والمسرحيون: لجنة تحكيم المهرجان القومى أحبطت جيلا بأكمله : باسم صادق

 

 

المصدر : الاهرام : نشر محمد سامي موقع الخشبة

سنة 2014 حجبت لجنة تحكيم المهرجان القومى للمسرح برئاسة الكاتب المسرحى يسرى الجندي جائزة التأليف بسبب عدم وجود نص يرقى لنيل الجائزة.. وقبل أيام تم حجب جائزة التأليف فى نفس المهرجان ومن لجنة تحكيم رئيسها أيضا مؤلف مسرحى هو أبوالعلا السلاموني.. وهو ما اعتبره المسرحيون خسارة كبيرة للحركة المسرحية، وإحباطا لجيل بأكمله من الكتاب.

فى البداية قال المخرج عصام السيد: قرار لجنة تحكيم المهرجان معناه أن نصوص هذا العام لا ترقى لمستوى نيل جائزة التأليف، وليس معناه أنه لا يوجد تأليف أو مؤلفون فى مصر، لأنه لا يجرؤ أحد على قول ذلك، ولكنها فى النهاية وجهة نظر نابعة من الذوق الشخصى لأعضاء اللجنة، وبناء عليه فإن تحقيق فكرة الموضوعية التامة معدومة، ولكن السؤال هل اللجنة تقيّم النصوص المشاركة قياسا على نموذج ما لم يتحقق فى كافة النصوص أم أنه من المفترض أن تقيم النصوص المشاركة مهما كانت مشكلاتها وسلبياتها؟ فمن غير المنطقى أن تُمنح مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» جائزة أفضل عرض دون أن يلفت نصه المؤَّلف نظر اللجنة بالمرة؟! وحتى جائزة المؤلف الصاعد التى حُجبت، فمن وجهة نظري أن كلمة الصاعد تعنى مؤلفا ينبئ بموهبة لكن لم تكتمل لديه كافة الأدوات، ولا يمكن أن يخلو المهرجان ممن تنطبق عليه هذه الشروط.

أما المفاجأة فكانت فى اعتراض المخرج د. جمال ياقوت عضو اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح على ما حدث حينما قال: هناك قاعدة علمية يتم بناء عليها منح الجوائز وتعتمد على عدة اعتبارات: الأول هى نسبية الجوائز بالنسبة للمشاركين الآخرين فى المسابقة، وبالتالى فكرة الحجب غير واردة على الإطلاق.. والثانى هو توافر الحد الأدنى من مقومات الجودة فى العمل الفنى، وبالتالى فإن فوز مسرحية بجائزة أفضل عرض دون أن يفوز مؤلفها بجائزة أفضل نص غير منطقى لأن المخرج لم يؤلف عرضه بل استند إلى نص مكتوب، أما المعيار الثالث فهو البحث عن المكاسب والخسائر قبل اتخاذ أى قرار، فلن تكسب الحركة المسرحية شيئا من قرار الحجب، فى حين ستصاب الحركة بخسائر فادحة أقلها إحباط جيل كامل من المؤلفين حتى الذين لم يشاركوا بنصوصهم فى المهرجان، لأنك أشعرتهم بعدم جدوى ما يكتبون، وكان الأولى أن تمنح الجوائز وتقيم للفائزين ورشا متخصصة لتطوير أدواتهم ثم تنتج أعمالهم فى مسرح الدولة، وهذا بالضبط ما فعلته السويد، مؤخرا فقد أقاموا مسابقة لطلبة المدارس الثانوية وأخضعوا أفضل عشرة كتاب فازوا بالمسابقة لورشة متخصصة، عالج فيها الطلاب أساليبهم، ثم أنتجوا هذه النصوص مسرحيا وتم عرضها فى دار أوبرا جوتنبرج، بينما ما حدث بالمهرجان دعوة صريحة للإحجام عن الكتابة. فى حين قالت المخرجة والكاتبة فاطمة المعدول: ليس فقط قرار حجب جوائز التأليف هو سقطة هذا المهرجان ولكن أيضا إلغاء جائزة الممثل الثانى والممثلة الثانية، لأن المسرح فى أساسه نص وممثل، وبهذه الطريقة يتم القضاء على طاقات الشباب خاصة أن المهرجان الآن يعد مهرجانا شبابيا لأن الكبار فيه صاروا أقلية، وبالتالى يجب أن ننظر إليه بعين الحب وأن يتم اختيار لجان تبحث عن المستقبل، لا تجذبنا نحو الماضى.

بينما أكد شاذلى فرح مدير نوادى المسرح بهيئة قصور الثقافة والحائز على جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف عام 2015: التاريخ لن يغفر للجنة التحكيم قرارها بالحجب لأن المهرجان القومى للمسرح هو أخطر وأهم مهرجان فى الوطن العربى ومصر هى رائدة التأليف المسرحى على مر السنين، وهذا القرار غير مدروس بالمرة لأنه يفرغ المسرح المصرى من قيمته، ونتيجته هجرة الكتابة للمسرح لصالح الدراما السينمائية والتليفزيونية.. فهل هذا هو المطلوب؟!

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *