أمنة برواضي في حوار مع الناقدة الدكتورة زينب لوت من الجزائر#سوريا

أمنة برواضي في حوار مع الناقدة الدكتورة زينب لوت من الجزائر#سوريا

ليكن أول سؤال: من هي زينب لوت؟

زينب لوت: جزائرية الأصل عربية المنشأ ببساطة إنسانة قبل كل شيء تعيش تفاصيل الحياة، أستاذة جامعية محاضرة في المدرسة العليا للأساتذة مستغانم حالياً، ويمكن حصر التدرج العلمي بعد حصولي على البكالوريا، سجلت في اختصاص اللغة الأدب العربي في جامعة جيلالي اليابس كلية اللغات والفنون والآداب من خلال دراسة حول الشعر الاسباني المعاصر( فيديريكو غارسيا لوركا) نموذجا، عملت مدرسة في التعليم الابتدائي والمتوسط بعد نجاحي في مسابقة الماجستير سنة 2010م تخصص أدب عربي التي تمت مناقشتها سنة 2014 في موضوع :- شعرية الانفتاح في لزوميات أبي العلاء المعري- و نالت شهادة الماستر مشروع الشعرية العربية سنة 2014م، ثم سجلت موضوع دكتوراه علوم اختصاص نقد حديث ومعاصر في كلية الآداب واللغات في جامعة ابن باديس مستغانم إضافة لشهادات أخرى شهادة في الكتابة الأدبية والإبداعية (سيناريو تأليف وإخراج) وشهادة في الكتابة الصحفية المتخصصة والفنية..

من أعمالي أذكر منها حصرا وترتيبا حسب أزمنة صدورها :

  1. رواية حصار المرايا، دار الكتاب مستغانم، الجزائر، 2015
  2. كتاب نقدي: حواس اللغة تعريب النص وتوليف عروبته، دار المنتهى، الجزائر 2016.
  3. كتاب نقدي : شعرية الانفتاح ، قراءة فلسفية في لزوميات المعري ،دار المنتهى، الجزائر 2016 .
  4. كتاب الملتقى العربي للرواية العربية ( تأليف مشترك ) الكتابة الروائية والمنجز التخيلي ، المغرب 2017.
  5. كتاب نقدي جماعي: الرواية في الوطن العربي الخصوصية و التلقي: تجربة عز الدين جلاوجي في رواية “العشق المقدنس” ،مطبعة الجسور، المغرب 2016
  6. مجموعة قصصية : ” فاكهة الصمت…. تنضج ” صادرة من دار الفراهيدي، بغداد 2017
  7. أثر الفراشة في رواية فراشة التوت للونا قصير، دراسة في فيزيائية المعنى السردي، دار ماهر، الجزائر2017
  8. الصورة الجمالية و استراتيجية الكتابة السردية، دراسة نقدية في أعمال أمنة برواضي، دار ماهر، الجزائر، 2017
  9. كتاب نقدي جماعي، رمحآخيل، الخلفيات النصّية وتفاعلاتها في ديوان سفر البوعزيزي للشاعر نصر سامي “دار النشر و التوزيع، دار ميارة ، 2017، تونس
  10. كتاب مشترك مع مجموعة من الباحثيين الأكادميين عنوانه فن الشعر قراءات وتوقيعات الشكل ونفحات من المضمون تقديم الأستاذ بوقرط الطيب ،بموضوع ( الومضة الشعرية و المفارقة البلاغية في شعر الهايكو تجربة الشاعر “الاخضر بركة ” نموذجا) AlphaDoc، الجزائر.
  11. كتاب نون النسوة دراسات في السرد النسائي (د.لوتزينب”الجزائر”- د. محمد دخيسي أبو أسامة”المغرب” ) دار الماهر، الجزائر الطبعة الأولى و الثانية2018م.
  12. كتاب نقدي: لعبة الفوضى دراسة الأعمال السردية للكاتبة فاطمة يوسف العلي رائدة الرواية الكويتية والقصة التشكيلية، دار غراب للنشر و التوزيع، جمهورية مصر العربية.

تقديمات للكتب الآتية: رواية عطر الماضي: لحجار أحلام، كوكتال سياسة (مجموعة شعرية) فريدة بلفراق، ذاكرة الحلم المتوج ( مجموعة شعرية) : صالح بلعراوي، رصاصة ناعمة ( رواية) : سعدون عبود، .نبضات لاناي المرأة التي أحبها ( مجموعة شعرية ): العربي حاج صحراوي. حب في العالم الأزرق (رواية) فاطمة قرزو، حي على الرقص (ديوان شعري) للكاتبة التونسية نعيمة الحمامي، ديوان (كادر باتساع المشهد) للشاعر: أحمد مصطفى سعيد (كاتب من مصر)، ديوان ( نقضت غزلها) للشاعر أحمد مصطفى سعيد (كاتب من مصر)، ديوان (تأوهات من زمن النرجس) مصطفى بوغازي، رواية (زهرة الجيبسوفيلا) بن العوكلي بشرى.

2 ـ سؤال: دكتورة ألفتم مجموعة قصصية: فاكهة الصمت .. تنضج وروايتين: حصار المرايا وصخرة الرماد – سيزيف ورحلة الصعود نحو القاع… بصفتكم ناقدة هل يكون النقد حاضرا وزينب تكتب عملا إبداعياً، أم تغيب زينب الناقدة لتترك المكان للمبدعة بأحلامها وآمالها والآفاق الوردية التي ترسمها بريشتها؟

زينب لوت:بين الإبداع والنقد لا اعتقد بوجود مسافة كبيرة، أو انفصام بين الأجناس ونقدها تعرفين ربما أشبه هذا بين الرسومات التي نرسمها أو الصور الجاهزة التي تحتاج التلوين لتظهر زينتها وتفاصيلها لكنها في الأخير نابعة من التفاصيل أن نكتب نصاً أو نقرأ نصوص مكتوبة هي مشافهة فنية حتى الكتاب يطالعون الكتابات العالمية لصقل تجاربهم وهذا يجعلهم نقاد بشكل ما، العمل الإبداعي يجعلني أنفصل من قراءة النص إلى استقراء الواقع وتشكيله أو رسم مخيال اجتماعي يتسع للمجاز.

3 ـ سؤال: من موقعكم كناقدة كيف يكون العمل الإبداعي ناجحا؟ وما هي شروط ذلك؟ وهل كانت معايير الإبداع الجيد حاضرة وانتم تبدعون رواية صخرة الرماد لما لمسته فيها من تقنية عالية في الكتابة؟

زينب لوت:العمل الإبداعي ينجح لعدة أسباب أهمها صقل التجربة وتقليص الأنا وخرق حدود الخيال وإعادة تشخيص التجربة عدة مرات نحن في حالة تعلم دائم، يجب المرور بمراحل مهمة في تعلم مهارات الكتابة ليس من أراء الاخرين فقط من يجهزون على النص باعتباره مكتملاً…لا يوجد عمل مكتمل ولا إنسان يعنى بالكمال وأيضاً يجب رعاية المبدعين الشباب هناك العديد من النصوص التي تبدوا هشة لكن صدقيني بالمتابعة والتشجيع المتوازن يمكن لهم تجاوز العديد من الأخطاء وإصلاح الأشكال الفنية هي طاقات بدأت تتشكل لكن لا أنصح بالنشر السريع لأي نص لا نحتاج لأسماء روائية أو شعرية أو قصصية بل لنصوص تُخلدُ وجودها.

رواية صخرة الرماد أعدت تشكيلها عدة مرات وقلبت موازين الزمن يعني النهاية هي البداية وانتهت ببؤرة كل الأحداث؛ وهو رؤية الابن (سيف) لوالدته وهي تنتحر فاندفع إلى الوجود بعقد كبيرة ورهانات على الحياة و الموت، حاولت تشكيل لغة الإنسان مع ذاته ومع الآخرين فحاولت تغير البلدان والاتساع في المكان بين الغرب و العرب وجسدت من الخلاف الديني والإقليمي، والصراع السياسي والحروب بعض العمق الإنساني هي أرق مستمر يحمله كالصخرة التي رغم ملازمتها للرماد تتشكل ثانية عقبة وحمولة من الماضي المثقل بالهموم.

4 – سؤال:ألفتم العديد من الكتب النقدية منها “حواس اللغة تعريب النص وتوليف عروبته” وكتاب “شعرية الانفتاح ، قراءة فلسفية في لزوميات المعري” وكتاب الملتقى العربي للرواية العربية ( تأليف مشترك ) الكتابة الروائية والمنجز التخيلي و “أثر الفراشة في رواية فراشة التوت للونا قصير، دراسة في فيزيائية المعنى السردي” و”الصورة الجمالية و استراتيجية الكتابة السردية، دراسة نقدية في أعمال أمنة برواضي” و “كتاب نقدي جماعي، رمحآخيل، الخلفيات النصّية وتفاعلاتها في ديوان سفر البوعزيزي للشاعر نصر سامي” وكتاب مشترك مع مجموعة من الباحثيين الأكادميين عنوانه “فن الشعر ـ قراءات وتوقيعات الشكل ونفحات من المضمون تقديم الأستاذ بوقرط الطيب” وكتاب “لعبة الفوضى دراسة الأعمال السردية للكاتبة فاطمة يوسف”… ولكم عدة دراسات أخرى في النقد من موقعكم كناقدة ولكم انفتاح على باقي الوطن العربي كيف ترون مستقبل النقد في الوطن العربي؟ وهل يواكب الإصدارات الأدبية؟

زبنب لوت:أكيد هناك مواكبة كبيرة للنقاد في الوطن العربي على الإصدارات الأدبية، ولكن الكم الهائل للنتاج الأدبي يجعل ميزان النقد في حالة ندرة مقارنة بالنصوص وكثافة إذا لزم الأمر الحديث عن النظريات والرؤى وحسب ما يمكن تحقيقه لخلق توازن وظيفي بين النقد والإبداع هو تأليف الكتب الجماعية التي تثمر بثمارها حيث يحدد الموضوع النقدي ويتم تأثيث مستوياته حسب ما هو موجود من إصدار، كما ان هناك أصوات نقدية مهمة تتصدر الواجهة العربية لها أفق كبير وستطرح مفارقة كبيرة مستقبلاً.

5 – سؤال: من وجهة نظركم كناقدة ما هي المواصفات التي يجب توفرها في العمل الإبداعي ليجد صداه عند النقاد؟

زينب لوت:الكثير من الكتاب يتجهون للعناوين التجارية قد تتجه للإثارة العاطفية، وأخرى بأسماء الأساطير والشبه إنسانية الموحشة والغريبة بالنسبة للقارئ وهناك أيضا من تكون متعالية حتى على النقد ذاته أشكال كثيرة تعكس محاولات تحريك أفق المتلقي، النقد بالنسبة لي حالة استثنائية يحدثها النص حيث تجدين نفسك في توجيه معياري لثقافته وهندسته وربما النقد الثقافي اليوم يكشف لنا عن النصوص المثقفة التي تحمل أنساق خام غير مكررة، فالنص يجب أن يتجه نحو القاع القابع للإنسان ر لهذا الإنساني، التفاصيل الدقيقة (جوخة الحارثي) في سيدات القمر، (فاطمة بن محمود) الملائكة لا تطير، ( هيفاء بيطار) ضجيج الجسد، (أمنة برواضي) و (لونا قصير) خصصت دراستين عنهما: أثر الفراشة في رواية فراشة التوت للونا قصير، دراسة في فيزيائية المعنى السردي، والصورة الجمالية و استراتيجية الكتابة السردية، دراسة نقدية في أعمال أمنة برواضي، الصادران عن دار ماهر ،2017 ، كذلك الروائية الشابة (شيماء أباجو) في روايتها (المرأة الأخرى) أمتعتني حقا، وروائية الكويتية (فاطمة يوسف العلي)، ورواية (جرف هار) للإمارتية (تهاني الهاشمي)، كذلك رواية (أثلام ملغومة بالورد) لـروائية الفلسطينية (صبرين فرعون)، والعديد من الكتابات التي لا يمكن ذكرها في هذا المقام وهناك الروائي (محمد مباركي) ضمن أعماله رواية (جدار)

رواية (رائحة التّراب المبلّل)، الروائي الجزائري (مصطفى بوغازي) في روايته التي تصدرت المبيعات (الذاكرة المنسية) ورواية (الوثن) ورواية (امرأة على قيد سراب)، وأعمال سعيد بوطاجين، وعز الدين جلاوجي، واسيني الاعرج، والتونسي سامي نصر الذي حصد العديد من الجوائز، الجزائري الشاب عبد القادر عيساوي الذي افتك هذه السنة 2020 بحصوله على (جائزة البوكر) من خلال روايته ( الديوان الاسبرطي) ومن أعماله: (سييرا دي مويرت)، (سينما جاكوب)، (الدوائر والأبواب)، (سفر أعمال المنسيين)

والروائي حبيب السايح الذي حصل على جائزة كتار بروايته (أنا وحاييم)، والروائي ناصر سالمي الحائز على نفس الجائزة (كتار) عن رواية (الألسنة الزرقاء) وتكرر فوزه في رواية (فنجان قهوة وقطعة كرواسون) على التوالي.

الكثير من الروائيين الذين لا يمكن حصرهم، لكن تلاحظين أن في العناوين التي ذكرتها تمارس جدلا لغويا جمالياً معرفياً وليس الغرابة التي تستفز القارئ أو الناقد حيث أن الجمال لا يلبس الخشونة، والنقد لا يمنح طاقته إذا كان النص بحد ذاته يخرج عن حدود الجمالية والإبداع.

7 – سؤال: لكم شهادة في الكتابة الأدبية والإبداعية سيناريو تأليف إخراج، كما لكم العديد من المنشورات الإلكترونية التي تعنى بالمسرح ما هو تقييمكم للإنتاج المسرحي والدراما في بلدكم الجزائر مقارنة بالوطن العربي؟

زينب لوت: المسرح في الجزائر مهم بمراحله التي تركت أثرها أعمال خالدة تاريخياً منها الأعمال الدرامية “أبناء القصبة “1959م و الخالدون”1960م، و”دم الأحرار”1961م لكاتبها ( عبد الحليم رايس) و(كاتب ياسين ) في أشهر مسرحياته Le cadavre encercleسنة 1958 حيث تعكس الذاكرة وطنية في الفترة الاستعمارية، (ديوان القراقوز) 1966م، ( القراب الصالحين)1966، (كل واحد وحكمو) (ولد عبد الرحمن كاكي) بين الواقعية والفرجة. تركت هذه الأعمال بصمتها كما خلد المؤلف (كاتب ياسين) ” الجثة المطوقة “1968 و ” الطباشير القوقازية “1969م، ” الرجل صاحب النعل المطاط” 1970 التي تعدت حدود الوطن إلى العالم، وكان لمسرح علولة الأهمية الفنية والنقدية إلى يومنا هذا حول تجربته لمسرح (الحلقة) ومن أمثلة ذلك مسرحيات أهمها: “القوَّال” (1980) و”اللثام” (1989) و”الأجواد” (1985)، و”التفاح” (1992) و”أرلوكان خادم السيدين” (1993)، كما أنجز سنة 2007 ما يقارب خمسين عملا مسرحيا في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة، ولا يمكن السير قدما دون الحديث عن المعاصير منهم المخرج الجزائري (محمد شرشال) من أعماله “أبناء القصبة”، “صيف الرماد”، إضافة إلى “الطوفان”، ومسرحيته التي شاركت في مهرجان الهيئة العربية 2017” ما بقات هدرة”، أما عن الكتاب يعد (عز الدين جلاوجي)

من أهم الكتاب الجزائريين قدم مسرحيات الأطفال: “الثور المغدور” ، “غصن الزيتون” ، “الليث والحمار ” ، “محتال طماع” في كل مؤلف يتواجد عشر مسرحيات موجهة للطفل بأسلوب شيق.

أما عن مسرحياته المعروضة: ” البحث عن الشمس”، “ملحمة أم الشهداء”، “سالم والشيطان”، “صابرة”، “غنائية أولاد عامر”، ” قلعة الكرامة”. وتتواجد أنشطة مسرحية في مدن جزائرية مختلفة، تمارس أعمالها من خلال دورات فنية ومهرجانات وطنية.

8 – سؤال: ألا تفكرون في تحويل صخرة الرماد إلى عمل درامي لما للعمل الدرامي من دور في انتشار اسم صاحبه أم أن زينب اختارت السير ببطء في اتجاه الهدف؟

زينب لوت: بالعكس أفكر في كتابة السيناريو للرواية وهي مناسبة لعرض مثير ودرامي، غير أن المشاغل العلمية تهيمن على هذا السير الذي قد يوصف بالبطيء لكن لا أمانع بإنتاج (صخرة الرماد) كمسلسل تلفزيوني قد يضيف رؤية أخرى مختلفة.

9 – سؤال: نعلم أن المسرح وجود حضاري، وفعل إنساني يساعد على تنمية شخصية الفرد، وتنمية قدراته المعرفية والجسدية. لماذا لا يكون المسرح في وطننا العربي مادة تدرس في كل المستويات التعليمية وتعطى له نفس الأهمية كما هو الحال مع المواد العلمية مثلا ؟ ترى هل المشكل في نذرة النصوص المسرحية الهادفة؟ أم في الكفاءات؟ أم افتقار المؤسسات التعليمة إلى الخشبة؟ أم … ماذا؟

زينب لوت: في كثير من الأحيان يسعى بعض المدرسين إلى تحويل النصوص إلى مسرحيات؛ لأنه بذلك إنماء للحي الوجداني نحو الفكرة التي تنبني في الحوار، وترسيخ المعارف اللغوية والتعبيرية للأسف الخوض في هذا الموضوع يحتاج لإعادة نظر كلي نحو الفن وما يمكن أن يحمل من تهذيب النفس والسلوك الإنساني وما يترك عند المتعلم من أثر إيجابي نحو التعلم الكثير من الدول العربية تمارس التعلم بالفنون، والتعليم باللعب فالنشاط الإنساني لا يعتمد على التلقين وما يتركه التفاعل بين المتعلم والمعلم والمحتوى هو إحياء صورة الوجدانية التي أضحت تنفلت من المؤسسات التربوية تلك المعايير الحسية ومنهجة الخيال حسب أينشتاين أقوى من المعرفة، حيث يكون حافزا للعلم والابتكار والتخييل والتصميم والإبداع الخلاق… لكن للأسف لا يزال هناك اعتقاد أن الخيال هو الوهم!!!!.

10 ـ سؤال: لا يختلف اثنان في كون المسرح أبو الفنون وسيد العلوم. في رأيكم هل ما نشاهده اليوم من مسرح قادر على تأصيل المسرح العربي بلغته وذوقه وموضوعه…وقادر على التحدي ومواجهة زمن العولمة؟

زينب لوت: المسرح اليوم قادر على صنع الاستثناء هناك أعمال مميزة ومعتبرة وأصبح يمتلك الوعي و المعرفة العلمية بالسينوغرافيا وتقنيات الرقمية، كما حظيت الأعمال باستحسان كبير من النقاد في مختلف البلدان العربية، ثم ّ قضية العولمة ناجمة عن صراع بعد خلق بؤر الانفتاح وتلاشي الحدود الجمركية في أوروبا توحيد العملة وفتح الأفق الاقتصادي خلق أزمة الوعي الذي تمركز في قوى عالمية أثر على منهجية الوعي وحتى في علاقة الإنسان بحضارته من خلال الحوار الحضاري، لكن المسرح كان أكثر الفنون في فهم هذا الاختلال والأقرب لاحتواء مقاييسه دون أن اذكر الأعمال والكتاب ونقاد ومخرجي الأعمال المسرحية لأن الأمر يستدعي الشرح والتفصيل.

11 ـ سؤال: هل تُقِرّون بأزمة المسرح بالوطن العربي مقارنة بالإنتاج السينمائي؟ وإلى ما تعزو الناقدة هذه الأزمة هل إلى النص؟ أم الإخراج؟ أم الممثل؟ أم الجمهور؟ أم الجهات المسؤولة على الثقافة في أوطاننا؟ وهل يمكن القول إن المسرح يعيش فترة انحطاط؟ أم نعتبر ما يقع بداية واعية على طريق نهضة مسرحية تواكب ما نراه من تطور في باقي الميادين الإبداعية الأخرى؟

زينب لوت: لا أضع المسؤولية على أحد فالكتاب يعانون حقاً من أزمة تراكم النصوص وشح العرض، أو ربما وجود العرض وندرة الجمهور ليس مسألة تراجع المسرح العربي رغم وجود هيئات تدعم هذا الفن الهيئة العربية للمسرح، المسرح التجريبي الذي يقام في مصر، مؤتمر المونودراما في الكويت وغيرها من الداعمين ومن مواقع أيضا مثل “موقع الفرجة “(بشرى عمور)، موقع “مسرح نيوز” لـ(صفاء البيلي)، موقع المهرجانات العربية لـ (كنعان البني)، موقع “الفنون المسرحية” لـ (محسن نصار) ولا يتسع المجال لذكر جميع المواقع دفعة واحدة لكن لابد للمؤلف أن يسعى للنشر وتقديم عرض فني للعمل … يمكننا الحديث عن العصر والعقل البشري الذي عكست الرقمنة والتكنولوجيا كل المفاهيم والمعايير ولهذا نجد جهود معتبرة في تجسيد المسرح الرقمي والمسرح المعلوماتي وتطوير تقنيات العرض بمعايير عالمية، كذلك هناك أفكار جديدة في العروض تبتكر لذاتها حلقة من الوجود الجمالي كتطوير مسرح الظل، المونودراما التي تحمل هموم الوطن و الإنسان وقضايا العصر، النجاح حليف التقنية والنص الجيّد.

12 ـ سؤال: السخرية من الواقع الاجتماعي والسياسي حاضرة بقوة في أغلبية النصوص التي تعرض على المسارح العربية. إلى أي حد تكون السخرية في العمل المسرحي ناجحة في امتصاص غضب الجمهور، وتحويل الواقع برمته إلى سخرية؟

زينب لوت: السخرية أحيانا حالة تطهير للمشاهد (الجمهور) تنفيس عن شحنة الغضب والاستياء ترفيه روحي للإنسان، الضحك هو متعة لا يحققها إلا النص القويم والفنان المقيم في فكرة العرض بموجب التعاطف مع هموم المتلقين ودافعية لامتصاص هشاشة الحياة.

من النصوص المهمة في الفكاهة والسخرية و التهكم وأثرت جانبا تاريخيا لنماذج للانجليزي ( شـكسـبير Shakespeare)، كما في “الليلة الثانية عشرة Twelfth Night “”طرطوفTartuffe ” و “البورجوازي النبيلLe bourgeois gentilhomme ” للكاتب الفرنسي(لمولييرMolière )من خلال عروض يتخللها الرقص التعبيري وحوارات ساخرة، كما الكاتب الألماني (برتولد برِشت B.Brecht ) في “مسرحية صعود آرتورو أوي الذي لا يمكن إيقافه” حيث يصور هتلر وأعوانه بعصابة تسيطر على سوق الخضار، لا يمكن حصر الأعمال في موضع ما لكن (علي باكثير) مسرحية “الفلاح الفصيح” التي تحفر في الفساد السلطوي وتفشي الخيانة، كما يجب ذكر رواد المسرح التوعوي بالمستوى الترفيهي والكوميدي غالباً في الجزائر أسماء مهمة مثل: (عاللو) في مجموعة مسرحيات: “الوسام”، “ليلة معمجنون”، “الخبزة” ، (رشيد القسنطيني) “بابا قدور”، “الطماع”، “عايشة وباندو”، “تشرتش”، “ياحسراه عليك”“، و(عبد القادر علولة) مسرحية “الأجواد”، ولا تزال فكرة الفكاهة بأنواعها تُعنى بالتّعلم الجمالي في مواجهة المواقف وتخفيف هاجس الصدمة والمتعة المصاحبة وقدرتها للولوج للإنسان في أبهى حلة تمارس بهرجة الواقع وتليين خشونته.

13 ـ سؤال: النص المسرحي لكي يُقَدَّمَ للجمهور في حلته البهية لا بد من توفر مبدع ثان للنص؛ بمعنى مخرج مبدع، وهل المؤلف ملزم بالبحث عن مخرج فنان لنصه؟ وماذا إذا لم يتوفر؟

زينب لوت: النص المسرحي أصبح من أهم الفنون التي تنتج حالة وجود استثنائي للتفاعل مع المتلقي وبين الكاتب والمخرج علاقة فهم لمحتوى السيناريو المسرحي بكل آلياته الديكور والإضاءة الحركة الصوت التقنيات الرقمية والتشكيل سينوغرافيا العرض أو هندسته المخرج في كثير من الأحيان قد يكون هو الكاتب نفسه في كثير من الأحيان.

إن لم يتوفر المخرج أو الفنان لن يصدر النص إلى خشبة المسرح فتوجب منحه الاهتمام الإعلامي وعرضه على مخرجين أو حتى إخراجه وتمثيله كثير من العروض المونودرامية يمثلها الكتاب أنفسهم، المهم في النص المسرحي والأهم أن يكون معروضاً أو مطبوعاً ليتسنى للمتلقي الاطلاع عليه وتقيم العمل.

في الأخير: أقدم شكري لحضرتك أولا وأثني على نشاطك السردي الذي حظي بالدراسة والاهتمام والتكريم، وحتى اشتغالك الصحفي والنقدي الذي يضيف تجربة لها لذتها ورونقها البهي، وقد تشرفت بدراسة أعمالك سابقا ولاحقا بإذن الله، كما أتقدم بعظيم امتناني للقراء والمتابعين.

شكرا لكم أستاذتي الفاضلة، وفقكم الله في مسيرتكم.

حاورتها المبدعة أمنة برواضي

( المغرب)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …