مهرجان الهيئة العربية للمسرح 1

في بداية كل عام ينتظر عشاق المسرح.. الاحتفاء بالمسرح العربي في إحدى العواصم العربية، وهذه سنة حميدة درجت عليها الهيئة العربية للمسرح بدعم من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة وباعث الروح في المسرح العربي عبر فعاليات عدة أبرزها الهيئة العربية للمسرح، والدعوة لإعادة اللحمة مرة أخرى إلى المسرح المدرسي، وخلق مهرجان ذي طابع خاص بمنظومة دول مجلس التعاون، والدعم اللامحدود لأي حراك مسرحي عبر خريطة الوطن العربي من موريتانيا مروراً بجزر القمر وصولاً إلى كل العواصم والمدن العربية، بإقامة ورش ودورات، ندوات ومحاضرات، من أجل غد مسرحي أكثر إشراقاً.
في كل عام يتطلع عشاق المسرح إلى عاصمة تضم في بداية العام عرساً مسرحياً، يلتقي فيه الأحبة، عشاق المسرح لمشاهدة المنجز السنوي للمسرح العربي، كانت الكويت حاضنة الدورة الثامنة، والتي أطلق عليها البعض “دورة الجمهورية التونسية” حيث غاب مع الأسف الناتج العماني والقطري والبحريني واللبناني، وبعض الدول الأخرى.. وكان الحضور:مدينة في ثلاثة فصول “سوريا” داخل المسابقة. ليس إلاّ “تونس” على هامش المهرجان. عنف “تونس” دعوة خاصة. التابعة “تونس” دعوة خاصة.سيد الوقت “مصر” داخل المسابقة. ك . أو “تونس” داخل المسابقة. مكاشفات “العراق” داخل المسابقة. ضيف الغفلة “المغرب” داخل المسابقة. برج الوصيف “تونس” على الهامش. لا تقصص رؤياك “الإمارات” داخل المسابقة. عطيل “الجزائر” على الهامش. صدى الصمت “الكويت” داخل المسابقة. ونزيدك أنزيدك “الجزائر” داخل المسابقة. العرس “الكويت” على الهامش. التلفة “المغرب”.
وهكذا نجد أن نصيب الأسد كان لدول المغرب العربي، مثل تونس والجزائر والمغرب، وغياب شبه تام للعديد من الدول، كان العذر الرسمي أن لجنة المشاهدة هي المسؤولة عن الاختيارات!!
ولا أدري لماذا تم استبعاد عرض الخيمة لفرقة قطر المسرحية حتى على هامش المهرجان. مقارنة بالعديد من العروض التي لم ولن ترقى إلى مستوى المشاركة، وبعضها لا يرقى إلى مستوى العروض المدرسية.
النقطة الأولى بالمراجعة لماذا التعالي على جائزة الداعم الأول للمسرح العربي. فقد أثار أحدهم. أن كلا من الفاضل الجعايبي وتوفيق الجبالي من تونس يرفضان الدخول في أي مسابقة أو مقارنتهما بالآخرين. ومع احترامنا وتقديرنا للآخرين من تونس الخضراء. فلماذا الحضور.. وهل كلاهما يقدم خلاصة الفكر المسرحي العربي. أسئلة بلا إجابة إن مهرجان الهيئة العربية للمسرح، وفي كل دورة عبر أي عاصمة عربية لا شك يشكل جسراً للتواصل بين الأجيال المختلفة، وأيضاً خلق حوار حضاري بين المسرحيين قاطبة، كما أن المهرجان فرصة حقيقية لتقديم صورة حقيقية لواقع المسرح في كل عاصمة أو مدينة وإلى أين وصلنا بناتجنا المسرحي.
نعم هناك فعاليات ومهرجانات في العديد من المدن، ومهرجانات ذات طابع عالمي مثل قرطاج أو مهرجان الشارقة للمسرح العربي، ولكن هذا المهرجان وعبر هذه السنوات أعطى زخماً آخر للمسرح، ليس فقط عبر العروض ولكن لخلق إطار تكاملي عبر الندوات التطبيقية والندوات الفكرية والورش المسرحية بالإضافة إلى هذا الكم من المسرحيين من كافة الأقطار، والأهم في نظري حميمية اللقاء في ردهات الفندق وتلك الآراء والمناوشات اليومية حتى ساعات متأخرة من الليل، بين فرسان الرأي والرأي الآخر، ولعل هذا العرس قد خلق إطارا رائعا لتكريم عشرين شخصية فنية كويتية وهم مازالوا على قيد الحياة. وهذا الأمر يحسب لدولة الكويت لأن النسيان داء عربي مع الأسف، وكثيراً ما تسقط أسماء رموز ساهمت في بلورة العديد من فروع الإبداع. في إطار الإذاعة والتليفزيون والمسرح وغيرها من أطر الإبداع الإنساني.
كان حفل الافتتاح استحضاراً لنموذجين ساهم كلاهما مع رفقاء الدرب في إيجاد المسرح، الرائد حمد الرجيب والمخرج الكبير صقر الرشود. ولكن بجانب هؤلاء كان الماضي محملاً برموز عدة، محمد النشمي، عقاب الخطيب، حسين صالح الحداد، عبدالرحمن الضويحي وعشرات الأسماء، كانت الأجمل قبل الافتتاح تلك الجولة السريعة عبر مطربين هواة قدموا أغاني ذات ارتباط عضوي بفنوننا مثل الصوت والبستة والسامري والعديد من فنوننا الشعبية وتم استحضار نماذج عدة من مطربي العصر الذهبي للغناء مثل عبداللطيف الكويتي وعائشة المرطه وليلى عبدالعزيز وغيرهم. أما اللوحات التي تجسد فوق خشبة المسرح فهي استحضار لمجموعة من الأعمال التي ترسخ لتاريخ المسرح الكويتي، وإن كان بعض اللوحات باهتا، فالأمر هنا ليس الأداء الفني المتقن ولكن لوحات عابرة مثل: باي باي لندن للفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، عبدالعزيز النمش “أم عليوي” في مسرحية كازينو أم عنبر والفنان سليمان الياسين وهو من المكرمين في مسرحية “حفلة على خازون” وجوهر سالم من مسرحية “30 يوم حب” وهي لقطات سريعة ومختصرة حول عدد من الأعمال التي تجسد بحق مسيرة المسرح الكويتي ودوره التنويري.
غداً لقاء آخر.

 

د. حسن رشيد

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *