مونولوغ «طين» لحبيب العدواني: فعل فنّي متمرّد خٌلق من العدم …

المسرح حياة، المسرح فعل وممارسة وتمرد على الموجود ومحاولة للتغيير

وبناء مشهد ثقافي مغاير ينطلق من الراهن ويسعى فيه الممثل المبدع الى التغيير وتشكيل عالم اخر، المسرح نقد للانا والآخر و تسليط للضوء على مشاكل المجتمع ومعاناة المجموعة.

في مدنين وتحديدا في فضاء المسرح الصغير لكريم الخرشوفي اجتمعوا ليحاولوا تغيير المشهد الموجود، من العدم انطلقت احلامهم وتشكلت لتقدم لجمهور مدنين مجموعة من الورشات في المسرح وفن الممثل موجهة اساسا الى الأطفال بالإضافة الى عروض وتظاهرات ولدت من عطش ثقافي وجوع الى الابداع تعانيه تلك المنطقة.
فضاء الحوش الصغير جمع احلام عدد من محبّي المسرح، اتحدت الافكار والرؤى ليعملوا إنجاح التظاهرات وانجاز اعمال مسرحية ناقدة ومن بينها مونولوج «طين» للحبيب عدواني اداء اشرف مسعودي.

وعن طين يقول مخرج العمل حبيب عدواني خريج المعهد العالي للفن المسرحي وابن مدنين « هو عبارة عن معاناة جسد في تمفصلات الواقع، مواجهة الإنسان فينا لراهن السؤال اليومي المعاش لماذا كل هذا؟ أو إلى متى؟ أو إلى أين سينتهي بنا كل هذا؟ الطين هو أجسادنا التي تشققت، تقشرت، تبعثرت ويبست جراء المعطيات المناخية»..
ويضيف محدثنا «بناء على رسائل انطونان ارتو داخل المستشفى أردنا ان نتحسس روح مسرحه في المونولوغ و رسائله التي تصر وتؤكد على أن المسرح لم يكن يوما محاكاة وبناء على هذا التوجه اشتغلنا على مقاربة المسرح مع قرينه أي الحياة ولامسنا السحري والعجيب دون أن نعود إلى معطيات البنية الكلاسيكية للحكاية بداية ووسط ونهاية و حدث قادح فكل انفعال يقع على مادة الطين أي نحن هو فعل قادح يحرك فينا السؤال والتساؤل.

مونولوج «طين» للحبيب العدواني هو حلقة في سلسلة الابداع التي ولدت في الجهات، حلقة من النقد والمشاكسة والتمسك في حق ابناء الداخل في المسرح والفنون، ابتعدوا عن ثقافة الفلكلور والبهرج وتوجهوا الى المسرح الناقد لمواجهة ضيم فني وسياسة المركزية التي تعيشها البلاد، في الجهات يريدون خلق مشهد فني مقاوم، ينطلقون من واقعهم ليشكلوا احلامهم في اعمال فنية متمردة فيصنعون من اللاشيء عملا فنيا مقاوما.

http://ar.lemaghreb.tn/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *