( مهرجان التمثيل الايمائي الصامت للعروض القصيرة / الدورة الثانية ) جامعة بابل / كلية الفنون الجميلة

 

( مهرجان التمثيل الايمائي الصامت للعروض القصيرة / الدورة الثانية ) جامعة بابل / كلية الفنون الجميلة

تحت شعار ( حرية الجسد مفتاح لحرية الفكر ) يقام في كلية الفنون الجميلة جامعة بابل بمناسبة يوم المسرح العالمي ويبدا المهرجان من يوم ( 28 / 3 / 20017) ويستمر مدة اسبوع كامل وتقدم العروض في مسرح وساحات وممرات الكلية تتوزع العروض بين مسرح العلبة وتقدم في اليوم الاول وكان بواقع ثلاثة عروض زمن كل عرض ( 10 دقائق ) بينما يستمر المهرجان لبقية الاسبوع في ساحات الكلية للعروض التفاعلية والعرض المفتوح ولكل يوم عرض مسرحي مفتوح زمن التفاعل فيه .

التمثيل الايمائي الصامت فن يحاكي به الممثل نماذج بشرية أو مشاهد واقعية من الحياة اليومية ، وقد يكون مبالغاً فيه كأي يحاكي الممثل دخان سيجار ويعتمد اعتماداً كلياً على مهارات الممثل في تغيير ملامح وجهه وإيماءاته والتحكم في حركات جسده . هو تمثيل إيهامي صامت يعتمد أساساً على الأداء التشكلي للإيماءة الجسدية ودلالتها ، ليصبح بديلاً مثالياً لغياب الكلام في خلق الشخصيات والتعبير عن المشاعر والأفعال وإيصال المعنى والأفكار إلى المتلقي.

هدف المهرجان تسليط الضوء على هذا النوع من الفنون الادائية الصامتة والتي تعتمد لغة الحركة والايماءة دون استخدام الكلام هذا من جانب ومن جانب اخر فتح المجال واسعا لخوض طلبة الفنون المسرحية لتجارب ادائية يعبر فيها بحرية عن ذاته بطريقة جمالية يشترط فيها الجمال والطرح الهادف الذي لا يخدش حياء المتلقي كذلك نشر الاحساس بالجمال وبالتجربة الجمالية وتقبل تجارب الاخرين حيث كانت تلك التجربة مكانها وزمانها ، كذلك تعريف المتلقي بأنماط التمثيل الصامت المعروفة ( المايم ، والبانتومايم ) وتسليط الضوء على اعراف هذا الفن وبتقاليده المعروفة ، وليكون هذا المهرجان درسا معرفيا لنشر الوعي بهذا الفن وبأساليبه الادائية ، لنفتح الباب واسعا لتطوير المشروع ليمتد ليشمل الشارع الحلي ليكون هو المستهدف في حملة الوعي الجمالي والرقي بذائقة الجمهور وتعريفة بهذا الفن وبأعرافه وتقاليده الفنية بين الطلبة بدرجة اساس في هذه الخطوة والتلقي العام الذي سنسعى للتوجه اليه .

ومن فعاليات هذا المهرجان الايمائي عرض تجربة الطالب الفنان الايمائي ( حسين مالتوس ) في ( جوكر ) مع طلبة المرحلة الثانية من فرع التمثيل وبالتعاون مع مدرس الماكياج الدكتور ( حميد قدح ) قدم العرض في ساحة الكلية وممراتها ، اذ يبدا العرض بدخول مجموعة من المؤدين الايمائيين بأقنعة مختلفة ومتعددة الاشكال ولشخصيات مختلفة ويرتدون الباروكات التنكرية ويؤدون حركات راقصة بالتوافق مع الايقاع الموسيقي المرافق للعرض ، ليظهر بعدها شخصية الجوكر في ممر الطابق العلوي المطل على ساحة الكلية ويشرف عليه مرتديا ملابس سوداء مع قناع غريب الشكل ( مرعب ) يؤدي حركات تعبيرية راقصة مع الايقاع الموسيقي اخر غير الاول ويبادله الاداء مجموعة المؤدين في الساحة وهم يشيرون اليه والى حركاته للدلالة على سيطرته على حركة المجموعة والمتحكم بها .. وبعد الاستعراض الادائي لمهارة الجوكر في الحركة والتعبير المرن ، يغادر الممر ليترك الجموع في الساحة لتتولى الاداء والاستعراض بإيقاع موسيقي اخر غير الايقاع السابق ، ولينتشروا في الساحة للدلالة على تنفيذ اوامر ( الجوكر ) ليمتدوا في كل مكان .. ويستمر العرض ليمتد الى نادي الطلبة ومن ثم الى الساحة في تفاعل مستمر بناء مع الجمهور ومع المكان وزمانه ، كل حسب دلالة الماكياج والشعر المستعار ( الباروكة ) والزي الذي يرتديه .

تفاعل المتلقي الاكاديمي مع فقرة العراض وتواصل معها ومع شخوصها وايقاعها بشكل دل على وعي المتلقي بفكرة العرض ونجاح العرض في جذب المتلق الى فضاء العرض والتواصل الفكري معه .

يختتم المهرجان في يوم الاثنين بتقديم عرض تفاعلي ايمائي صامت في مركز ساحة الكلية وبعنوان ( ازدحام ) اخراج الطالب ( مصطفى الجبوري ) سبقه فعالية المهرج ( كلاون ) للممثل الطالب ( حسين الاكاديمي ) والمشخصاتي الممثل الايمائي الطالب ( سامر البابلي ) ليقدم شخصية الممثل الايمائي العالمي ( شارلي شابلن ) في تفاعلية مشتركة مع الجمهور في ممرات وساحات لكلية . اما في يوم الافتتاح والذي اقيم على مسرح الكلية الكبير ، قدمت ثلاثة عروض ايمائية وهي على التوالي : مسرحية ( ساتر للإيجار ) للإيمائي الطالب ( حسين مالتوس ) ، ومسرحية ( ما تحت القلوب  ) للممثل الطالب ( حسين الاكاديمي ) مع مجموعة من المؤدين ، وانتهت بعرض ( الكف المشؤم ) للطالب ( مصطفى الجبوري ) .

انه مشروع ثقافي معرفي يسعى المهرجان والمشاركين فيه لتحقيقه بين افراد المجتمع الاكاديمي الذي سيكون مؤثرا في المستقبل بحركة الشارع وثقافته الجمالية والمعرفية والفنية ، ابتدأ من الدورة الاولى في السنة الماضة وبذات التوقيت ( الموافق في الاحتفال بيوم المسرح العالمي ) ، والتي فتحت الطريق لمجموعة جديدة من طلبة الفن للمشاركة في حمل وتقديم فقرات هذا المهرجان التربوي الجمالي .

 

د. أحمد محمد عبد الامير

المشرف على المهرجان

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *