“أمكنة إسماعيل” .. “التعذيب” في ضيافة المسرح #قرطاج21

“العقل والجنون.. والحقيقة والوهم”، رحلة صراع النفس اختارها المخرج ابراهيم حنون في عرضه المسرحي “أمكنة اسماعيل” لطرح قضايا التعذيب والاعتقال السياسي، وقضايا تحرر الذات، وإثارة أسئلة وجودية تشغل الإنسان.

وتتمحور مسرحية “أمكنة إسماعيل”، التّي عرضت ضمن فعاليات “أيام قرطاج للمسرح بتونس” في دورته الـ 21، حول الخيط الفاصل ما بين العقل والجنون، من خلال شخصية البطل “إسماعيل” المعتقل السياسي الذي تعرض لكل أنواع التعذيب والعنف، وادعى الجنون للهروب من المعتقل.

تتعدد الأحداث والأزمات التي يعيشها “اسماعيل” السجين السياسي المعنف، الذي اتخذ من مستشفى المجانين بيته وعالمه هاربا من العالم الحقيقي في الخارج، حيث وجد نفسه مطحونا بإيقاع الحرب وإرهاصاتها فاختار الجنون بإرادة مطلقة ليحافظ على إنسانيته.

العرض المسرحي، الذي ألفه هوشنك وزيري، يعتمد على التداعيات ويناقش الجنون والعقل والخارج والداخل معالجة تقوم أساسا على الحد الفاصل بينهما، يقول مخرج المسرحية، ويضيف: “هو إذن رحلة للعقل والجنون في ثنايا الحرب وكيف للإنسان عندما تتاح له الحريات أن ينطوي تحت الاكتئاب والخوف”.

“أمكنة إسماعيل”، حسب الناقدة المسرحية تيسير فهمي، “خطاب يحاول تحديد الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون، لكنّه في تحديد المفاهيم يخذله الواقع ويصدم بتداخل العالمين: عالم الخارج حيث العقلاء مجانين حرب، وعالم الداخل/مستشفى حيث المجانين يرفضون الحرب ويحتمون بالجنون… في منتصف هذا الطريق ضيّع إسماعيل البوصلة بين الاتجاهين”.

هذه اللعبة القاسية التّي اختارها اسماعيل، تضيف المتحدثة، “ضيّع في ثناياها الزوجة والابنة والبيت وضيّع إنسانيته التي ادعى أنه حصّنها بالجنون ليجد نفسه من جديد في المستشفى وحيدا، بعدما غادره الكل لمواجهة مصائرهم في الخارج”، موضحة أنّ “المسرحية تخوض في جدل الأمكنة وحافات الجنون والعقل الخارج والداخل”.

تجدر الإشارة إلى أنّ العرض المسرحي “أمكنة اسماعيل” أنتجته دائرة السينما والمسرح والفرقة الوطنية للتمثيل، وكتبه هونشك وزيري، وأخرجه إبراهيم حنون، وقام بأدواره كل من رائد محسن، باسل شبيب، كاترين هاشم، شوقي فريد، طه علي، حيدر الخياط، سيف مؤيد، علي العذاري وماجد لفته.

(هيسبريس)

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش