مهرجان المسرح العربي فـي الكويت يرفع شعار التجديد

انطلقت، أول من أمس، فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن في الكويت، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويستمر حتى 16 يناير الجاري، بمشاركة أكثر من 400 شخصية، و15 عرضاً مسرحياً، من بينها ثمانية عروض تنافس على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي لعام 2015، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفرق المسرحية العربية بعدد من العروض وورش العمل والندوات الفكرية.

بانوراما كويتية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/8ae6c6c5502ee51c0152317638a4c69db%20(2).jpg

في نهاية الحفل تم عرض مسرحية «بانوراما كويتية» التي استعرضت تاريخ المسرح الكويتي منذ بداياته حتى اليوم، وتوقفت عند أبرز الأعمال المسرحية الكويتية، وقام الفنانون المشاركون في البانوراما، بمحاكاة وإعادة تمثيل عدد من المقاطع من مسرحيات كويتية خالدة في ذاكرة المسرح الكويتي، مثل «باي باي لندن» و«30 يوم حب» و«باي باي يا عرب» و«حامي الديار» و«حفلة على الخازوق»، وغيرها ممن عشقها الجمهور الكويتي والخليجي والعربي، ولاقى العرض استحسان الجمهور الكبير الذي ملأ كراسي المسرح.

تكريم 20 شخصية كويتية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/01/8ae6c6c5502ee51c0152317638a4c69db%20(1).jpg

تشهد النسخة الثامنة من مهرجان المسرح العربي تكريم 20 فناناً وفنانة من الرواد المؤثرين في المسرح الكويتي، وهم: عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وإبراهيم الصلال، وجاسم النبهان، وحياة الفهد، وخالد العبيد، وسعاد عبدالله، ومريم الصالح، وسليمان الياسين، وسليمان حزامي، وعبدالرحمن العقل، وعبدالعزيز السريع، وعبدالعزيز الحداد، وعبدالله الحبيل، وعواطف البدر، وفؤاد الشطي، ومحمد المنصور، ومحمد جابر، ومحمد عبدالعزيز منيع، وهيفاء عادل. وتم تكريم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المهندس علي اليوحة، من قبل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله.

وقال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، إن احتضان الكويت لمهرجان المسرح العربي بدورته الثامنة ونجومه من المحيط إلى الخليج العربي، يزيد مسارحها إشراقاً، وتتلألأ أضواؤها بفن رفيع ورسالة حضارية وإنسانية. وأضاف في الكلمة التي ألقاها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية بمدينة الكويت، ممثلاً لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في افتتاح المهرجان المقام برعاية سموه، تحت شعار«نحو مسرح عربي جديد ومتجدد»، إن إيمان القيادة السياسية في الكويت بأهمية المسرح وفنونه المختلفة لم يكن وليد اللحظة، بل هو ضارب في جذوره منذ فجر الاستقلال قبل 55 عاماً، كما أن هذا الاهتمام يتجسد في دعم ورعاية رسالة المسرح ومبدعيه من الطاقات الكويتية التي امتلكت زمام المبادرة والريادة المسرحية في المنطقة الخليجية، وشاركت بإبداعاتها في الملتقيات والفعاليات العربية والدولية، لتؤكد دور الكويت ورسالتها الحضارية والثقافية والإنسانية، ولفت إلى أن المهرجان تزامن مع الاحتفال بإعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، ليمثل فرصة لتحقيق التواصل وتبادل الرؤى والأفكار بين المسرحيين العرب، وبما يدعم الحركة المسرحية الكويتية، وأشار إلى أن الكويت تؤكد وتثمن الدور الكبير الذي تقوم به الهيئة العربية للمسرح، من أجل الارتقاء بفنون المسرح العربي، ليكون معبراً عن آمال وطموحات الشعوب العربية في الرقي والتطور من خلال إقامة مثل هذه الملتقيات لتعميق أسس ومبادئ العمل العربي المشترك، وأعرب عن التقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمؤسس والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على مبادراته الدائمة والداعمة لمسيرة المسرح العربي.

برلمان الثقافة الشعبية

من جانبه، قال الفنان الفلسطيني ـ السوري، زيناتي قدسية، في كلمة المسرحيين العرب: «لم يعد أمامنا خيارات، ولا نملك رفاهية الوقت»، وخاطب زملاءه «صنّاع الجمال في زمن يُصرُّ فيه المتهافتون على إنتاج القبح»، قائلاً «تَوْقي كبير وشغفي أكبر لهذا اللقاء الذي دعتنا إليه الشارقة المشرقة، المدينة المنارة، مركز الذوق الفني الرفيع، ممثلةً بهيئتنا العربية للمسرح، لنحجَّ كلنا إلى واحة الثقافة والعلوم والإبداع العربي والإنساني، إلى هذا البيت، بيتِنا العربي الكويتي العريق والأصيل، بيت الأمن والسلام، هذا البيت الذي طالما جمعنا في أوقاتٍ كنا فيها أشتاتاً، واحتوانا بذراعيه الحانيتين ودفء قلبه في أزمان عزَّ فيها اللقاء، نحن الذين نشكل البقية الباقية التي لاتزال متمترسة على أسوار حصن الجمال، مدافعين عنه ببسالة قل نظيرها».

وتحدث قدسية عن مشوار 50 عاماً في المسرح «من مدينة إربد عروس الشمال الأردني، إلى دمشق، حيث 46 عاماً من المسرح، وقبل كل ذلك من أمِّ البدايات، أمِّ النهايات، من رائحة الزيتون والكرمة والزعتر التي تعبق من فستان أم سعد، من العاشق، العائد إلى حيفا مُحمَّلاً ببرقوق نيسان، من روح غسَّان، معلمي الأول، فاتحة وعيي وإدراكي للأشياء والحياة، من (إجزم) قريتي الهاجعة على كتف حيفا وظلال الكرمل كفرخ حمام يستدفئ بجناح أمه، حيث الولادة، من (دمشق)، شامةِ الدنيا، أمِّ المدنِ وروحِ التاريخ، دمشق، ثقافتي، هواي، مرآة روحي، كل التجربة».

8 نسخ من المهرجان

من جانبه، قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله «هي الدورة الثامنة، نجمة ثمانية الشعاع، ثُمانية العطاء ثُمانية النورِ المشع في كبد السماء، أشعّت أول مرة في القاهرة لتكتسب منها مواويل الفلاحين الذين حفروا القناة فغيروا مسالك البحار، وفي الثانية أشرقت من تونس لتقطف المشموم وحكايات القوّالين من دروب قرطاج الحكمة، لتنطلق الثالثة في بيروت، ياقوتِ القلوب وشراعِ المغامرة الأولى لأجدادنا الذين رفعوا القلوع في وجه البحار وروضوها، وتتربع الرابعة في مجالس تايكي حيث ربة عمون مازالت تشعل نيرانها للقوافل العابرة هدى وكرماً في عمّان، وتفتح الدوحة كفها بالخمس مرحبة وتنقش حناء المسرح على أكف المحبين، وتعلن السادسة من شارقة سلطان الثقافة نداءه يا أهل المسرح تعالوا لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، وتربط الرباط في السابعة مناديل المحبة في معاصم المعتصمين بحبل المسرح الواثقين المستوثقين بعراه المتينة، وتأتي الثامنة كما عودة المراكب بعد طول غياب، أصوات من ركبوا العباب وجابهوا الرياح العاصفات على مدار العام يقتربون من شواطئها».

وأضاف «أحمل كل التحية لكم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي يتابع بكل اهتمام كل تفاصيل هذا الحدث»، كما وجّه الشكر إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لتفضله برعاية المهرجان.

ولفت إلى إسهامات الكويت في بناء ثروة الوطن العربي والمواطن العربي الثقافية على مدار ستة عقود، «إذ كان نشر الثقافة ديدنها، فلا تخلو مكتبة صغرت أو كبرت، في أقاصي الأرض العربية إلا وفيها مجلة العربي وعالم المعرفة، وما من مسرحي إلا وكانت سلسلة المسرح العالمي زاده وزواده، وما نحن فيه وعليه وما نحمله في عقولنا من صحائف إلا وفيه سطر من ثقافة أهدتها لنا الكويت، مشيراً إلى أن كل ما كتب يمكن أن يكون كلاماً، إلا ما يمكن أن يكتبه المسرح في الكويت، إذ يغدو نشيداً، وقصائد حب، وأغاني، وعلامات فكر، وأنواراً تقاد بأنبل زيت، زيت أرواح المبدعين ورؤاهم الخلاقة، زيت يشع، ينير، يعطر ويعبر بالسالكين الدرب نحو مراقي الطهر والنورانية».

أسماء لجنة التحكيم

قبل الانتهاء من فعاليات وفقرات حفل الافتتاح تم الإعلان عن أسماء لجنة التحكيم، وهم:

الدكتور مخلد الزيود، الأردن.

الدكتور سامي الجمعان، السعودية.

الدكتور سعد يوسف عبيد محمد، السودان.

شادية زيتون، لبنان.

فؤاد خليل عوض نمر، فلسطين.

عروض متنافسة

العروض التي تم اختيارها لتتنافس على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2015:

• التلفة.. إخراج نعيمة زيطان، فرقة أكواريوم، المغرب.

• وزيد انزيدك.. إخراج فوزي بن إبراهيم، مسرح باتنة، الجزائر.

• ك أو.. إخراج نعمان حمدة، المسرح الوطني، تونس.

• سيد الوقت.. إخراج ناصر عبدالمنعم، مسرح الغد، مصر

• مدينة في ثلاثة فصول.. إخراج عروة العربي، وزارة الثقافة سورية.

• مكاشفات.. إخراج غانم حميد، وزارة الثقافة، العراق.

• صدى الصمت.. إخراج فيصل العميري، المسرح الكويتي.

• لا تقصص رؤياك.. إخراج محمد العامري، مسرح الشارقة الوطني.

عروض المهرجان

العروض التي تم اختيارها للمهرجان:

1. عطيل ــ الجزائر، إخراج مداح أحمد، جمعية النوارس.

2. ضيف الغفلة ــ المغرب، إخراج مسعود بوحسين، مسرح تانسيفت.

3. التابعة ــ تونس، إخراج توفيق الجبالي، تياترو تونس.

4. عنف ــ تونس، إخراج فاضل الجعايبي، المسرح الوطني، تونس.

5. ليس إلا ــ تونس، إخراج انتصار العيساوي.

6. برج الوصيف ــ تونس، إخراج الشاذلي العرفاوي، المسرح الوطني التونسي.

7. العرس ــ الكويت (العرض الفائز في مهرجان الكويت المسرحي ديسمبر 2015).

الأعمال التي فازت في النسخ الأربع السابقة من الجائزة:

النسخة الأولى: زهايمر ــ إخراج مريم بوسالمي، المسرح الوطني، تونس.

النسخة الثانية: الديكتاتور ــ إخراج لينا أبيض، بيروت 8 ونص، لبنان.

النسخة الثالثة: ريتشارد الثالث، إخراج جعفر القاسمي، انتراكت برودكشن، تونس.

النسخة الرابعة: خيل تايهة ــ إخراج إيهاب زاهدة، مسرح نعم، فلسطين.

محمد جرادات – الكويت

http://www.emaratalyoum.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *