ندوة بعنوان “قراءات في مهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته 15”

أكد منتدون في ندوة بعنوان “قراءات في مهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته 15″، عقدتها لجنة الدراما والمسرح برابطة الكتاب الأردنيين بمقر الرابطة مساء الأحد 4/9/2016، أهمية تحديد مفاهيم مهرجانات المسرح الأردني ومسمياتها وتوفير أدوات وعناصر أبرزها “الدراماتورغ” للنهوض بها.وفي مستهل الندوة قال المخرج الدكتور فراس الريموني، إن مهرجان الشباب هو مساحة حقيقية لتجليات الشباب وإبداعاتهم في المسرح لتقديم رؤاهم المعاصرة التي تلامس جمهورهم.وبين الريموني أن أهمية مسرح الشباب تأتي بهدف خلق جيل جديد قادر على صياغة المشهد السياسي والاجتماعي والإبداعي، مما يؤسس لضمان استمرارية الاحترافية للمسرح.وقال مدير مديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة المخرج محمد الضمور: إن مهرجان عمون لمسرح الشباب هو نتاج تأسيس مهرجان مسرح الشباب عام 1992 حين أطلق فكرته الفنانان الراحلان محمد القباني وبشير الهواري على أثر محدودية عدد المخرجين الذين تنطبق عليهم شروط مهرجان المحترفين، وتولت رابطة الفنانين الأردنيين آنذاك الإشراف عليه.وقال: لو قمنا بإجراء دراسة للمخرجين الأردنيين المحترفين في الساحة المحلية حاليا لوجدنا أن معظمهم نتاج مهرجان مسرح الشباب في انطلاقته الأولى، منوها إلى أن هذه الطاقات الإبداعية في التمثيل والإخراج التي كانت من مخرجات مهرجان مسرح الشباب آنذاك وامتدت إلى خارج الأردن.وأشار أن هذا المهرجان تعثر قليلا في سنوات سابقة وكانت رابطة الفنانين آنذاك تتولى تنظيمه والإشراف عليه، مبينا أن البداية كانت متواضعة لاسيما في موضوع التمويل والدعم المالي للعرض المسرحي الذي كان يبلغ حوالي 200 دينار.وتابع الضمور أنه رغم ذلك كان هناك إبداعات مشهودا لها، مشيرا إلى أن المهرجان تعثر فيما بعد وتوقف مرتين ما دفع وزارة الثقافة أن تتولى تنظيمه والإشراف عليه معتبرة أنه مهرجان أساسي، ولولا تعثره وتوقفه لربما بلغ المهرجان الدورة 25 عوضا عن الدورة 15 التي اختتمت أخيرا.وقال: ليس هناك تعليمات خاصة للمهرجان، إنما هناك تعليمات عامة للوزارة وهي تشمل كل المهرجانات باستثناء الشروط والمواد الخاصة بنقابة الفنانين الأردنيين، مشيرا إلى أن ما تبقى يتعلق بمهام اللجان، وعدد أعضائها، وأحكام عامة.ولفت إلى أن هناك مادة تتعلق بشروط وتعليمات مختلف مهرجانات الوزارة تفيد بأنه “ويستثنى من هذه الشروط مهرجان الهواة والشباب” بحيث يستثنى أن يكون لدى العرض المسرحي في مهرجان الشباب عدد معين من المحترفين.وقدم نائب عميد كلية الفنون في جامعة اليرموك الدكتور مخلد الزيودي قرآءة بعنوان “مسرح الشباب بين الواقع والمتخيل” قال فيها: إن وزارة الثقافة هي الممول الأول والأخير للمسرح، وتتولى توفير البنية التحتية للعروض المسرحية ومختلف التسهيلات التي تحتاجها من خلال إشراف مباشر من مديرية الفنون والمسرح في الوزارة، واللجان الفنية التي تشكل بموجب الأنظمة والقوانين التي تقوم بترشيح النص والمخرج المشارك في الدورة، لافتا إلى أن هناك غيابا واضحا لتواجد رابطة الكتاب الأردنيين في لجان مهرجانات المسرح خصوصا فيما يتعلق بالنصوص المسرحية أو النقد أو غيره.واستعرض الزيودي نماذج لتجارب مخرجين شباب شاركوا في الدورة 15 لمهرجان عمون لمسرح الشباب وهم: سهاد الزعبي في مسرحية “كان وما يزال” عن نص الأديب هاشم غرايبة، والمعتمد المناصير في مسرحية “ذاكرة جسد” عن رواية أحلام مستغانمي، وعماد نايف في مسرحية “ست شخصيات تبحث عن مؤلف” عن نص لويجي براندللو.وأشار أن مسرحية “كان وما يزال” مثلت النص الوحيد لكاتب أردني في هذه الدورة من أصل أربعة نصوص وهي: التجربة الأولى للمخرجة الزعبي بعد تخرجها من جامعة اليرموك.وتساءل الزيودي إلى أي مدى ارتبط مضمون النص والعرض بقضايا الشباب الراهنة، مشيرا إلى ما يطرحه المخرج و”الدراماتورغ” الألماني فرانك رادتس من أن مهمة “الدراما تورغ” تقديم إضاءات واقتراحات تضيف للعمل الكثير.وتساءل حول مسرحية “ذاكرة جسد” إلى أي مدى تقاطعت أحداث وشخوص المؤلفة مع المخرج الشاب من خلال الآثار الاجتماعية للحروب ليتم نقلها إلى المسرح من خلال عملية إعداد حافظ فيها على مسميات بيئة الرواية لدرجة اعتماد غلاف الرواية نفسه في الترويج والإعلان عن العرض المسرحي.

وحول مسرحية “ست شخصيات تبحث عن مؤلف” التي اعتمدت شكل “المسرح داخل المسرح” أشار الزيودي أن المخرج الذي تعامل مع نص براندللو بوصفه نصا واقعيا لم يفصل بين ثنائية الوهم التي أرادها المؤلف وواقعية وجود فرقة مسرحية تبحث مع مخرجها عن فكرة لتقديمها على المسرح.

وقال: إن الرؤية الإخراجية رؤية فلسفية عميقة تعتمد فكر المخرج وأسئلة الوجود ومعنى الحياة وتقاطع الموضوع مع ذات المخرج الإنسانية، متسائلا عن علاقات المخرجين الشباب بالوسط الإبداعي الأردني المتمثل بالقاص والشاعر والتشكيلي والموسيقي.

وبدوره تساءل عضو اللجنة المخرج والناقد الدكتور علي الشوابكة في ورقته بعنوان “اختيار النصوص وأثرها في نجاح العرض المسرحي” عن الخبرة العملية لدى المخرجين الشباب في اختيار نصوص عالمية؟ ومن المسؤول عن قلة حضور النص الأردني والعربي؟ وما ضرورة اعتماد “الدراما تورغ” في مسرح الشباب؟.

وقال: إن فن المسرحية هو أكثر الفنون الأدبية حاجة إلى نضج الموهبة وسعة التجربة والقدرة على التركيز والإحاطة بمشاكل الحياة والإنسان، مبينا الفرق بين مصطلحي النص الدرامي والنص المسرحي المعروض.

ولفت أنه عند مشاهدة عروض مسرح عمون للشباب في دورته الـ15 وجد أن النصوص المختارة من قبلهم وبموافقة اللجنة المختصة من وزارة الثقافة كشفت عن خبرة لدى المخرجين الشباب غير منسجمة مع حجم هذه النصوص مما أحدث هوة بين النصوص والعروض قد يكون ردمها مستقبلا باستحداث شروط جديدة لاختيار النصوص المسرحية المشاركة.

ودعا اللجان المختصة في مهرجان عمون لمسرح الشباب إلى تحقيق التوازن في اختيار النصوص المسرحية من خلال قراءة النصوص والاطلاع على خبرات المخرجين الشباب علاوة على ضرورة إلزام المخرجين الشباب بالاستعانة بالدراما تورغ لسد كثير من الخلل.

وكان آخر المتحدثين المخرج والناقد عماد الشاعر الذي طرح في ورقته بعنوان “ظاهرة مسرح الشباب” إشكالية المفهوم الرسمي لمسرح الشباب بوصفه مرحلة عمرية أم حقائق حرفية ومعرفية، مستعرضا آليات إنتاج مسرح الشباب.

ولفت أن هناك مستويين من العرض، الأول يتعلق بمستوى عرض النقد المسرحي، واللآخر الحديث عن الأسباب المباشرة أو غير المباشرة بمرور هذه العروض بأكثر من مستوى وهو ما سيدخلنا إلى منطقة مدير المهرجان محمد الضمور فيما يتعلق بإدارة مسرح الشباب.

ولفت أن المسرح هزم عالميا أمام وسائل “الميديا” المتعددة رغم ما يحتويه من عناصر فكرية وجمالية وإبداعية، مبينا أن المسرح من حيث المبدأ يعاني أزمة وجود على مستوى العالم، ولربما الأردن من الدول التي يعاني فيها المسرح كثيرا، مشيرا أن السينما اصبحت حاضرة كفكرة وفن وصناعة.

وبين أن مفردة “الصناعة” غريبة عن المسرح وهي تعني هنا الإدارة الفنية، وتساءل ما هو مفهوم مسرح الشباب، هل المقصود الفئة العمرية، أم الشباب الطليعة، الشباب الراهن المنسجم مع الملّح والضروري وهو ما يجب أن يحدد من قبل الجهات الفنية التي تدير هذا الشأن ومنها التمويل وغيره من أمور لوجيستية وفنية.

وقال “لو اعتمدنا المفهوم الأول أي الفئة العمرية فهل يتطلب ذلك معايير تحكيم احترافية؟ وهل الميزانيات التي تعطى لهم تؤهلهم لتقديم عرض احترافي، وهل الفئة المستهدفة من هذا النوع في المسرح من “المتذوقين”؟ أم هل هو المفهوم الثاني أي الشباب الطليعي الراهن، وهنا يأتي شخص مسن، ويقدم مسرحا ذي طابع طليعي ثوري شبابي”، مؤكدا أهمية تحديد مفهوم مسرح الشباب لكي نحدد مسرح المحترفين بعد ذلك.

——————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – بترا

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *