«نوستالجيا» جديد فرقة سورية للمسرح الراقص 

 

إدريس مراد

يركز العمل في لوحاته على المعاناة الإنسانية التي يسببها الإرهاب ويحاكي الروح الخالصة في كل انسان سوري يعاني جراء الحرب الإرهابية على وطنه ودفاعه عن مبادئه وأرضه من خلال لوحات راقصة بأسلوب معاصر.

يذكر أن ” نوستالجيا” هو العمل الثامن لفرقة ” سورية للمسرح الراقص” منذ تأسيسها في العام 2011 وحتى اليوم بعد أعمال ” درب المجد ” سورية ..قصة حب ” إنسان” وغيرها.

والفنان نورس برو مؤسس ومدير فرقة ” سورية للمسرح الراقص” مجاز من كلية ” كارابينكو” لفنون الأداء في كييف واتبع العديد من الدورات وورشات العمل في مجال الرقص الكلاسيكي والمعاصر درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق ومن مؤسسي معهد ” تياترو” لفنون الأداء الذي يدرس فيه مادة التكنيك والليونة المسرحية.

واقترب العرض المسرحي الراقص الذي قدمته فرقة سورية للمسرح الراقص بتاريخ 19 أيار 2017 على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق، من المسرح التعبيري أكثر، حيث اعتمد الفنان نورس برّو كمؤلف ومخرج وكريوغراف للعمل على المضمون وعلى رسالة العمل ليقدم همّ المواطن السوري وتضحيات جيشه وصمودهم في هذه الحرب اللعينة التي يتعرض لها البلاد، حيث أضاء على المونولوجات الداخلية للإنسان المشبع من الحرب، والمنهك منها، والباحث عن الأمل والبناء والأعمار لمستقبل آمن لأبنائه، واستطاع برّو في عرضه هذا أن يدخل إلى تفاصيل الأشياء وفلسفتها ليكون الإنسان هو المحور، والفضاء المسرحي هو ميدان التلقائية وعالم خياله والرقعة التي يلتقي فيها بنفسه ويعبر فيها عن قدراته وإمكانياته الفكرية وتالياً يصنع عملاً متكاملاً من حيث انسجام اللوحات الراقصة وتسلسلها لينسج قصة متكاملة يعبر فيها عن منولوجات الإنسان المتضرر من الحرب، روحياً وجسدياً مستفيداً من أداء البارع للطفلة راشيل الفزّاع التي لا تتعدى الخامسة من عمرها، وإمكانياتها، كأنها فنانة مخضرمة، عموماً أستطيع القول بأن هذه التجربة ذكرتني بالتجارب التي قدمها الفنان الراحل لوند هاجو من الناحية الفكرية والنصوص التي تهتم بالإنسان وليس سواه.

و قال الفنان نورس برّو: «العمل يدخل في صلب المعاناة الإنسانية التي سببها الإرهاب ويحاكي الروح الخالصة في كل انسان سوري يتعايش ويتماشى مع ما يتعرض له من إرهاب مهما كان توجهه الإنساني أو الديني أو المجتمعي، مدافعا عن مبادئه وأرضه من خلال لوحات راقصة تتناول أطياف مختلفة من المجتمع المدني السوري في 50 دقيقة من الزمن».

وأضاف: «”نوستالجيا” يعبّر عن الرغبة الشديدة بالعودة إلى الرحم السوري، إلى الرحم المجتمعي المتعايش فيما بينه، إلى رحم الأمان والاستقرار وعدم الخوف من المجهول القادم والواثق جدا بقدرة من يدافعون عنه على الجبهات».

وقال أيضاً: «يأتي العمل بعد مسيرة من الأعمال الفنية الراقصة للفرقة التي لم تخرج يوماً عن إطار الهاجس اليومي للمواطن السوري في شقوقه المجتمعية والمعيشية والفكرية، لتكمل مسيرتها في التعبير عنه، ولتكون مرآته على المسرح فيما يرى وبأسلوب فنّي راقص».

وأنهى حديثه قائلاً: «العمل يعتمد أسلوب الرقص الحديث والمعاصر، ويقدم من خلال لغة جسده وجبة روحية للمتلقي, وصلة وصل ما بين عقله الباطن والحاضر، بالاعتماد على مدارس عالمية في الرقص المعاصر وما توصلت إليه في هذا الفن، كمدارس مارتا غراهام ونينا باوش وغيرهم».

شارك في هذا العمل كل من الفنانين: غيث حمشو، رباب المهدي، أحمد مصطفى، رنيم الحكيم، ياسين محمد، ميلانا غانم، ميلاد غانم، ضحى عمر، مؤيد هاشم، إيلاف المنّاع، تالا محمد، والطفلة راشيل الفزّاع.

—————————————————–

المصدر :مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *