مهرجان مسرح الطفل لخميستي آخر العروض المتنافسة – بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الــجــزائــر

 

 

مهرجان مسرح الطفل لخميستي

آخر العروض المتنافسة

  ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل بخميستي ولاية تيسمسيلت ، وتحت شعار ” مسرح الطفل  ثقافة الأجيال” ، تتواصل عروض المنافسة ، ليكون آخر يوم من أجواء المنافسة مفتوحا على ثلاثة عروض ، أوّلها العرض الموسوم بــ: ” الفضائي الماكر” للجمعية الثقافية والفنية حركة مسرح من البليدة ، الفضائي الماكر الذي يسعى جاهدا الى فرض سيطرته على الأطفال حينما يسقيهم بماء الطاعة ، لكن الخطة التي رسمها وسعى الى تنفيذها تفشل بفضل حكمة وحنكة الشيخ محمد الذي يسترجع منه ماء الطاعة وكتاب تبطيل السحر الذي أخذه من الفتاة التي أورثته إياها جدتها ، ارتكز العرض على شخصياته الثلاث المحورية ، البنت ” ملك ” ، الفضائي الماكر والشيخ محمد الذين كانوا محور الصراع والحبكة الفنية في العرض ، البنت ” ملك ” التي نال منها الفضائي الماكر وحوّلها الى حيوان ، حتى يعثر عليها شقيقها بالغابة ، والحل كان الاستعانة بالشيخ محمد وكتاب إبطال التعويذة .

العرض اتّسم بالتكرار والاطناب ، رغم أن الصراع كان واضحا منذ البداية ، ومع ذلك يظل عرضا تربويا تعليميا تمحور حول الشر المستديم بالأنفس ، والسعي الى القضاء على جذوره بفعل حكمة العقلاء ، وتبيان ضرورة الاتحاد والتشاور لايجاد الحلول الأنسب إزاء كل مشكلة .

ثاني العروض كان من توقيع الجمعية الثقافية إيراثن من تيزي وزو بعنوان ” سليلوان 2″ ، ويسرد على الجمهور قصة فتاة حصدت جائزة ملكة جمال ، وكيف كان ثمة وحش بالقرية اختطف أميرها واستبدله بأمير مزيف ، فخرجت الفتاة الى لقاء الأمير الذي لم تكن على علم أنّه مزيّف ، إلاّ أن طائرها ينقذها في آخر لحظة ويكشف سر الوحش ، وتمّ توظيف خيال الظل والعرائس بهذا العرض الذي كان ناطقا باللغة الأمازيغية وحوله المخرج الى لغة عربية فصيحة ، كما تخلل العرض مقاطع موسيقية ، وفي العموم كان به بعض الجماليات التي استقطبت الجمهور حتى وأنه لم يحقق التفاعل المنشود .

آخر العروض المتنافسة ضمن رزنامة المهرجان كان عرض ” الأميرة قمر ” للتعاونية الثقافية وصال للمسرح والسينما من الأغواط ، كانت بالعرض سينوغرافيا لافتة وموظفة توظيفا ايجابيا تماشى ولوحات العرض ومشاهده ، وتمحورت قصته حول الساحرة التي تختطف الأميرة ، فيطالب السلطان أبنائه الثلاثة بانقاذ أختهم الأميرة ، ومن يحقق الهدف سيسلمه سدّة الحكم ويغدو أمير العرش ، ليكون وعد السلطان هذا كاشفا لنوايا الأبناء وغاياتهم ، وكان الأخ الصغير الوحيد الذي أراد انقاذها دونما طمع في العرض حيث كان محبا لأخته وجادّا في انقاذها ، على غرار كل من ليث وصقر اللذين كانا على طمع واضح ولهفة على العرش .

 

سينوغرافيا العرض جاءت موحية ورمزية ، كانت بها الملابس والألوان مناسبة للوحات العرض وشخصيات العرض ، كما جاء الاخراج به مضبوطا من حيث الحوارات وتوظيف عناصر الفرجة والتشويق ، مع أداء الممثلين الذي كان إيقاعيا .

وعليه ، كشفت جل العروض المتنافسة عن تباين في الرؤى ، الأهداف والغايات ، كما أبانت عن مستويات متفاوتة وأخرى متقاربة ، لكنها في العموم حملت جميعها رسائل تربوية ، تعليمية وبيداغوجية من حيث طرح المواضيع وطريقة تناولها وتحقيقها على الركح لجمهور متعطش للفن الرابع لاسيما منه مسرح الطفل ، فلمن سيبتسم الحظ بهته الدورة الرابعة عشر من المهرجان ، تحت مجهر لجنة التحكيم المكونة من الأستاذة

” برمانة سنية سامية ” والفنان ” زموري سمير “؟ ، على يقين تام أن المهرجان وككل طبعة يعكس رؤى هادفة وغايات واعدة في حقل أبي الفنون .

 

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الــجــزائــر

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *