مونودراما سأموت في المنفى.. حياة اسلوبية متقنة الفن / د.جبار خماط

المصدر : محمد سامي موقع الخشبة

مونودراما سأموت في المنفى ، حياة اسلوبية متقنة الفن ، لها نسيج موضوعي يعيش في الوجدان العربي ، أثث لها المؤلف والمخرج والممثل غنام غنانم ، بحروفيات لها وجوه كلمات تغوص في الذاكرة ، تستخرج منها الألم والنجاح على حد سواء ، كوفية وكرسي وممثل ، يؤسس معها حالات وخبرات، يتفاعل معها الجمهور ، الذي ينتقل من مجال سينوغرافي الى آخر ، ينتظره الجمهور ، وكأنه يمثله في حياته العامة ، وهنا يتحول الممثل الى قائد رأي، قابل للاتصال وانتاج رسائل بصرية وسمعيةوحركية ، نجح في صياغتها باتقان . يتحرك العرض المسرحي ، على نغمتين زمنيتين ، نغمة تسكن الماضي، وثانيهما تبني حاضراً ، تشترط من المتلقي الانتباه ، للجسر الايقاعي الرابط بين الزمنين ، وهو يتطلب مرونة في الاداء التمثيلي ، الذي يغادر التعقيد والتكلف ، ويميل الى صناعة اللحظة اليسيرة التي تسمح للمتلقي التفاعل معها ، فكرا وشعوراً ، مما يتطلب حضورا فاعلا للاتي :
1-بناء الصوت ايقاعيا
2-الابتعاد عن الافراط الحركي
3-انتاج التاريخ بالجسد وعلاماته المعروفة لدى المتلقي
هذه العناصر ، تمكن المخرج والممثل من استثمارها مسرحياً، يدفعه هدف فني، يتمثل بالجمهور ، بوصفه شريكا مراقبا ، لصناعة وحدات العرض المسرحي ، في حميمية ، تكاد تكون غائبة ، أو مترددة الحضور في كثير من العروض المسرحية . غنام غنام مبدع في إيجاد عروض مسرحية تتجاوز مفهوم النخب الثقافية ، لتتواصل مع الناس في كل مكان ، فئات عمرية مختلفة ، وطبقات اجتماعية وثقافية متنوعة ، إنه المسرح الذي يعيش بين الناس في تقديمه المسرحي الذي يتسم بالعمق والتاثير النفسي والفكري ؛ الذي يحتاجه جمهورنا العربي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *