يوجين أونيل بالصينى .. فى الليلة الثانية لذاكرة اليوبيل الفضى للمعاصر والتجريبى

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

يوجين أونيل بالصينى .. فى الليلة الثانية لذاكرة اليوبيل الفضى للمعاصر والتجريبى  

 

ضمن برنامج ذاكرة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى والتى تحتفى بدورة اليوبيل الفضى ، برئاسة د. سامح مهران والمنسق العام المخرج عصام السيد، أقيمت الأربعاء ندوة للعرض المسرحى الصينى “رغبة” والذى عرض بسينما الهناجر، بحضور الدكتور محمد أمين عبد الصمد  المشرف على ملف ذاكرة المهرجان ومدير الندوة ود. مصطفى سليم متحدثا عن العرض .

استهل د. محمد أمين عبد الصمد الندوة بمقدمة تعريفية حول برنامج ذاكرة المهرجان والذى يعرض خلاله خمسة عروض مختارة ضمن دوراته المتعاقبة مؤكدا أنه يوجد فكرة نستطيع تنفيذها طوال العام عبر طرح عرض مسرحى من ذاكرة المهرجان للمشاهدة والنقاش.

وأشار عبد الصمد : لدينا كنز من التسجيلات النادرة فى إدارة التجريبى بعضها يعانى من مشاكل تقنية نجاول علاجها، مشبرا إلى ان طرح تلك العروض للمشاهدة عبر السينما يتيح لأجيال لم تعاصر المهرجان التجريبى من بدايته وأجيال أخرى مشاهدة بعض الابداعات المميزة عبر 25 دورة .

ثم تطرق لعرض “رغبة” وهو من المسرح الصينى والمأخوذ عن نص “رغبة تحت شجرة الدردار”  للكاتب ” يوجين أونيل” معبرا عن أنه كاتب تجاوز فكرة الإقليمية والمحلية بسبب الأفكار العامة والشاملة التى يطرحها فى كتاباته، مما جعل من نصوصه معبرا لثقافات متعددة تعبر عنها وتعبر عن قضايا تمسها، عاش في الفترة  ما بين  1888 الى 1953 شهد خلالها حربين عالميتين إضافة لمشاكل الولايات المتحدة من صراعات داخلية منها العبودية وما يرتبط بها اقتصاديا، واليوم نشاهد ما قدمه المسرح الصينى لمسرحيته ” رغبة تحت شجرة الدردار”

 

ثم تحدث الدكتور مصطفى سليم استاذ الدراما والنقد المسرحى بالمعهد العالى للفنون المسرحية  مستهلا حديثه بتتلمذه على يد الدكتور فوزى فهمى الذى درس له مادة مسرح الشرق الاقصى ثم الدكتور مصطفى يوسف  والدكتورة منى صفوت بجامعة عين شمس  مشيرا إلى أنهم اشادوا بتعمقه أكثر فى تلك الدراسات خاصة استعانته عبر عمله بالميديا بأفلام ووثائق حول المسرح الصينى والآلات وتشريحها وكيفية استخدامها للعزف ، موضحا أن أساتذته كانوا يدرسون المادة الخام ولكن خبراته اختلفت بالمشاهدة والمتابعة .

وأوضح د. مصطفى سليم أن مسرح الشرق الأقصى لا يمكن فهمه من خلال نصوصه المترجمة إطلاقا على العكس يمكن أن تتحول قراءة النصوص لكوميديا، فحسنما تقرأ نصا صينيا تجد الراوى يدخل  للمسرح ويقرا ثلاث أو أربع ورقات بالتفصيل ويحكى قدرهم عما سوف يحدث بالمسرحية، ويعود ليفعل ذلك مرارا وتكرارا، مما قد يثير الضحك اثناء القراءة، ولكن عندما تشاهد الصورة تنتج عن ذلك النص وتلك الطريقة فى الكتابة تفهم أنه مسرح له خصوصية، ولم يكن غريبا أن يسبب صدمة فنية وحضارية لكبار كتاب أوروبا فى الثلاثينات حين سافر ميليفانج إلى أوروبا  وقدم أوبرا بكين وهى  قمة العظمة والثقافة عند الصينين  وهى تشبه حكايات القديسين   

 

وتابع سليم : الغريب ان فى المسرح الصينى ورواياته المرأة هى البطل الذى يصنع ويغير الأحداث وليس الرجل وفى أوبرا بكين يقوم اشهر ممثل صينى بدور المرأة وهو ما سبب الصدمة “لبرتولد بريخت” وكتاب أمريكا و أوربا .

 

وحول  الطفل فى المسرح الصينى أشار د. مصطفى سليم إلى أن الطفل  فى المسرح الصينى يتدرب فى سن السابعة وأحيانا يضحى بذكورته من أجل دور البطولة لأن دور البطولة هو دور المرأة، مشوار  شاق يخوضه المتدرب من سن السابعة من العمر ولابد من المحافظة على صوته الناعم لا يتغير مع الزمن ويخوض تدريبات قاسية تؤثر على بنيته الجسدية فيتدرب على الرمال الساخنة والحطب النارى حتى يموت جلد القدم كبديل لحذاء الباليه، ويستطيع أن يلف فى الهواء 3 أو 4 لفات وينزل على قدمه دون أن تتأثر بشىء لأنها ليست قدما عادية وانما قدم تم اعدادها للحركات الصعبه، ليرتفع البطل والممثل بالفرقة لصفات القديسين لديهم، فهو الشخص الذى يضحى بكل شىء من أجل امتاع المتلقى وتعليمه وتقديم المعرفة ، لذلك البطل فى اوبرا بكين هو رئيس الفرقة ورمزها .

واستطرد سليم حول الأكروبات الصينية أحد عناصر المسرح الصينى  و الموسيقى  والرقص للمسرح هى المنبع فى الشرق الاقصى وتوجد فصول بالديانات نفسها عن الأدب للمسرح الذى هو طقس مقدس وليس للتسلية.

 

وأوضح أن أوبرا بكين وصلت لهذا المستوى من حوالى 300 سنة ولم يتعرف عليها العالم إلا فى ثلاثينات القرن الماضى بسبب رحلة ماليفيد  والتى اثرت فى بريخت ليتحول للمسرح الملحمى، ويصيغ نظريته، مشيرا إلى اعتماد  الصينين على الآلات الوترية والايقاعية والتى لها دور البطولة و فى نهايات القرن العشرين ادخلوا الاوركسترا الغربى    فالمسرح الصينى له قدرة على التحاور مع المسارح العالمية لان المسرح الهندى واليابنى مغلقين على أنفسهم .

 

واختتمت الندوة بمشاهدة ومناقشة العرض المسرحى الصينى “رغبة”

مع تحيات فريق النشر الالكترونى للمعاصر والتجريبى 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *