«آب: بيت بيوت».. الواقعية تمثيل وليست «ديكور»

يحتضن مسرح «بابل» الليلة أول عروض مسرحية «آب: بيت بيوت» للكاتب الأميركي ترايسي لتس، ترجمة واقتباس سحر عساف، رافي فغالي، ومنى مرعي، أمّا الإخراج فلسحر عساف ورافي فغالي، وتمثيل نوال كامل، مي أوغدن سميث، مارسيا بو شقرا، منى مرعي، سحر عساف، إيلي يوسف، سارة مشموشي، أويل دافيد، رهام سابق، رافي فغالي، سني عبد الباقي، وفرح ورداني. تقدّم المسرحية بالتعاون مع «مبادرة العمل المسرحي» في «الجامعة الأميركية في بيروت، وتعتبر هذه المسرحية أولى انتاجات فرقة «تحويل» التي أسّسها روبرت مايرز ورافي فغالي وسحر عسّاف وسني عبد الباقي في العام الجاري، والتي تركّز في أعمالها المسرحية على ترجمة الأعمال العربية ونقلها إلى الجمهور الناطق باللغة الانكليزية، كما تهتمّ بالإضاءة على الأعمال المسرحية الغربية المعاصرة، وتقديمها إلى الجمهور اللبناني، وكان أول أعمال الفرقة عرض مسرحية «الديكتاتور» لعصام محفوظ باللغة الانكليزية ضمن فعاليات Between The Seas في أيلول الماضي في نيويورك.
تقول أستاذة المسرح في الجامعة الأميركية في بيروت إنّ قرار تأسيس فرقة «تحويل» أتى بعد أكثر من عمل قدّمته مع أعضاء الفرقة، «منها «طقوس الإشارات والتحولات» و «الاغتصاب» و «بالخندق الغميق» وغيرها، حيث قدّمنا أعمالاً عربية بعد ترجمتها إلى الانكليزية، واليوم ها نحن نطلق أول مسرحية في لبنان من إنتاج فرقتنا التي تضم أشخاصاً يشبهون بعضهم من حيث الشغف للمسرح»، أمّا عن اختيار «آب: بيت بيوت» فتقول عساف إنّ هذه المسرحية مقتبسة عن المسرحية الشهيرة August Osage County للكاتب لتس والتي تعتبر من أهم المسرحيات المعاصرة ونالت العديد من الجوائز منها جائزة بوليتزر وجائزة «طوني» للعام 2008، وعرضت على سبيل المثال في برودواي أكثر من 640 مرة مع أنّها عمل غير موسيقي، وترجمت إلى 12 لغة، كما تمّ تحويلها إلى فيلم سينمائي، «باختصار المسرحية كنص أدبي تعتبر مهمة جداً، وجدنا فيها أموراً تشبه واقعنا، إذ تحكي عن الصراعات في العائلة الواحدة، وتلقي الضوء على حياة نساء إحدى عائلات الجبل، الأم تكتشف اختفاء زوجها فتدعو بناتها بعد أن فرقتهن الحياة، ليجتمعن سوية لبضعة ايام قد تكون الأخيرة سوياً»، وتضيف عساف أنّ هذه المسرحية تساعد في فهم ما يحصل على الساحة الكبرى بعد أن ننظر إلى الصراعات في كل من الشخصيات، «في المسرحية الشخصيات جميعها مهمة، لا أحد أهم من الآخر، ولا يوجد كاراكتير ضعيف، فالحادثة الأساسية تكشف في بداية المسرحية، من هنا المسرحية تضيء على دواخل الشخصيات، والعمل على الممثل هو الأساس في هذه المسرحية».
واقعية
تنتمي المسرحية إلى التراجيكوميديا، وتصفها عساف بالقول إنها واقعية بامتياز، «نحن نعتمد المدرسة الواقعية في التمثيل، مع العلم أنّ على المسرح لا نجد غرفة أو بيتا مع أنّ المسرحية تدور رحاها في البيت، فالواقعية هي مدرسة تمثيل وليست ديكوراً».
ترى عساف أنّ الحركة المسرحية الحالية في لبنان إيجابية، «نجد أن العاملين في المسرح ينشطون خلال الأزمات لأنهم يعتبرون أن عملهم هو نوع من أنواع المقاومة وعدم الاستسلام. على الفنان أن يعمل على الرغم من كل المصاعب، ما زالت هناك رقابة على أعمالنا ونحن متأخرّون جداً عن الحريات الفنية في العالم، ناهيكم عن مشكلة إيجاد رعاية لمسرحياتنا لا سيما من المصارف. توجد مشكلة حقيقية في دعم المسرح من القطاعين العام والخاص، ونجد أن المسرحيين الجدد يعملون بغزارة على الرغم من كل المعوقات إيماناً منهم بما يقدّمونه على اختلاف الأنماط المسرحية، وهنا تكمن الإيجابية أي في العمل، وهناك العديد من الأعمال الممتازة والجيدة التي تقدّم»، وتضيف عساف أنّ المسرح بالنسبة إليها هو الحياة، «لا أرى نفسي أقوم بعمل آخر، طالما أنّ هناك إنساناً، هناك مسرح، والمسرح لا يموت فهو موجود بالفطرة، في طفولتنا لا نتعلّم اللعب بل نلعب بالفطرة، ونخبر قصة بالفطرة، وبما أنّ المسرح منتعش حالياً أنا في قمة السعادة، وأخاف على لبنان حين يغيب المسرح».
بدأت التمارين على المسرحية في الثالث والعشرين من أيلول الماضي والليلة ترفع الستارة لتقديم ثمار التعب وخلاصة العمل الجماعي ضمن فرقة «تحويل» على مدى ساعة وأربعين دقيقة من دون توقّف، وتستمر عروض المسرحية إلى السادس من كانون الأول المقبل، مع احتمال تمديد العروض في حال لاقت المسرحية الإقبال، أمّا عن توقيع الإخراج باسمها واسم رافي فغالي فتقول عساف «كوننا نمثل معاً في المسرحية فمن الطبيعي أن يكون الإخراج مشتركاً بغية الدقة في العمل، فعلى عين المخرج أن تتابع الممثل وهو على خشبة المسرح، وهنا أيضاً تكمن أهمية إدارة الممثل التي يتولاها سني عبد الباقي، هذه المسرحية هي عمل مشترك بامتياز لتقديم الأفضل».
فاتن حموي

http://assafir.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *