«نحلم»… آمال الأوهام تتحقق في الأحلام قدمتها فرقة «العربي» ضمن فعاليات «الكويت المسرحي»

من هذا المنطلق بدأ مؤلف ومخرج مسرحية «نحلم» يوسف الحشاش الحكاية، ولم يكن بعيداً عن المعاناة العربية ووضع يديه على أبرز القضايا المتمثلة في اللاجئين الذين تشتتوا في بقاع الأرض، والذين يجمعهم لقب واحد «لاجئ عربي»، ليؤكد الحشاش على دور الفن في ترجمة الكوارث الإنسانية وطرحها مسرحياً بإسقاطات جريئة كشفت عن وعي الفنان الكويتي بما يدور حوله.
 
جاءت هذه الرؤية في عرض «نحلم» لفرقة المسرح العربي ضمن المنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي 17، وهي من تأليف وإخراج الحشاش ومن بطولة الدكتور فهد العبدالمحسن، أسامة المزيعل، عبير يحيى، هبة العيدان، منال الجار الله، نورا محمد، علي الششتري، علي الشقيح، محمد الشطي وهاني الهزاع. أما تصميم الديكور والأزياء فلعبدالله عبدالعزيز والخدع والمؤثرات البصرية لعبدالعزيز بوصخر وتصميم وتنفيذ الإضاءة لأيمن عبدالسلام.
 
في عرض «نحلم»، شهدنا فكرة مكتملة ناضجة، وإن شابها بعض تعدد النهايات، لا سيما في مشهد الحرب. ولو أسدل الحشاش الستار عند هذا الحد، لما ترك ثغرة تنتقد، ولكنها الفكرة التي أرادها أن تصل كاملة من خلال استعراض جميع قصص ومعاناة كل واحد من اللاجئين كيف كان وماذا اصبح ما اسقطه في فخ الملل فتباطأ الإيقاع بمرور الوقت.
 
السينوغرافيا واتساقها كانت متوافقة مع فكرة العمل بغض النظر عن بعض التقنيات التي لم تخدم الحشاش، لا سيما الدائرة التي شيد الديكور بالكامل من أجلها، إذ لجأ إلى رفع خشبة المسرح لأكثر من 40 سنتيمتراً ليضمن تركيب دائرة خشبية تلف من مشهد إلى آخر، وكأن عطلاً أصابها، فتابعنا كيف حاول بعض الممثلين تحريكها يدوياً ومن ثم تغاضى آخرون عن ذلك واستعاضوا بقدراتهم كممثلين. أيضاً، كان لبساطة القطع المتناثرة على المسرح والتي وظفت درامياً في سياقها السليم دور مهم، إذ أفسحت المجال لحركة فريق العمل الضخم بأريحية.
 
ندوة تطبيقية
 
وأعقب العرض ندوة تطبيقية أدارها الفنان طالب البلوشي، بحضور المؤلف والمخرج يوسف الحشاش، وعقب على العمل خلالها الأكاديمي السعودي الدكتور سامي الجمعان، وأجمع خلالها الحضور على ثراء التجربة وأهمية الموضوع. ورأى الدكتور سامي الجمعان أن عنوان «نحلم» جميل وحالم وطموح باعتبار أن الحلم مشروع لكل انسان، موضحاً أن الفكرة تنطوي على بعد إنساني يتناول قضية اللاجئين الذين بدأوا يملأون الأرض، ومتسائلا عما إذا كان يوسف الحشاش استطاع أن يوفق ككاتب ومخرج.
 
وأشاد الجمعان بالموسيقى والمؤثرات التي وصفها بأنها كانت أنيقة وجميلة ومعبرة، ونوه إلى اجتهاد الممثلين على قدر إمكاناتهم، منتقداً هزلية بعض المشاهد والخطابية والأداء الميلودرامي في بعض الأحيان الذي نتج عنه تشنجات، مشيرا إلى أن إيقاع العمل كان جميلا في النصف الأول ولكنه اختل في النصف الثاني من العرض، موصياً صناع المسرح الشباب بعرض المخرج الكاتب نصه على مؤلف مختص في صياغة الحوارات، والممثلين بالابتعاد عن التقليدية في التمثيل.
 
وفيما أشاد الناقد محمد عبد الرسول بمخرجات فرقة المسرح العربي، منتقدا تعدد النهايات في المسرحية، أشاد الدكتور خالد الشطي بنجومية الفنان فهد العبد المحسن وقدرة يوسف الحشاش الذي استطاع أن يقدم عملا راقيا، ورأت نقيب الفنانين اللبنانيين شادية زيتون أن مصمم الديكور نجح في المزج بين فكرة النص والعرض، وتوجهت الفنانة عبير عيسى بالتحية إلى تلمس الشباب مشكلات واقعنا العربي، وتمنى رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي المخرج أحمد فؤاد الشطي أن تكون الدورة الـ 18 من مهرجان الكويت المسرحي على مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي، مثمناً تفاني وإخلاص المخرج يوسف الحشاش وإصراره على الحضور رغم رحيل والدة زوجته قبل ساعات من العرض.
 
وفي ختام الندوة،توجه الكاتب والمخرج يوسف الحشاش بالشكر على جميع التعقيبات، وقال: «لدي مقياس للفن هو الاتقان، ولا أعترف بأي قواعد لأني أعتبر ذلك من المدارس القديمة»، معتبرا أن لدى كل إنسان وجهة نظر تجاه أي قضية في الحياة، وقد تتباين وجهات النظر، مشدداً على أنه سوف يستمر في الجمع بين التأليف والاخراج، متسائلاً: «عمري 32 عاما وما المانع أن أصل إلى الـ50 وفي جعبتي الكثير من الأعمال التي كتبتها وأخرجتها».
———————————————————————————–
المصدر :  مجلة الفنون المسرحية – صالح الدويخ – الراي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *