من يوثّق تاريخ المسرح؟

 

 

 

فتحية حسين الحداد-
إلى متى تبقى الكويت من دون مركز لوثائق المسرح والدراما؟ وهل يكفي درع وشهادة لتأصيل تاريخ المسرح المحلي؟
في ديسمبر الماضي وضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر تم تخصيص جانب من مسرح الدسمة حيث عُلقت ستارة حمراء، وبطريقة متواضعة وغير منهجية، عُرضت خلفها عشرون صورة أو نحو ذلك، باعتبار انها تُمثل «تاريخ المسرح في الكويت». في المهرجان نفسه تم تكريم الدكتور سيد علي اسماعيل، حيث بادر إلى نشر خمسة مؤلفات عن المسرح في الكويت، كان آخرها كتاب «قـراءة في تـاريـخ المسرح الكويتي- من خلال وثائق غير مـنشورة».
ويبــدو أننا في الكويت نطبق المثل القائل «صخنا الماي وضاع الديك»، حيث احتفلنا بتاريخ المسرح ونسينا، أو فاتنا، أو ربما تجاهلنا أن الكويت، هذه الدولة التي تحتفي بمرور خمسة وتسعين عاما على أول نشاط مسرحي، لا تملك مركزا واحداً يضم وثائق المسرح أو تاريخه، فلا عجب أن يصدر كتاب حديث يأتي في عنوانه «وثائق غير منشورة» كدليل على الشتات الذي يعانيه تاريخ المسرح في الكويت.
بعد تكريم المجلس الوطني، احتفى مهرجان أيام المسرح للشباب، الذي تتواصل دورته الـ12 هذه الأيام، بالرائد المسرحي عبدالعزيز السريع، وعلى الأرجح فإن مسوغات هذا التكريم تُـركز على عطاء الأستاذ السريع مؤلفاً أثرى تاريخ المسرح في الكويت، بينما يــتم تجاهل إسهاماته في حفظ النصوص المسرحية الكويتية وجهوده الشخصية في طباعتها ليظهر عدد عشر مسرحيات فقط. عشرة نصوص لا تجد مقراً لها، ومن يحاول دراسة الأعمال الكويتية سيواجه على الأرجح مشكلة العثور على تلك المسرحيات وعلى مؤلفات الدكتور سيد علي اسماعيل محليا. جهود الأستاذ عبدالعزيز السريع في التوثيق للمسرح لا يمكن تجاهلها ولا تجاهل أي مجهود يسعى إلى التوثيق، ما يؤكد حاجة الكويت إلى مؤسسات تعنى جــدياً بتاريخ المسرح ولا تقف عند بهرجة المهرجانات والدروع وشهادات حفظنا ديباجاتها عن ظهر قلب. المطلوب مساعٍ لإنشاء مركز متطور للمسرح يحفظ بنظام آلي النصوص وكل ما يتعلق بالعروض المسرحية من كتــيبات وصور وتسجيلات مرئية وصوتية، إضافة إلى أصــــول الوثائق التي أشار إليها الدكتور سـيــد علي. نحن بحاجة إلى مركــز يتيح للباحث تصفّح ما يعنيه على النت من دون عرقلة روتين هذه الإدارة أو تلك، ليكون هذا الانجاز بمنزلة التقدير الحقيقي لكتّاب الدراما والفنانين، ومن أرسوا ركائز المسرح في الكويت منذ تسعين سنة ونيف.

 

الرئيسية

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *