أمينة رزق.. سيدة المسرح وأم السينما

بملامحها الحزينة وصوتها الهادئ ودموعها الحاضر أجادت تجسيد أدوار الأم.. طالما نظرت إلى الحب بشئ من الخوف لتقرر أن تحيا بعشق وحيد يظل خالدًا بقلبها ولم تجد سوى التمثيل.. لتكون بذلك راهبة في محراب الفن.. إنها أمينة رزق والتي تحل اليوم ذكرى وفاتها الـ13.

 

ولدت “أمينة محمد رزق” يوم 15 أبريل عام 1910، في مدينة طنطا، وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916م ثم انتقلت مع والدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة “أمينة محمد” بعد وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها.

بدأت أولى خطواتها الفنية على خشبة المسرح عام 1922م حيث قامت بالغناء والرقص مع خالتها في إحدى مسرحيات، لتلتحق بعدها إلى فرقة “رمسيس” التي أسسها “يوسف وهبي”.

 

كونت “أمينة رزق” و “يوسف وهبي” ثنائي ناجح فشاركت بالتمثيل في أغلب مسرحياته حتى أصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في الأعمال التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها “يوسف وهبي” ليكون سببًا في شهرتها، ولم ينتهي الأمر عند ذلك فتحول إعجاب “التلميذة” لأستاذها إلى قصة حب ولكنها لم تكلل بالزواج.

 

ويقول الناقد رفيق الصبان عن قصة الحب تلك: “كانت هناك قصة حب من طرف واحد تجمعها بالراحل يوسف بك وهبي وعدم مبادلته الإحساس معها جعلها تتحفظ على الألقاب والحواجز فيما بينهم، فلم تكون علاقة عاطفية كاملة بل تم بناؤها على الاحترام والتقدير المتبادل بينهما”.

 

 

 

كان أول ظهور لها على الشاشة الصغيرة من خلال الفيلم الصامت “سعاد الغجرية” عام 1928، ثم قدمت دور البطولة في فيلم “أولاد الذوات” عام 1932، وكان أول فيلم مصري ناطق.
وعرفت أمينة رزق، بأدوار الزوجة المقهورة فضلًا عن تقديمها أشهر نمط لدور الأم، ليصل رصيدها السينمائي إلى أكثر من 150 فيلم، وكان أشهرها “دعاء الكروان” و”بورسعيد” و”بداية ونهاية”، نهر الحب”.

 

كما قدمت ما يقرب من 96 مسلسل تلفزيوني، منها  “السيرة الهلالية” و”الإمام البخاري” و”هاربات من الماضي” و”ليلة القبض على فاطمة”و”أوبرا عايدة” و”للعدالة وجوه كثيرة” و”هارون الرشيد”.

 

 

 

تقول أمينة رزق، في  حوار قديم لها: “إن حبها وعشقها للفن أغناها عن كل شيء فقد كان بمثابة الغذاء لروحها، وأنها كانت لا تستطيع أن تتركه لتتزوج”.
وذكرت أمينة رزق، إنها كتبت كتابها مرة واحد على شخص يدعى “وهبي”، ومع إصرار عائلتها عليه وافقت على الخطبة منه، ولكنها بعد فترة تركته، وعقب 14 عامًا على فراق هذا الشخص وجدته يتصل بها بعد عودته من الخارج ويطلب زيارتها، لتفاجئ بأنه يريد أن يتزوجها، لتجد إصرار أكبر من عائلتها اضطرت للموافقة، وعقد القران ولكنهم انفصلا بعدها بإسبوعين.
 

وكانت أمينة رزق، تحظى باحترام العاملين في المجال الفني الذين رأوا فيها مثالا للاحتواء والانضباط، وكانوا ينادونها بـ”ماما أمينة”.

 

حصلت الفنانة الراحلة “أمينة رزق” على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما عينت عضوًا بمجلس الشورى المصري 1991م، وهي في سن الخامسة والثلاثين من عمرها.

 

توفيت في 24 أغسطس 2003، اثر اصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع مع المعرض استمر شهرين.

 

 

سارة القصاص

 

http://www.masralarabia.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *