نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية

نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية
 
هبة عمران نجم الشمري
جامعة بابل/كلية الفنون الجميلة
 
الملخص
تعد الشخصية المسرحية من اهم العناصر الدراماتيكية في العرض المسرحي لما لها من أهمية في بناء المنظومة المعرفية المسرحية من حيث تشكل الصورة الجمالية فيها عبر حركات وإيحاءات وتشكيلات فنية تسهم في بث الرسالة المعرفية الى المتلقي عبر وحدتي الزمان والمكان للشخصية المؤداة.ومما لاشك فيه ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وما يطرأ عليها من تحولات،والتي يعيشها الكاتب المسرحي،تلعب دورا مهما في رسم مرجعيات الشخصية المسرحية التي يصوغها في نصوصه وطبيعة تكوينها النفسي.
ضم البحث الحالي أربعة فصول،تناول الفصل الاول مشكلة البحث والتي تمثلت بالاستفهام الاتي:ماهي نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية؟كما ضم هذا الفصل أهمية البحث والتي انطلقت من كون الشخصية المسرحية تعلو من حيث الأهمية على ماسواها من العناصر الاخرى،حتى أضحت المحور الاساسي لتدفق سلسلة الاحداث التي يمكن أن يتصورها المتلقي خلال الفعل السلوكي لها،ومن هنا كان من المناسب الاحاطة بطبيعتها النفسية .وتكمن الحاجة الى البحث الحالي في انه يفيد الدارسين في مجال المسرح وكتاب النص المسرحي في مسألة تحليل الشخصية المسرحية في ضوء المفاهيم النفسية والدوافع الشعورية واللاشعورية على وقق نظرية التحليل النفسي لفرويد،اما هدف البحث فهو:التعرف نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية،وتضمنت حدود البحث محاورها الزمنية متمثلة بالفترة الزمنية التي تمتد بين عام 1974-1991والمكانية متمثلة بالعراق وموضوعيا بنظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية ،وانتهى هذا الفصل بتحديد المصطلحات التي وردت في عنوان البحث الرئيس.
وجاء الفصل الثاني (الاطار النظري) متضمنا مبحثين اثنين الاول منهما مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي عند فرويد.اما المبحث الثاني فقد تضمن مرجعيات الكاتب العراقي جليل القيسي على مستواها الفني والفكري على حد سواء ليختتم الفصل بالتعرض للدراسات السابقة واهم مااسفر عنه الاطار النظري من مؤشرات.
اما الفصل الثالث وهوالاطار العملي للبحث فقد جاء متضمنا خمسة محاور هي:مجتمع البحث متمثلا بسبعة عشر نصا مسرحيا

وعينة البحث وهي مسرحية غدا يجب ان ارحل،فيما عني المحور الا خر باختيار اداة البحث والتي مثلت ما اسفر عنه الاطار النظري من مؤشرات. وجاءت منهجية البحث في محورها الرابع حيث اعتمدت فيها الباحثة على منهج التحليل الوصفي،ومن ثم كان تحليل العينة لينتهي الفصل الثالث.

اما الفصل الرابع فقد جاء متضمنا لمحاور خمسة هي نتائج البحث واستنتاجاته والتوصيات والمقترحات وتبت المصادر والمراجع .
الكلمات المفتاحية: نظرية فرويد،الانا العليا،مرجعيات الكاتب،الفنية والفكرية.
Abstract
The personal drama of the most dramatic elements in the theater because of their importance in the construction of the system in terms of cognitive theatrical form through the movements and gestures and technical configurations contribute to cognitive broadcast the message to the recipient through the two time and place of the character’s aesthetic performed there. There is no doubt that social, economic, political and cultural conditions and undergone transformations, which experienced playwright,
 plays an important role in shaping the personal drama that references in the texts are shaped by the nature of the psychological composition .
Current search included four chapters, the first chapter dealt with the problem of search and Balastfham represented by the following: What Freud’s theory and reflected in the figures Jalil Qaisi play? This chapter also includes the importance of research, which started from the personal drama fact superior in terms of importance to Masuaha of other elements, until it became the main hub for the flow of events that can be perceived by the recipient during the behavioral reaction to it, and here it is appropriate to note the psychological nature .otkmen need series to current research in that benefit students in the field of theater and book theatrical text in a matter of personal play analysis in light of psychological concepts and motivations emotional and unconscious on Oukq psychoanalysis to Freud’s theory, while the aim of the research is: Identify Freud’s theory and reflected in figures Jalil Qaisi play, and included limits Search axes of time represented by the period of time that extends between 1974-1991oualemkaneh represented in Iraq and objective theory of Freud and reflected in the figures Jalil Qaisi play, and ended this chapter specify the terms contained in the title search of the President.The second chapter (theoretical framework), including the first two of them Mbgesin personal concept in the psychoanalytic theory of Freud. As the second section has included references Iraqi writer Jalil Qaisi the artistic and intellectual level of both the chapter concludes with exposure to previous studies, the most important Maasafar
 him the theoretical framework of indicators .
Amaalvsal third Hoalatar practical research came, including five themes:the research community represented seventeen theatrical text and sample a play tomorrow I must leave, while Me axis, but choose another search tool, which represented the outcome of the theoretical framework of indicators. The research methodology was centered in the fourth where the researcher adopted the approach descriptive analysis,
 and then the sample was analyzed to end the third quarter.
The fourth chapter, including the five axes came the research and its findings and recommendations and proposals and decide the outcome of sources and references.
Keywords: Freud, superego theory, references writer, artistic and intellectual.
الفصل الاول/الاطار المنهجي
اولا:مشكلة البحث:تعد الشخصية واحدة من أهم العناصر المشاركة في البناء الدرامي للنص المسرحي. وقد عدها (أرسطو طاليس) في كتابه (فن الشعر) ثاني أهم عناصر البناء الدرامي,وتأتي أهميتها تلك بعد الحبكة فـ”الحبكة مصنوعة بالضرورة مما تفعله الشخصيات وما تشعر به.وعلى هذا يمكن القول بان مادة الحبكة هي الشخصية”.( )
وهذا القول يجمع في ثناياه صورتين متداخلتين للشخصية وهما ما تفعله الشخصيات وما تشعر به.إذن هنالك فعل للشخصية وهنالك شعور,وهذا الأمر يعد منطلقاً أساسا في بيان حقيقة الاشخاص في فضاءها الدرامي وفي تحديد  الحدث المسرحي وتوجيهه لان الشخصية مادة الحبكة والمحرك الأساس لها لذلك اصبحت مركزا للاهتمام من قبل الكاتب المسرحي الذي اخذ على عاتقه مهمة تصوير شخصياته من خلال الوصف الأمثل والأدق لدواخل النفس البشرية وسبر أغوارها وبيان وضعها الطبقي،البيئي الاقتصادي,الاجتماعي,النفسي- مزاجها- طباعها- علاقتها بالإضافة إلى الجنس والعمر والوزن.
فــ(سوفوكلس) وعلى سبيل المثال لا الحصر في مسرحية (اوديب ملكاً) يعمل على إعطاء شخوص مسرحيته أبعاداً ذات خصائص تراجيدية محكمة تعكس مدى الاتفاق الدرامي في عملية تصوير تلك الشخصيات من الناحية النفسية وخير دليل على ذلك أنها كانت مادة معطاة للكثير من علماء النفس كفرويد وغيره,وفي السياق نفسه فان ما كتبه شكسبير من مسرحيات يعد أنموذجاً في عملية الكشف عن أعماق النفس البشرية لما فيها من دقة في التصوير وإتقان في التعبير,وقد انصب جل اهتمامهم في عملية تصوير شخوص مسرحياتهم وبيان الدوافع النفسية ودقة إبرازها داخل منظومة النص المسرحي.
وفي المسرح العراقي يعد الكاتب (جليل القيسي)*واحدا من  العلامات المسرحية التي غذت المسرح العراقي بالكثير من الدلالات فأثرته بنصوص مسرحية مليئة بالأفكار والقيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها والتي جسدتها شخصيات تحركت داخل فضاء نصه المسرحي بطرق أراد لها الكاتب أن تعبر عن حقيقة دواخل النفس البشرية ومن هنا تتضح  مشكلة البحث التي جاءت متمثلة بالتساؤل الأتي:
ما هي نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي المسرحية ؟
ثانياً: أهمية البحث والحاجة إليه:أخذت الشخصية المسرحية في مجال النص المسرحي،تعلو من حيث الاهمية على ما سواها من العناصر الاخرى في حدود النص،إذ اخذ الكاتب المسرحي في اغلب المذاهب المسرحية الحديثة يوليها الاولوية حتى اضحت المصدر الاساسي لخلق سلسلة من الاحداث التي نتصورها خلال الفعل السلوكي للشخصية.وتكمن الحاجة الى البحث في تحليل الشخصيات المسرحية في ضوء المفاهيم النفسية،وما يتعلق بالدوافع الشعورية واللاشعورية،ومعرفة الدوافع السلوكية للشخصية على وفق التحليل النفسي لفرويد.
  ثالثاً: هدف البحث:يهدف البحث الحالي إلى التعرف:
نظرية فرويد وتجسيدها في شخصيات جليل القيسي  المسرحية .
رابعاً: حدود البحث:
1. زمنياً:1974-1991.
2. مكانياً:العراق.
3. موضوعياً:موضوعة نظرية فرويد وتجسيدها  في شخصيات جليل القيسي المسرحية.
خامساً: تحديد المصطلحات:
اولا:التجسيد
أ- لغة:التجسيد من الجسد ويعني البدن ومنه جسد والجسد مصدر قولك جسد به أي لصق به فهو جاسد
وجسيد ومنه المجسد أي الثوب الذي يلي جسم الانسان مباشرة)) .
ب – اصطلاحا:من الوظائف الاساسية للفن ويعمل في نظر (هيجل) على ((ان تظهر الفكرة تحت اشكال ملموسة ومهموسة)).
ج-  إجرائيا:الصورة المتخيله في ذهن الكاتب وانعكاسها على مستوى النص وفقا لاليات اشتغال مرجعيات الكاتب
الفصل الثاني:الاطار المنهجي:
المبحث الاول :مفهوم الشخصيه في نظرية التحليل النفسي عند فرويد:
أن مفهوم الشخصية في منظور علم النفس ذو مكانة لا تخلو من الأهمية في تنظيرات العديد من المنظرين في هذا المجال ,وقد اكتسبت تلك الأهمية قيمتها من خلال ارتباطها بتاريخ تطور الحضارة الإنسانية بمجملها,ذلك إن الشخصية تعرف “كأنماط فريدة للإجراءات السلوكية والعقلية التي يتصف بها الفرد من خلال تفاعل الفرد مع بيئته”
وقد لعبت تلك النظريات دورا بارزا في دراسة الشخصية وحاولت إن تبين طبيعة ونمو وتكوين الشخصية,هل هو طبيعي فطري,بحيث تولد شخصية الإنسان مع ولادته في بيئة معينة ثم لا تتبدل أم أنها تتبدل تبدلا طفيفا أم هي أمر مكتسب يظل خاضعا لعوامل خارجية.ومع هذا كله فان الشخصية”تظل حقا شيئا من الذات ,من الطبيعة,ولكن عندما نخضعها للبحث العلمي المنصف,تفسر بجماع العوامل الجسمية,والاجتماعية والفكريـــة والنفسية..”
أن الخوض في تفاصيل التطور التاريخي لتلك الدراسات لا يعد من حيث أهميته امرأ ذا مغزى علمي فالتطور النوعي الذي شهدته مجمل نظريات علم النفس كان الأوفر حظا في تفعيل حركة التطور،فقد وضع علماء النفس المحدثون والقدامى بعين الاعتبار كل من العوامل العضوية والاجتماعية والنفسية  في أثناء دراستهم مفهوم الشخصية,وربطوا بين الصفات الجسمية الحسية والسمات الخلقية المعنوية للشخص الواحد باعتبار إن العامل الجسماني ذو اثر على الشخصية.
من هذا المنطلق كانت الخطوات الأولى لمعظم تلك النظريات وعلى اختلاف طرقها وأساليبها آلا إنها استندت إلى دراسة الشخصية بوصفها علما لدراسة الأفراد ونتاج تفاعلهم مع البيئة التي تحيط بهم،وهذا ما استندت عليه النظرية الفرويدية من خلال دراسة تاريخية الفرد وخاصة تجربة الطفولة المعاشة بامتزاجها بالتماهيات وبالصراعات والأساليب التي يتخذها الفرد كأوليات دفاعية لاشعورية لحفظ الذات.
ويتضح مفهوم فرويد في اللاشعور من خلال اعتقاده”أن الناس على وعي بعدد قليل فقط من الأفكار والذكريات والمشاعر والرغبات إما العدد الأخر منها فهو يمثل مرحلة ما قبل الشعور (الوعي) وهي مدفونة تحت الوعي والتي يمكن منها أن تستدعى بسهولة.أما الغالبية العظمى فهي لا شعورية”
ويقسم فرويد الحياة النفسية إلى ما هو شعوري وما هو لاشعوري ويعد هذان العنصران فرضا أساسا في عملية التحليل النفسي،فالشعور يعتمد على إدراك حسي ذي طابع مباشر ويقيني جدا أما اللاشعور فهو نوعان الأول الذي يكون كامنا ولكنه يستطيع إن يصبح شعوريا والثاني اللاشعور المكبوت الذي لا يستطيع بذاته وبدون كثير من العناء إن يصبح شعوريا وبهذا فان التميز بين الشعور واللاشعور مسالة إدراك حسي .
وعليه تتكون شخصية الإنسان على وفق  فرويد من ثلاثة مكونات وهي (ألهو_الأنا_ألانا العليا) فسلوك الإنسان ناجم عن محصلة هذه المكونات الثلاثة من خلال تفاعلها مع بعضها البعض وتأثير كل واحد منها على الأخر بحيث لا يمكن عزل أو فصل أي واحد منها لأنها مرتبطة مع بعضها البعض برابط وثيق ويقع ألهو في المحور الأول من الشخصية حيث يشير إليها فرويد على أنها أساس الحياة عند الإنسان إذ يولد الإنسان مزودا به ويظل معه طوال فترة حياته فهو”موروث وغريزي كما انه يحوي العمليات العقلية المكبوتة التي فصلتها المقاومة عن الحياة النفسية الشعورية وهو مستودع الطاقة النفسية كما انه يزود النظامين الآخرين بطاقاتهما وهو يخضع فقط لمبدأ اللذة ولا يهتم بشي آخر”
فالقوانين والقواعد ليست بذات أهمية لإشباع  الشهوات .إما المحور الثاني في الشخصية في نظر فرويد هو ألانا وهو لا يشبه ألهو فهو مضبوط وواقعي ومنطقي أما ألهو الذي أشار أليه فرويد لا يوجد فيه تنظيم منطقي والانا هي الذات واحد المطالب الأساسية للذات هي إشباع حاجات ألهو وكما يجب على الذات أن تهتم بمطالب كل من ألهو والواقع والتوفيق بينهما.فالأنا هي التي “تتبنى مبدأ الواقع وتقوم العمليات الثانوية على عكس ألهو الذي يخضع لمبدأ اللذة ويستخدم العمليات الأولية والانا تعمل على تأجيل مبدأ اللذة مؤقتا وان كان مبدأ اللذة سوف يظهر في النهاية ولكن عندما يوجد الموضوع المرغوب فيه ثم ينخفض التوتر”
وكذلك يمكن الإشارة إلى إن الأنا هو “الجزء المخصص لإيجاد مخارج تخدم أغراض ألهو فهو يحقق الاستمتاع الذي يسمح للهو الاستمتاع به أيضا ولكن يستمتع بها بذكاء وتعقل في ضبط واختيار وتقرير ما يشبع وكيف يشبع والخضوع لمبدأ الواقع يلزم الأنا بالدفاع عن الشخصية والعمل على توافقها مع الشخصية وهو يعمل على تحقيق أهداف ألهو ولا يحبطها وهو يستمد قوته منها وهو غير منفصل عنها”
 لذلك تعتبر الأنا “القوة العاقلة التي تقول دعونا نرى ماذا نستطيع إن نفعل لنحل الإشكال”
أما المحور الثالث فهو ألانا العليا وهو آخر عمليات النمو في أبعاد الشخصية ويمثل الجانب الخلقي والمثالي لها وليس الواقعي”هدفه تحقيق الكمال وليس اللذة ،ومعايير النشاط فيه تخضع لمعايير المجتمع وهو يقوم بإنشاء استجابة الثواب والعقاب ناقلا لها من الأبويين حيث انه يستدخل ما يعاتبه عليه الوالدان داخل ضميره”  وهنا يبدأ الصراع الداخلي حيث يعاقب الضمير الشخص بان يجعله يشعر بالألم. وبهذا تعتبر الأنا العليا هي القوة الثالثة العظمى للشخصية”وهي ممثل المجتمع في الشخصية والتي تحتوي على المعايير والمستويات الأخلاقية والاجتماعية في ثقافة المجتمع”
لقد قسم فرويد الغرائز الجنسية إلى نوعين هما:ايروس وقد استعمل فرويد هذا اللفظ بمعنى غريزة الحب وذلك نسبة إلى (ايروس)اله الحب في الأساطير اليونانية ،وتتضمن مجموعتين من الغرائز الأولى هي الغرائز الجنسية التي تتطلب اللذة الجنسية (اللبيدو) والثانية هي غرائز الأنا وهي التي تشرف على حفظ الذات. إن ايروس لا تشمل فقط الغريزة الجنسية الحقيقية التي لم يتناولها ألهو والدوافع الغريزية المشتقة منها وإنما تشمل غريزة حفظ الذات التي يجب أن تنسب إلى الأنا. أما المجموعة الثانية من الغرائز وهي السادية والتي اقتضت بعض الاعتبارات النظرية (التي أيدها علم البيولوجيا)وجود غريزة الموت ومهمتها أعادة الحياة العضوية إلى حالة غير حية وهذا يعني أن هاتين المجموعتين من الغرائز مرتبطة بعملية فسيولوجية خاصة (عملية البناء أو عملية الهدم) وتعمل كل من الغريزتين في كل ذرة من ذرات المادة الحية ولكن بنسب مختلفة
وقد قسم فرويد مراحل تطور الشخصية  وفقا لمفهوم الحاجة الجنسية فكانت المرحلة الأولى متمثلة بالأشهر الأولى من حياة الطفل حيث يكون التعامل فيها مع البيئة المحيطة به عن طريق الفم.يليها مرحلة التحكم والقدرة على السيطرة. والتحكم بالرغبات وتتمثل هذه المرحلة بإشباع الحاجات الغريزية مثل عمليات إخراج الفضلات من الجسم وتكون في السنتين الأولى من حياة الطفل وفي العام الرابع والخامس ترتبط مراحل النمو بحاجة الطفل إلى أمه عاطفيا ويطلق على هذه المرحلة بالمرحلة الاوديبية حيث ينشا لدى الطفل حالة من التناقض العاطفي إذ انه  يحب الأب ويكرهه في الوقت نفسه لأنه منافس له في حب الأم وتسمى هذه الحالة بعقدة اوديب .
بعد ذلك وفي حوالي سن السادسة أو السابعة يبدأ الطفل بتعلم القيم والمفاهيم السائدة عبر اتساع دائرة اتصالاته عن طريق التحاقه بالمدرسة ومن خلال النشاط المنتظم بها،فتسهم تلك العمليات بتوجيه انفعالات الطفل  وفق المعايير المطلوبة اجتماعيا .
لقد أبان فرويد وجود ثلاثة أنماط من الشخصيات تتضح من خلال مراحل النمو المذكورة سابقا حيث تتسم المرحلة الأولى بالاتجاهات السلبية والتواكلية تجاه الآخرين وتسعى دائما للإشباع عن طريق الآخرين وفيها سمات عدم النضج  والتباين في الحكم على الآخرين بين الثقة المطلقة والشك الدائم وفقا لمفهوم إشباع الرغبات.بعدها ينتقل الأمر إلى المرحلة الثانية حيث تتسم فيها الشخصية بالعدوانية والمشاكسة والعناد.أما في المرحلة الثالثة فان الشخصية هنا تمتاز بالقلق والتذبذب والتنقل من موضوع إلى أخر وذات انفعالية حادة وعليه فان نظرية فرويد للشخصية تقوم على مفهوم أساسي هوا لحتمية البيولوجية ولذلك فهي لا تلقى اهتماما إلى البعد الاجتماعي أو الثقافي وأثره في الشخصية . وبهذا فقد اخذ  نمو الشخصية دوره نتيجة أمرين،أولهما نمو النضج الطبيعي وثانيهما التعلم وذلك لغرض التخلص من الإحباط وتجنب الألم وحل الصراعات وتخفيض القلق .
المبحث الثاني/المرجعيات الفنية والفكرية للكاتب جليل القيسي
تعد المرجعيات الفنية والفكرية للكاتب المسرحي واحدة من  المرتكزات الراسخة في أصول وقواعد البحث عن المعنى وما وراء المعنى داخل المتن الحكائي للنص المسرحي,ذلك أنها أداة فاعلة في توجيه الخط الدرامي داخل أحداث النص,فحياة الكاتب وتأثره بالبيئة والمحيط السياسي والثقافي والاقتصادي تنعكس سلباً أو إيجاباً في طروحاتهِ داخل مضمون النص ليجسد بدوره ما يريد الكاتب الإفصاح عنهُ,إذا “بات النص الأدبي يشكل هوية سرية للكاتب,كونهُ يتوارى فيه أو يتخذ من الشخصيات أقنعة لتحرير ما يؤرقه من هموم أو طروحات فكرية,فليس من السهولة بمكان الوصول إلى الغايات والمداليل ما لم يتم احتواء النص من عدة جوانب,والكل يدرك أن النص مهما كانت اجناسيتهِ- شعراً أو نثراً-هو نزيف ذاكرة اكتوت بنيران المعرفة صادمة تتقاطع مع ما يجري على ارض الواقع والنص- إن جاز التعبير- وهو في الجراحات تولدها التوترات الحياتية والأزمات النفسية”.( )
ولعل الكاتب (جليل القيسي)*- وبوصفه احد  رواد الحركة المسرحية في تاريخ الأدب المسرحي العراقي- واحداً من أهم هؤلاء الكتاب الذين جاءت كتاباتهم لتعكس فضاءات تجاربهم الشخصية ومخزوناتهم الفنية والفكرية داخل نصوصهم المسرحية,فعلى الصعيد الفكري وتحديداً في عام 1959م كانت قراءته لروايات (دستوفسكي) بداية لتأثره الأدبي وانخراطهِ في مجال الكتابة. ( )
فالقصة القصيرة والرواية بصورة عامة والمسرحية بصورة خاصة هي أشكال أدبية تمكن القيسي من جعلها أداة فاعلة في التعبير عن مكنوناتهِ فجاءت مسرحياتهِ على مستوى المضمون والموضوعة معبرة عن العديد من المخاضات السياسية والأحداث الثورية التي شهدتها نهاية الستينات وبداية السبعينيات من القرن العشرين في مختلف أنحاء العالم”وكان لكل من هذه الأحداث صدى في هذه المنطقة من العالم أو تلك وكان لا بد أن يتأثر المثقفون بتلك الأحداث وكان لا بد أن يعبروا بوسائلهم عن انطباعاتهم عنها وكان القيسي واحداً من أولئك الذين سجلوا تلك الانطباعات في مجموعته المسرحية الأولى وبعد ذلك في مجموعته المسرحية الثانية حيث صور فيها التطلع إلى التعبير عن بيئة المجتمعات المتخلفة عن طريق الثورة على الظلم والقهر الذي تتعرض له بعض الشعوب”( ). فكانت طروحاتهِ في (صهيل المارة) انعكاساً لذلك الاستلاب من جراء الأحداث السياسية في ذلك الوقت.
وفي ذات السياق يعد التراث “الذي يضم بين طياتهِ رؤى وتخيلات وهواجس وتأملات وممارسات جمعت ما بين الملامح والأغاني”( ) رافداً مهماً من روافد السياق الفكري لذلك الأديب فكانت عمليات استلهامه من أهم المرتكزات التي أغدقت فكر القيسي بموروث أجداده والتي استثمرها لتكون حاضرة في مملكة الانعكاسات الضوئية التي قال عنها “في هذه المجموعة ومع أله أجدادي السومريين والبابليين والأشوريين,تعاملت مع التراث فني من الأفكار,والعواطف والحكمة ومن عالم من الأرواح اجهل طبيعتها وغايتها تارة وافهمها تارة أخرى واعمل جهدي على استرضاءها واجتلابها إليّ بمزيج من المنطق والبصيرة النافذة بالصبر والإطاعة”.( ) انهً عاشق بهوس لتراث أجداده من السومريين والبابليين والأكديين الذين صوروا التاريخ تصويراً مسرحياً وادخلوا فيه المعجزات والشعائر والأساطير والملاحم وملئوا الهواء بالملائكة والشياطين ومارسوا السحر وكتبوا أعظم وأروع ملحمة (ملحمة كلكامش) التي توضع سوية حتى اليوم مع الملاحم العظيمة مثل الإلياذة والأوديسة,ويزيد القيسي أيضاً من هذا كلهُ بأنه قد قرأ العديد من الكتب المترجمة عن هذا التراث الثري والذي وجد فيه إمكانيات كثيرة في توظيف الموروث.( ) في حين أن الناقد (محمد درويش علي) كان له رأي مغاير عن ذلك عندما تطرق إلى موضوعة الموروث وسبل استثماره لدى القيسي قائلاً “إن جليل القيسي نهل من التراث القصصي العالمي أكثر مما نهل التراث العربي وتوغل في مسارات التراث الأول وتجاربه الحديث المهمة فكسب منها المتانة,وأوضح أيضاً انه لم يمد جذراً نحو تراث قومهِ,لذا كانت لغته لغة الأدب المترجم, لغة تفتقر أحياناً إلى الفصاحة وأحيانا إلى سلامة التركيب”.( )
إن للاعتقاد الديني وارتباطه بالفلسفة المثالية دورا في صياغة الخط الدرامي لهذا الكاتب ذلك أن القيسي وكما يراه الناقد (علي مزاحم عباس) قد تمكن من تطويع معظم مسرحياتهِ لتبلغ ما ترتئيه من وجهة نظر متأثرة بحس ديني ومشبع بالمثالية المسيحية.( ) تلك المثالية التي اتخذت من الإنسان غاية لها ووقفت ضد ما يهدد كيانه على الصعيد الإنساني بكل تجلياتهِ فكانت “كلماته وسطوره الناصعة المليئة بحب الإنسان والبحث عن مناطق سعادتهِ”( )  دليل على استمراره بإصرار على اتخاذ الموقف الصلب إزاء الطغيان وأهانه الإنسان وذلك في عدم المشاركة بكل ما يسيء لهذا الإنسان عموماً وإنسان بلاد الرافدين خصوصا فهو”يسعى لرسم صورة الإنسان الذي استطاع أن يدافع لرسم صورة الإنسان الذي استطاع أن يرتفع به إلى ما هو حقيق بهذا المخلوق البشري من وجود وقد وفق إلى بناء حضارة الإنسان على الأرض وهي خلو من أي تموضع لهذا الإنسان عبر ما وصل إليه سكان العراق قديماً في سومر وأكد وبغداد”.( )
وفي سياق متصل ارتبط القيسي بمدينة كركوك ارتباطاً روحياً جعل منه إنساناً أخر لا يقارن من حيث انتماءه وحبه إلى وطنه عموماً ومدينته خصوصاً بإنسان أخر حتى انه قال عنها “أنا ابن كركوك,ولدت وكبرت وعملت وبصبر رواقي سقراطي كتبت في هذه المدينة الناعسة الناعمة,لا يستطيع أن يفهم هذه المدينة الرائعة إلا الكركوكي الحقيقي لان المدينة مثل آلة كمان الغريب عنها يمتلك العزف على وتر واحد فيها حسب,بينما الابن الحقيقي لها يعزف تلقائية على أوتارها كلها ويخرج لحناها هارمونياً جميلاً”.( )
لقد امتهن القيسي أسرار المغامرة والكتابة والإبداع “على الرغم من عزلتهِ المدوية قرب قلعة كركوك, تحدث مرة عن رفضهِ القاطع عن التحديد القسري بكل معانيه الجيليه والمناطقية والتقسيمات التي تمثل الهاجس المركزي للناقد,وأصر على انه خارج التصنيف وبأنه يرفض التجييل وما جماعة كركوك التي جير اسمها بها إلا وسيلة من وسائل الإحصاء النقدي وليس الاحتفاء الإبداعي”.( )
ويعتبر القيسي واحداً من رواد هذه الجماعة التي ظهرت في الستينات وتركت أثارها المشهودة في المشهد الثقافي العراقي حيث “أخذت على عاتقها خدمة الأدب والثقافة والفكر الهادف أوائل الستينات من القرن المنصرم والتي كانت تضم شعلة بابا كركر أو باقة يافعة متفتحة من الزهور للحياة وهم يعطرون الأجواء بأنفسهم العطرة أفاق الأدب في الشعر والقصة والفنون الجميلة)).( )
إن جليل القيسي من القلة الذين يكتبون نصوصهم الأدبية ويعينون بنشرها,وهو إلى جانب سعدون العبيدي ومحي الدين زنكه ومعد الجبوري قد شكلوا نخبة فنية وأدبية دعت إلى أغناء العرض المسرحي بنصوص جادة ولغة صافية وموقف أنساني فضلا عن إلى القصص القصيرة التي كتبها جليل القيسي فانه قد كتب أيضاً نصوصاً مسرحية من فصل واحد ماثلت طرزها طرز القصة القصيرة,ولا يختلف عنها إلا في كون القصة القصيرة تعتمد السرد في حين نص المسرحية يعتمد الحوار والجدل.( ) ومن هنا كانت الانطلاقة وعلى صعيدها الفني لهذا الكاتب ذات سياقات أدبية غير مجايلة لأبناء عصره, تمثلت في طرق معالجته للنص الدرامي وفقاً لمرجعيات فنية استمدها الكاتب من تجاربه الشخصية بصورة خاصة ومن تجارب الآخرين بصورة عامة, فكان”مسرح جليل القيسي مسرح استثنائي وذو خصوصية لم تتوفر فيها الفرادة التي تميز بها كاتب مسرحي أخر,فهو يكتب نمطاً من المسرحيات لا يشبه غيره في أجواءها,أفاد كثيراً من عوالم السرد والسمة التي لم ينتبه إليها النقاد أن شخصيات جليل القيسي شخصيات قصصية حاول توظيفها أو نقلها من متون السرد إلى الحاضنة الدرامية وباعتقادي أن جليل القيسي تأثر تأثيراً بالأدب الروسي عموماً وبالذات مسرح جيكوف”.( )
إن البناء الدرامي لمسرحيات القيسي يوضح مدى تأثره بثقافة الأخر,ذلك أن مسرحياته جاءت على مستوى الحدث لتؤكد أهمية الشخصية بالدرجة الأساس فعلى “مستوى بناء الحدث أو عزلة الشخصيات أو وجود الفعل الدرامي السيكولوجي,هناك صراع داخلي بين الشخصيات وبين الشخصية نفسها واغلب شخوصهِ يعاني من إحباط واجترار ذكريات ومن حلم يراودها وهذه خصائص بطل جيكوف”.( )
استمد القيسي شخوص مسرحياته تأثره بشخوص عرفها على المستوى المعرفي والفني على حد سواء وفي هذا الصدد يقول القيسي”ثمة شخصيات لها أشراقة الماس تأتي لترفع جوانب الغسق من مشاعري وعواطفي وأفكاري لتضعني في الشمس,وهنالك شخصيات ترشني بلهيب من شعلتها المقدسة…لقد تألمت لدرجة النزف لجنون نجنسكي ومن وحي وعذابات وجنون هذا المبدع كتبت مسرحيتي (نجنسكي ساعة زواجهِ بالرب) ومن اللهيب البركاني لمعاناة وإبداع فنسنت فان كوخ كتبت مسرحية (الليلة الأخيرة للوركا) ومن الموت البطولي النادر لانستو غيفارا كتبت (غيفارا عاد افتحوا الأبواب).( )
لجأ القيسي إلى مبدأ “الاعتماد على شخصية معينة كمحور أساسي للوحدة وفي هذه الحالة فان الأحداث تتراكم بسبب تمركزها حول تلك الشخصية,ومثل هذا المبدأ يأتي في المسرحيات التي تجسد حياة شخصية تاريخية أو في المسرحيات التي ترينا استجابت الشخصية لسلسلة التجارب”.( )
وهكذا استمر القيسي بعطائه الإنساني والأدبي حتى رحيله عام 2006م,فرحل مثل أبطال قصصه ومسرحياتهِ, رحل جليل القيسي متوجاً بالمباغتة والقلق وتأمل الخراب.
الدراسات السابقه:لم تجد الباحثة أي نوع من انواع الدراسات السابقة عن هذا الموضوع في مجال المسرح .مؤشرات الاطار النظري:
1- قسم فرويد الأبعاد النفسية للشخصية إلى ما هو شعوري وما هو لاشعوري ويعتبر هذان العنصران فرض أساسي في عملية التحليل النفسي
2- تتكون شخصية الإنسان وفقا لفرويد من ثلاث مكونات هي:
ا – ألهو:وهو المحور الأول من الشخصية وهو موروث وغريزي ويقع في اللاشعور ويخضع فقط لمبدأ اللذة ولا يهتم لشئ آخر فالقوانين والقواعد ليست بذات أهمية بالنسبة له.
ب – الأنا:وهو المحور الثاني من الشخصية وهو حلقة الوصل بين ألهو والانا العليا وأشار لها فرويد على أنها الذات التي تقع على عاتقها مهمة التوفيق بين مطالب ألهو وقوانين المجتمع وهو مخصص لتحقيق أهداف ألهو وإيجاد مخارج تتفق والانسجام مع الواقع.
ج – الأنا العليا:وهو المحور الأخير من محاور الشخصية وهو آخر عمليات النمو في أبعاد الشخصية ويمثل الجانب الخلقي والمثالي وهدفه تحقيق الكمال عن طريق الخضوع لمعايير المجتمع.
3- سلوك الإنسان وأبعاده النفسية تتحدد على وفق محصلة الصراع الناجم عن هذه القوى مع بعضها البعض والجنس هو المحرك الأساس لهذا الصراع.
4- المخاضات السياسية والأحداث الثورية التي شهدتها نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين في مختلف أنحاء العالم.
5- التراث وعمليات استلهامه وطرق استثماره خصوصا التراث العراقي والعالمي عموما .
6- الاعتقاد الديني المشبع بالمثالية المسيحية التي اتخذت من الإنسان غاية لها
7- ارتباطه الروحي بمدينته كركوك
8- العزلة وتشظياتها في نفس القيسي
الفصل الثالث/اجراءات البحث
مجتمع البحث:يشتمل مجتمع البحث على سبعة عشر نصاً مسرحياً للكاتب العراقي جليل القيسي وهي:
1- خريف مبكر 1988.
2- فرشات ملونة 1988.
3- وداعاً أيها الشعراء 1988.
4- أنه خادم مطيع 1988.
5- ربيع متأخر 1988.
6- جاءت زهرة الربيع 1988.
7- مرحباً أيتها الطمأنينة.
8- الليلة الأخيرة للوركا في بنيرنار 1991.
9- مدينة مدججة بالسكاكين 1991.
10- انهزامية حزينة 1991.
11- ومضات من خلال موشور الذاكرة 1991.
12- أيها الشاهد جد عنواناً لهذه المسرحية 1975.
13- في انتظار عودة الأبناء الذين لم يعودوا إلى الوطن ثانية 1974.
14- غداً يجب أن ارحل 1975.
15- زفير الصحراء 1980 .
16- هي حرب طروادة أخرى 1972.
17- شفاه حزينة 1978.
عينة البحث:شملت عينة البحث مسرحية واحده (غدا يجب ان ارحل) ولقد تم اختيارها بصوره عشوائية ، لتجانس مجتمع البحث.
منهجية البحث:اعتمدت الباحثة منهج التحليل الوصفي في تحليل العينه.
أداة البحث:اعتمدت الباحثة ما أسفر عنه الإطار النظري من مؤشرات كأداة في تحليل العينه.
تحليل العينه:
مسرحية غداً يجب أن ارحل: تعد هذه المسرحية من المسرحيات ذات الفصل الواحد وتدور أحداثها في منطقة وقوف حافلة المصلحة,حيث تقف امرأة كبيرة السن مرتديه السواد في نهار يوم منخفض الحرارة تنتظر وصول الحافلة التي تقلها إلى مكان إقامتها..وخلال فترة انتظارها تلك تلتقي السيدة بعدد من الشخصيات التي تريد انتظار الحافلة أيضاً. فتدور بين تلك الشخصيات حوارات متعددة اختلفت مواضيعها من شخصية إلى أخرى. فكانت شخصية الصبي وهي الشخصية الأولى من حيث حضورها على مستوى ترتيب الأحداث لتبدأ حوارها والسؤال عن مرور الباص رقم 4؟
الصبي: هل مر الباص رقم4 .
المرأة: من حوالي ربع ساعة.( )
فيضرب الصبي بحذائه الأرض بعصبية بعدها تقول له المرأة كان عليك أن تكون هنا, فيجيبها الصبي بأنه كان بانتظاره ولكن تذكر أن والدته قد كلفته بشراء ثلاث نبوبات. بعدها سألته المرأة بتعجب أين تسكن فيقول لها في منطقة التسعين فتقول له المرأة إلا توجد نبوبات في منطقتكم؟ فيجيبها الصبي بلا توجد ولكن جئت لازور خالي,ثم تبتسم له المرأة بحنان وتسأله هل أنت في المدرسة؟ ليجيبها الصبي بأنه في الصف الخامس الابتدائي. يرحل الصبي بعد أن يتبادل مع المرأة نظرات طويلة وقلقة.
بعدها يظهر رجل عجوز أيضاً يرتجف من البرد عمره حوالي الستين يقف على مبعدة أمتار من المرأة فيسألها هل مر الباص رقم 6,تلتفت إليه المرأة وتتأمله بإمعان ثم تجيبه بأنها لا تعرف,ثم بعد ذلك يدور بينها وبين الرجل حديثاً طويلاً عن البرد وماذا يفعل في عظام الإنسان في مثل أعمارهم, ثم تظهر بعد ذلك شابة جميلة وتقف بجانب المرأة وتسألها..الشابة:هل مر الباص رقم 4؟
المرأة: انه مر منذ مدة.( )
بعدها يدور حديث بين كل من المرأة والرجل والشابة حول موضوع البرد بعدها يظهر شابه ليصحب الشابة معه ويذهبان, فيبقى الرجل العجوز والمرأة لوحدهما, يدور بينما حديث عن ابن الرجل وكيف يعاني من البرد وهو يعيش في بلد أخر (الاتحاد السوفيتي),فتسأله المرأة عن عمر ابنه فيجيبها انه في الثلاثين من عمره وانه يهيئ للدكتوراه… فيستمر الحديث بينها عن الابن وعن معاناته من البرد ويذكر بعض حواراته التي يحفظها عن ظهر قلب من رسالته…تسأله المرأة عن والدته فيخبرها بأنه قد طلقها وكان عمر ابنه عشرة أشهر وانه بعد ذلك هجر مدينة كركوك مع أخته الوحيدة ورحل إلى بغداد وبقي فيها إلى مدة 30 سنة فيدور بينهما سجال أخر حول أسباب رجوع الآن ليقول لها بأنه قد رجع منذ شهر أو أكثر ليكمل إجراءات معاملة بيع الأرض الخاصة به.
ثم تسأله هل تكتب إلى ابنك فيجيبها الرجل..انه يكتب له باستمرار فتطلب منه المرأة أن يكتب له دوماً وان يخبره أن الغربة موجعة وان يحسسه دائما بالسعادة فيجيبها الرجل أن لديه ما يملاه بالسعادة- دروسه- صديقته. وأخيراً يحاول الرجل الرحيل فيستأذن ويقول لها لا تنتظري الباص انه لن يأتي وإذا كنت تأملين أن يخفف هذا البرد فبالعكس سيصبح أكثر وحشية ثم يرحل. لتبقى المرأة وحيدة في منطقة الانتظار تلك…تبكي…وبصوت مخنوق تقول:المرأة:ألهي وأخيراً أتحت لي بعد هذه المدة الطويلة أن أرى زوجي…دعني أحبه مثلما احبك حتى لحظاتي الأخيرة.( )
إن ترتيب الأحداث الذي جاءت به المسرحية على مستوى الحبكة الدرامية هو ترتيب أرسطي ذو بداية ووسط ونهاية, اتخذ فيها القيسي من فكرة الانتظار وارتباطها بمفهوم الزمن إطاراً عاماً لتشكيل لوحته المسرحية التي طرح من خلالها أفكاراً تتعدي ما يمكن فهمه من القراءة الأولى للنص وذلك لعدم وجود رابط مشترك يربط شخوصها الخمسة سوى فعل الانتظار…
ذلك الفعل أراده القيسي أن يكون عنصراً من عناصر التشويق حتى نهاية الأحداث التي كشفت عن الحقيقة تلك العلاقة التي ترتبط شخوص المسرحية.
فالمرأة وفي أخر حوار لها تكتشف عن حقيقة صلتها بالرجل:
المرأة: وأخيراً أتحت لي بعد هذه المدة الطويلة أن أرى زوجي.( )
تلك العلاقة التي كشفت كل خيوط اللعبة المسرحية لتوضح وبشكل أكثر دقة أبعاداً نفسية محركة لتلك الشخوص ما هي إلا انعكاساً لا شعورياً لما يختلج في نفس المرأة.
فالصبي يمثل الحاجة الفعلية لحنان الأم بعد أن فقدت ولدها وقد أوضح القيسي طبيعة تلك العلاقة من خلال:
المرأة: هل جئت من التسعين إلى المدينة لشراء نبوبات؟ في هذا البرد؟
الصبي: لا جئت لازور خالي.
المرأة: تبتسم له بحنان- شاطر:هل تذهب إلى المدرسة؟
الصبي: أنا في الصف الخامس الابتدائي.
المرأة: تتأمله بحنان اكبر… اسمع أن أمك يجب أن لا تسمح لك بالنزول إلى المدينة لأشياء بسيطة.
الصبي: أنها لا توافق على نزولي أبداً.. أني أحب خالي.. أحب أن أزوره.( )
من خلال هذه الحوارات بين المرأة والصبي يلاحظ مدى اهتمامها بالصبي كما لو كان ابنها.. فهي تتعجب عندما تعلم بأنه جاء من منطقة بعيدة في هذا البرد القارص وكيف أن أمه قد أرسلته دون أي اهتمام لجلب أشياء بسيطة, وعندما تعلم بأنه قد جاء دون علم أمه تقترح عليه أن يأخذ سيارة ويذهب لان البرد شديد وفي النهاية تتنهد المرأة حسرة لتعبر عن شي بداخلها ينم عن إحساس بالألم والحزن الشديد نتيجة لفقدان ابنها.
تلك الحوارات تبين ماهية الصراع بين ألهو والانا داخل الشخصية الإنسانية كما أشار لها فرويد ف(الأنا) المرأة هنا يحاول التوفيق بين غريزة الأمومة (ألهو) وواقع الشخصية (الأنا).
يأتي الرجل… لتنتقل أحداث المسرحية صوب صراع جديد إرادة له القيسي أن يكون صراعاً موجهاً من قبل الشخصية الرئيسية (المرأة) فوجودها بهذا التوقيت والمكان لم يكن أمراً من محض الصدفة.
المرأة: من حوالي شهر وأنا أراك تقف هنا في الانتظار الباص.( )
وهذا دليل على مراقبتها له وعلمها بمجيئه في هذا الوقت,وهنا يمكن القول أن السلوك الصادر عن المرأة ودور العمليات الذهنية القائم على أساس الملاحظة في تشكيل البعد النفسي لها,ذلك البعد الذي يكشف عن حقيقة ما تتمناه…فالملاطفة ومحاولة دعوته للحفاظ على صحته من البرد كانت حاضرة
المرأة: تلاطفه..حقاً يحار الواحد في فصول بلدنا.( )
وفي حوار أخر وبعد أن تتأمله بإمعان:المرأة:كان يجب أن تتدثر بشكل جيد..عظام الإنسان في مثل أعمارنا تكون هشة فارغة..يجب أن ترتدي معطفاً.( )
ويستمر الحديث حتى تأتي شابة في مقتبل العمر لتنظم إلى المرأة والرجل وليتحدثا عن نفس الموضوع, وبعد فترة يظهر شاب ويأخذ الفتاة الشابة التي كانت بانتظاره.إن هذا الدخول لشخصيتي الشاب والشابة ضمن سياق حديث الرئيس جعل من عنصر التشويق حاضراً لدى ذهن المتلقي حفاظاً عليه من الرتابة…وفي نفس الوقت كان لحضورهما مغزى أدبي أراد منه القيسي أن يكون عاملاً أساس في صياغة المقارنة بين ما يدور من أحداث لشخصيتي الرجل والمرأة والشاب والشابة ومن ناحية أخرى يمكن الإشارة إلى مفهوم الأنا العليا واشتغاله عند شخصية المرأة ذلك أنها كانت بانتظار الوصول إلى حالة من المثالية وهي أن يأخذ الرجل بيدها ويرحلان معاً كما رحل الشاب مع الفتاة.
الشاب:آه..جداً أسف يا عزيزتي..إن هذا البرد يعمي الواحد من الغضب (يمسك يدها) سعيد لأنني وجدتك ..أعتذر.( )
كما أن هذا الحوار يدل عل الإنسان في بعض الأحيان تكون الحقيقة أمامه ولكن لا يشعر بها.. وهذا ما حصل مع الرجل وزوجته حيث كانت بجانبه ولكنه لم يراها على الرغم حبه لها.
يستمر الحوار كاشفاً عن مكونات النفس البشرية وإبعادها النفسية لشخصية المرأة والرجل على حد سواء إذ سواء إذ تحالوا المرأة أن تكمل حوارها مع الرجل فتبدأ سؤاله من جديد ولكن هذه المرة عن ابنه…المرأة:كم عمر ابنك؟
الرجل: في الثلاثين..انه يهيئ للدكتوراه.( )
بعد ذلك توجه له سؤالاً عن والدة ابنه في محاولة منها لمعرفة ما يجول في قلبه تجاهها.
المرأة: إلا يكتب لوالدته؟
الرجل: طلقت والدته وهو في الشهر العاشر من عمره.
المرأة: لماذا ؟
الرجل: لا اعرف.. طيش.. نزوة..هكذا كأي أحمق دونما سبب (وقفة) نزواتي كأبن وحيد مدلل كانت كثيرة في حينها… حاولت إرجاعها,فشلت…أهلها رفضوا مواجهتي وأقسمت إلا أراها,أو ادعها ترى ابنها..وهجرت هذه المدينة مع أختي الوحيدة إلى بغداد.
المرأة: وهل لأبنك نفس نزواتك؟
الرجل: أبداً أبداً..هو هادئ, رزين,دؤوب,وديع مثل الأرنب,متفوق في دراسته باستمرار,(يتنهد) له الكثير من خصال والدته..إيه…والدته فعلاً كانت امرأة رائعة…لم أكن أهلاً لتلك الإنسانة أبداً أبداً..إنا من الناس الذين لم يخلقوا للزواج.
المرأة: لم لم تحاول أن تراها طول هذه المدة؟
الرجل:عناد سخيف,تعال حقير,حماقة,إيه..فكرت أن امنحها حياة أخرى مع إنسان أحسن مني بكثير.. (يلقي نظره إلى السماء) المطر..المطر وحده فقط بوسعه أن يذيب هذا البرد الثلجي الذي يلفنا.( )
إن المتتبع لتلك الحوارات يرى وبصورة جلية أن الأمل في إعادة صياغة الحياة بشكل يتناسب مع ما يتمناه المرء في وقته الحاضر أصبح شيئاً مكبوتاً في اللا شعور لم تأت الفرصة لقواه إلا في تلك اللحظات التي جمعتهم سوية.. لتنتقل تلك الأفكار بعد ذلك إلى مرحلة الشعور حيث يمكن تحقيق بعضاً منها,فالرجل يكمل حديثه عن المطر في إشارة منه إلى أن المطر وهو القاسم المشترك بينه وبين ابنه يمكن له أن يذيب برودة الثلج الذي يلفه والمرأة. أي أن ابنه هو الذي يستطيع أن يعيد أواصر هذه العلاقة المبتورة من سنين.
بعدها يستمر الحوار عن الابن:
المرأة: متى ستكتب له
الرجل: حال رجوعي
المرأة: اكتب له دوماً،وبسرعة..الغربة موجعة.. دعه يحس بالسعادة دائما. للمناسبة اهو وحيدك؟( ) هنا هذا الحوار تعبر المرأة عما بداخلها من صراع نفسي في داخلها مع الغريزة التي تملكها الأم. وهو صراع بين الأنا وألهو يحدد سلوك الشخص وأبعاده النفسية.
بعد ذلك تطلب من الرجل أن يكتب له أشياء جميلة عن مدينه.
المرأة:اكتب له أشياء جميلة عن مدينتك..اخبره أنها كما كانت هادئة رزنة كعهدها وفية لم تفسد.( )وفي هذا الحوار تقصد المرأة بكلمة المدينة أي نفسها.. فهي كما كانت هادئة رزنة وفية وباقية إلا أن الرجل يغادرها دون اكترث لتعيد الأيام نفسها ويودعها قائلا:
الرجل: لا تنتظري الباص انه لن يأتي( ) أي لا تنتظري الأمل..لتنتهي المسرحية ويسدل ستار إحداثها.
الفصل الرابع
النتائج:
مسرحية غداً يجب ان ارحل :
1. ان السلوك الظاهر لشخصية المراه ناتج عن صراع الانا مع الهو.
2. سيطر الأنا في معظم أحداث المسرحية كبعد نفسي واضح بينما كان ألهو هو المحرك الأساس لتفعيل الصراع.
3. الجنس هو الدافع الأساس في تشكيل البعد النفسي فالشوق إلى الزوج والحنين إلى الابن هما الأساس في هذا الفعل.
4. الصراع بين الأنا وألهو من ناحية والمنظومة الزمنية المقترنة بأحداث المسرحية شكلت مجموعة من السمات النفسية لدى شخصيات النص مثل العصبية والحنان والتوتر والحب.
الاستنتاجات:
1. اقترب القيسي من طروحات فرويد في تشكيل الأبعاد النفسية لشخوص مسرحيته  فتمثلت تلك الأبعاد بألهو والأنا والأنا العليا والجنس .
2. طريقة معالجة القيسي لموضوعاته المسرحية تسجل انحيازا واضحا الى الجانب النفسي الذي يؤكد على ضرورة تفعيل الابعاد الثلاث للشخوص
3. اتخذ القيسي من التضاد النفسي للذات محورا اساس في تفعيل الصراع الرئيسي
التوصيات:
1. ضرورة الاهتمام بالمنجز المسرحي على صعيد النص في العراق.
2. الاهتمام بكتاب المسرح العراقي على الصعيد الأكاديمي.
المقترحات:
1. إقامة ورشات عمل مشتركة بين الأكاديميين المسرحيين والمهتمين بالفن المسرحي من ناحية والمتخصصين في مجال علم النفس عامة وعلم النفس الشخصية خاصة من ناحية أخرى.للوقوف على أهم المشتركات الفنية والنفسية بين الاختصاصين.
2. دراسة النصوص المسرحية وفقاً لمفهوم علم النفس.
 
المصادر والمراجع :

ابن منظور،لسان العرب المحيط ،(بيروت :دار العلم للملايين ،ب ت)
أرسطو طاليس:فن الشعر،تر: إبراهيم حمادة, القاهرة، 1977.
الجاف،حميد:التبر المسبوك في تراجم أدباء كركوك,ملتقى الزمن للثقافة والفنون, 2008.
الداهري،صالح حسن:سايكولوجية الابداع والشخصية،ط 1،(،دار صفاء للنشر والتوزيع،. عمان ، 2008) .
اسود،نوازد احمد:المدينة في قصص جليل القيسي (قراءة سايكوسيسولجية),رسالة ماجستير مقدمة إلى مجلس كلية اللغات في جامعة السليمانية, 2008.
اسود،نوزاد احمد:حوار خاص مع القاص جليل القيسي,مجلة سردم العربي,دار سردم للطباعة والنشر,السنة الثانية العدد 6, 2004.
العاني،نزار محمد سعيد:.أضواء على الشخصية الإنسانية,ط1,( دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1989).
القيسي،جليل:مسرحيات جليل القيسي, دار الحرية للطباعة, بغداد, العراق, 1979
بم،ب،الن:نظريات الشخصية– الارتقاء– النمو– التنوع،ت..علاء الدين كفافي واخرون،ط1،( دار الفكر ناشرون وموزعون،الاردن ، 2010 ) .
بن ذريل‘عدنان:الشخصية والصراع المأساوي،(، مطابع أ ب / الأديب ، دمشق ، 1973 )،
حنون،جبار:التطابق والتماثل بين الفنون،(بغداد:جريدة الاديب للصحافة والنشر ،العدد3، 31/12/2003
خلف،احمد:ارنجا ابن جليل القيسي, جريدة المدى, العد731, السبت 29/تموز/ 2006 .
دافيدوف،لندال:مدخل علم النفس،ط4،ت:سيد الطواب وآخرون،دار ماكجروهيل للنشر،(الدار الدولية للنشر والتوزيع 1980).
داود،عزيز حنا:ناظم هاشم ألعبيدي ،علم نفس الشخصية،( مطبعة التعليم العالي ،1990) .
زنكبادي ،جلال: جليل القيسي في ذمة الخلود,جريدة الصوت الأخر, العدد(108), 9/8/2006.
عباس،علي مزاحم:كيف تعامل النقاد مع مسرحيتي جليل القيسي,مجلة السينما والمسرح,العدد 11,أيلول, 1974 .
عبد الحميد،سامي:أضواء على حياة المسرحية في العراق, ط1,(سوريا: دار المدى الثقافة والنشر,2010).
عبد الحميد،سامي:تقويم أولى للملامح الدرامية في مسرحيات جليل القيسي,المجلة القطرية للفنون,العدد الأول,2001.
علي،محمد درويش:بمناسبة رحيل القاص جليل القيسي اتحاد الأدباء يستذكر إبداعهِ القصصي والمسرحي, جريدة المدى, العدد 754, الاثنين 28/آب/2006.
كريماني،تحسين:قراءة في قصة أحماض الخوف لجليل القيسي,جريدة البينة الجديدة, العد(670),الخميس 25/أيلول 2008.
لطيف،عباس:رحل جليل القيسي متوجاً بالمباغتة والقلق,جريدة المدى,العدد731, السبت 29/تموز/2006.
مجيد،سوسن شاكر:اضطرابات الشخصية أنماطها قياسها،ط1،(، دار الصفاء للنشر والتوزيع،عمان، 2008).
مبارك،محمد:حزني كبير بفقدان هذه الموهبة- جليل القيسي,جريدة المدى,العدد731,السبت 29/ تموز/ 2006 .
مسلم،رعد مطشر: جليل القيسي- الصمت يحتاج موهبة كبيرة, مجلة الأقلام, العدد2, 1999.
نجاتي،محمد عثمان,الأنا وألهو ،ط5،(دار الشروق،1988)
نعيم،عواطف:تعددية الرؤية الإخراجية للتراث الدرامي في العرض المسرحي,(أطروحة دكتوراه غير منشورة قدمت إلى مجلس كلية الفنون الجميلة- جامعة بغداد) .
هول،كالغن.س.:مبادئ علم النفس الفرو يدي ،ط3،(،مكتبة دار المتنبي،بغداد ، 1988) .
يحيى،حسب الله:قراءة في مسرحيات جليل القيسي,مجلة الأدب المعاصر, العدد43, كانون الثاني, 1999.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *