. وسموه سنادي دوما بالإهتمام بفن المسرح ليبقى قابضا على جمرات الإبداع متقدا بوقود أرواح المسرحيين ليكون فجرا ونافذة لسلام العالم والروح .

جهود كبيرة قامت بها الهيئة العربية للمسرح في السودان منذ سنوات. بدأت بعقد ورشة “كتابة تاريخ المسرح السوداني” العريق، وصولا إلى قيام مهرجان المسرح السوداني الوطني الذي يعقد دورته الثانية في الفترة من 21 إلى 28 ديسمبر 2019 وستفتتح فعالياته غدا في المسرح القومي بامدرمان. والورة هذه تحمل إسم الرائد المسرحي الفاضل سعيد .

كان هذا الحوار مع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ الفنان سعادة إسماعيل عبد الله، من الشارقة حيث مقر الهيئة العربية للمسرح، حول المهرجان والمسرح السوداني ومقتطفات من عمل الهيئة في الوطن العربي فالي مضابط الحوار :

  • سعادة إسماعيل عبد الله.. الهيئة العربية للمسرح أخذت على عاتقها مهمه النهوض بالمسرح في عالمنا العربي ودعمه، فكيف ترى خطة النهوض بالمسرح السوداني بعد الثورة؟

تنظر الهيئة العربية للمسرح إلى الحركة المسرحية في السودان، شأنها شأن كل الحركات المسرحية العربية، بعين الاهتمام والمتابعة.. وتعمل على المساهمة في تنميتها وتطويرها وفتح آفاق إبداعية ومعرفية لمسرحييها والموهوبين من شبابها ومختلف المهتمين بشأنها المسرحي.

وقد عملت الهيئة في هذا الإطار على توقيع شراكة استراتيجية مع وزير الثقافة الأسبق الطيب حسن بدوي وتم تكوين لجنة دائمة لترتيب العمل الاستراتيجي لأجل المساهمة في تنمية المسرح السوداني من خلال بلورة مشاريع مشتركة، تعنى بالإبداع والثقافة المسرحيين.. ومنها ما تحقق فعلا كالمهرجان الوطني السوداني الذي يأتي تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتنظيم مهرجانات مسرحية تعنى بالمسرح المحلي في الدول العربية .

أيضا تم تنظيم ورشة “كتابة تاريخ الحركة المسرحية في السودان” في يوليو المنصرم من طرف وزارة الثقافة و(الهيئة) بالتعاون مع جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ومركز الفيصل الثقافي.. ناهيك عن الإصدارات المسرحية والتي أذكر الحديثة منها (المسرح في السودان 1920 – 1975) تاليف عوض محمد صالح و(الحركة المسرحية في السودان 1967 – 1978 المسرح القومي) لسعد يوسف وعثمان الفكي المرأة في المسرح السوداني ببليوغرافيا شارحة” لعبد الله ميرغني الميري (المسرح الجامعي وتيارات نشاط المسرح الجامعي في السودان 1972 – 2018) أمين صدقي، وهناك تسع إصدارات لباحثين مسرحيين سودانيين سترى النور قريبا. كما نسعى إلى إنشاء مراكز تكوين للفنون الأدائية في مختلف الولايات في السودان وتشجيع المسرح المدرسي وفنون العرائس، وشراكتنا مع وزارة الثقافة السودانية تخدم هذا التعاون وتفتح أفقا للتواصل مع الاقطار الأفريقية، كما أن مشروع مراكز الفنون الأدائية سيعطي دفعة قوية للتكوين.

  • على مدى سنوات ومنذ إنشاء الهيئة العربية للمسرح، تعددت إنجازاتكم المسرحية مما جعل المسرح في صدارة المشهد الثقافي والفني.. فما هي طموحاتكم المستقبليه؟

طموحاتنا المستقبلية هي من طموحات كل المسرحيين العرب في وطننا العربي، أن يتبوأ المسرح مزيدا من المساحات المدنية داخل المجتمع وان يساهم في التنمية المستدامة وفي بناء إنسان مشبع بقيم التسامح والتعايش، وكذا المساهمة في تأطير المجتمع جماليا ومعرفيا انطلاقا من المسرح المدرسي إلى المسرح الاحترافي مروراً بالهواة والشباب والجامعة، وإعطاء الأهمية للبحوث والدراسات ونشر الإبداعات المسرحية الفنية الجادة والمتجددة.

  • مهرجان المسرح العربي والذي بدأ أولى دوراته في القاهرة وتجول بين العواصم العربية، ليعود وينظم مرة اخرى العام الماضي في القاهرة.. ثم سينتقل العام القادم إلى الاردن.. لاحظنا غياب المسرح السوداني عن التواجد، ما هو السبب من وجهه نظركم؟

الحضور المسرحي يتخذ أشكالا عديدة ومختلفة، والمسرح السوداني كان له حضوره في المهرجان العربي للمسرح، وأيضا في العديد من المحطات المسرحية في أنشطة الهيئة العربية للمسرح. كالمشاركة في الندوات والمحاور الفكرية للمهرجان وعضوية لجان التحكيم والفوز بجائزة البحث العلمي الخاصة بالشباب، وطبع إصدارات مسرحية لكتاب ومفكرين من السودان.. والمشاركة في الورشات التكوينية.. أهمها ورشة سينوغرافيا في الصين التي حضرها أحد الشباب السينوغرافيين من السودان . كل هذا وما سيأتي غيره، يفتح الأفق ويبعث على الأمل في الاستمرار لنسج حضور ينمو ويتطور يسفر عن حضور مسرحي من خلال عروض مسرحية أيضاً، يكون لها وقعها ووزنها في المشهد المسرحي الوطني السوداني أولا والعربي أيضا.

  • كيف تقيمون دور الإعلام في إبراز الثقافة المسرحية وتغطيه الفعاليات في الوطن العربي؟

للإعلام دوره الفاعل والحيوي طبعا في مواكبة وتغطية الأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية من خلال المنابر الورقية والبصرية والسمعية والمواقع الإلكترونية رغم قلة المتخصصة منها بالثقافة المسرحية، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي.. الخ من الحوامل الإعلامية المختلفة.. وفي ظل الثورة الإعلامية التي يعرفها عالمنا اليوم، لابد من مواكبة أنجع وتفاعل اعلامي أكثر رصداً للفعل المسرحي وأكثر تفاعلية مع الحراك الذي يعرفه المسرح بمختلف تجلياته المعرفية والإبداعية… نتمنى أن يكون هناك حراك إعلامي مهم .

  • تتواصل جهود (الهيئة) لدعم عودة المسرح في السودان.. وتوجت هذه الجهود بتنظيم المهرجان الوطني السوداني.. كيف ترى هذه الخطوة كرافعة لعوده المسرح السوداني الى سابق عهده؟

سبق وأشرت إلى أن المهرجان الوطني السوداني يأتي تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتنظيم مهرجانات مسرحية تعنى بالمسرح المحلي في الدول العربية. وساهم وسهل تنظيمه إرادة المسرحيين السودانيين الهادفة إلى نشر ثقافة سودانية مبدعة وللتعريف بها وبث روح المبادرة الحرة والإقدام على الإبداع وتنشيط الحركة الفنية في السودان وتطويرها لتكون رافداً من روافد الحركة الفنية العربية والعالمية، وعبرت الحكومة السودانية عن رغبتها في بلورة هذه الإرادة، ولهذا كانت إتفاقية تنظيم الدورة الأولى لمهرجان السودان الوطني للمسرح من 17 إلى 23 نوفبر2018.

والمهرجان منصة للأعمال المسرحية السودانية المنتجة محليا ويشكل مناسبة إبداعية وطنية للاحتفاء بالمنتوج المسرحي السوداني المميز.. وهو بذلك بمثابة رافعة للفعل المسرحي بالسودان وللحركة الإبداعية بهذا البلد الحافل بالمبدعين الموهوبين.

  • المهرجان الوطني الفلسطيني الذي اقيم في فلسطين تحت رعاية الهيئة العربية للمسرح، كيف يؤكد الدور الريادي المسرحي للهيئة العربية للمسرح عربيا؟

احتفلنا بدورتين من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بمدينة رام الله، والذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح. من الشارقة إلى رام الله والقدس وغزة وكل فلسطين أعلنا مشاطرتنا وتقاسمنا مع المسرحيين الفلسطينيين لحظات الفرح والبهجة بمهرجانهم الوطني، وبجهود الجميع نجحنا في تكسير الحواجز التي تعيق تطور وتقدم المسرح الفلسطيني.

ونتطلع في الهيئة إلى ان نساهم في أن يبقى المسرح الفلسطيني في قمة توهجه وعطائه الإبداعي. فلإخواننا المبدعين الفلسطينيين مساهماتهم في أنشطة الهيئة وفعالياتها المختلفة من ندوات وورش وإصدارات.. وقد شارك في المهرجان عشر مسرحيات لفرق مسرحية من كافة أنحاء فلسطين، كما ضم ضمن فعالياته مجموعة من الورش الفنية واللقاءات الفكرية… كل ذلك يساهم بشكل فعال في تنشيط الفرق والعروض والفنانين وبالتالي الحركة المسرحية في مختلف تجلياتها .

ورغبتنا أن يسير المهرجان الوطني بفلسطين في طريق ابداعي خال من الحواجز والعقبات وان يتطور وينمو رغم كل الظروف والإكراهات.. وأن يستقبل في دورات قادمة فنانين ومسرحيين عرب من مختلف البلدان العربية.. ليحصل التفاعل وتبادل التجارب والخبرات والتواصل مع ارض فلسطين وأهلها ومبدعيها…

  • أيام قليله تفصلنا عن مهرجان الهيئة العربية للمسرح في دورته 12.. والذي يعقد في الأردن في مطلع يناير القادم في المملكة الاردنية الهاشمية.. ما هي آخر الإستعدادات لإقامه هذا المهرجان؟

قمنا مؤخرا بزيارة عمل إلى الأردن على هامش المهرجان الأردني للمسرح واجتمعنا مع اللجنة العليا للدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح العربي لأجل مراجعة الترتيبات والتحضيرات الأخيرة الخاصة بهذه النسخة في الأردن والتي حصلت على الرعاية الملكية السامية من لدن صاحب الجلالة الملك عبد الله ابن الحسين..

سيتم تكريم عشرة من الفنانين الأردنيين في هذه الدورة والذين رشحتهم اللجنة العليا للمهرجان، أما كلمة اليوم العربي للمسرح فسيكتبها ويلقيها الفنان البحريني خليفة العريفي، وبعد إنتهاء المدة المخصصة لتقديم ترشيحات عروض المهرجان وبعد أن تنتهي اللجنة من انتقاء العروض المسرحية العربية التي ستشارك في هذه الدورة سيتم الإعلان عن ذلك كما سيتم الإعلان عن فعاليات المهرجان ككل.

  • صدر  مؤخرا عن نقابة الفنانين العراقيين بيان  يتضمن قرار تأجيل الدورة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح بسبب تدهور الأوضاع السياسية في العراق الشقيق.. كيف تنظرون إلى هذه للخطوة؟ خاصة أن العراقيين يأملون أن يكون موعد عرسهم المسرحي متزامنا مع تحقيق مطالب الجماهير؟

الإخوة في نقابة الفنانين العراقيين قرروا تأجيل الدورة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح لما يعرفه الوضع في العراق.. وبمجرد أن تهدأ الأوضاع وتصير الظروف ملائمة ستعمل نقابة الفنانين ووزارة الثقافة في العراق بمعية الهيئة العربية للمسرح على الإعلان عن موعد الدورة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح.. وحفظ الله العراق وأهله من أي سوء.

حاورته نهلة مجذوب

(سودان تايمز)

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …