منتدون يؤكدون أهمية تحديد مفاهيم مهرجانات المسرح الاردني – الاردن

ندوة بعنوان قراءات في مهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته 15

 

 

كد منتدون في ندوة بعنوان “قرآءات في مهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته 15″، عقدتها لجنة الدراما والمسرح برابطة الكتاب الاردنيين بمقر الرابطة مساء أمس الاحد، اهمية تحديد مفاهيم مهرجانات المسرح الاردني ومسمياتها وتوفير ادوات وعناصر ابرزها “الدراماتورغ” للنهوض بها.

وفي مستهل الندوة قال المخرج الدكتور فراس الريموني، ان مهرجان الشباب هو مساحة حقيقية لتجليات الشباب وابداعاتهم في المسرح لتقديم رؤاهم المعاصرة التي تلامس جمهورهم.

وبين الريموني ان اهمية مسرح الشباب تأتي بهدف خلق جيل جديد قادر على صياغة المشهد السياسي والاجتماعي والابداعي، مما يؤسس لضمان استمرارية الاحترافية للمسرح.

وقال مدير مديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة المخرج محمد الضمور ان مهرجان عمون لمسرح الشباب هو نتاج تأسيس مهرجان مسرح الشباب عام 1992 حين اطلق فكرته الفنانان الراحلان محمد القباني وبشير الهواري على أثر محدودية عدد المخرجين الذين تنطبق عليهم شروط مهرجان المحترفين، وتولت رابطة الفنانين الاردنيين آنذاك الاشراف عليه.

وقال انه لو قمنا بإجراء دراسة للمخرجين الاردنيين المحترفين في الساحة المحلية حاليا لوجدنا ان معظمهم نتاج مهرجان مسرح الشباب في انطلاقته الاولى، منوها إلى أن هذه الطاقات الابداعية في التمثيل والاخراج التي كانت من مخرجات مهرجان مسرح الشباب أنذاك وامتدت الى خارج الاردن.

واشار الى ان هذا المهرجان تعثر قليلا في سنوات سابقة وكانت رابطة الفنانين انذاك تتولى تنظيمه والاشراف عليه، مبينا أن البداية كانت متواضعة لاسيما في موضوع التمويل والدعم المالي للعرض المسرحي الذي كان يبلغ حوالي 200 دينار.

وتابع الضمور انه رغم ذلك كان هناك ابداعات مشهودا لها، مشيرا إلى ان المهرجان تعثر فيما بعد وتوقف مرتين ما دفع وزارة الثقافة أن تتولى تنظيمه والاشراف عليه معتبرة انه مهرجان اساسي، مشيرا إلى أن لولا تعثره وتوقفه لربما بلغ المهرجان الدورة 25 عوضا عن الدورة 15 التي اختتمت أخيرا.

وقال انه ليس هناك تعليمات خاصة للمهرجان، انما هناك تعليمات عامة للوزارة وهي تشمل كل المهرجانات باستثناء الشروط والمواد الخاصة بنقابة الفنانين الاردنيين، مشيرا إلى ان ما تبقى يتعلق بمهام اللجان، وعدد اعضائها، واحكام عامة.

ولفت إلى أن هناك مادة تتعلق بشروط وتعليمات مختلف مهرجانات الوزارة تفيد بانه “ويستثنى من هذه الشروط مهرجان الهواة والشباب” بحيث يستثنى ان يكون لدى العرض المسرحي في مهرجان الشباب عدد معين من المحترفين.

وقدم نائب عميد كلية الفنون في جامعة اليرموك الدكتور مخلد الزيودي قرآءة بعنوان “مسرح الشباب بين الواقع والمتخيل” قال فيها: ان وزارة الثقافة هي الممول الاول والاخيرة للمسرح، وتتولى توفير البنية التحتية للعروض المسرحية ومختلف التسهيلات التي تحتاجها من خلال اشراف مباشر من مديرية الفنون والمسرح في الوزارة، واللجان الفنية التي تشكل بموجب الانظمة والقوانين والتي تقوم بترشيح النص والمخرج المشارك في الدورة، لافتا الى ان هناك غيابا واضحا لتواجد رابطة الكتاب الاردنيين في لجان مهرجانات المسرح خصوصا فيما يتعلق بالنصوص المسرحية او النقد او غيره.

واستعرض الزيودي نماذج لتجارب مخرجين شباب شاركوا في الدورة 15 لمهرجان عمون لمسرح الشباب وهم: سهاد الزعبي في مسرحية “كان وما يزال” عن نص الاديب هاشم غرايبة، والمعتمد المناصير في مسرحية “ذاكرة جسد” عن رواية احلام مستغانمي وعماد نايف في مسرحية “ست شخصيات تبحث عن مؤلف” عن نص لويجي براندللو.

واشار الى ان مسرحية “كان وما يزال” مثلت النص الوحيد لكاتب اردني في هذه الدورة من اصل اربعة نصوص وهي: التجربة الاولى للمخرجة الزعبي بعد تخرجها من جامعة اليرموك.

وتساءل الزيودي الى اي مدى ارتبط مضمون النص والعرض بقضايا الشباب الراهنة، مشيرا الى ما يطرحه المخرج والدراماتورغ الالماني فرانك رادتس من ان مهمة الدراما تورغ تقديم اضاءات واقتراحات تضيف للعمل الكثير.

وتساءل حول مسرحية “ذاكرة جسد”الى اي مدى تقاطعت احداث وشخوص المؤلفة مع المخرج الشاب من خلال الاثار الاجتماعية للحروب ليتم نقلها الى المسرح من خلال عملية اعداد حافظ فيها على مسميات بيئة الرواية لدرجة اتعماد غلاف الرواية نفسه في الترويج والاعلان عن العرض المسرحي.

وحول مسرحية “ست شخصيات تبحث عن مؤلف” التي اعتمدت شكل “المسرح داخل المسرح” اشار الزيودي الى ان المخرج الذي تعامل مع نص براندللو بوصفه نصا واقعيا لم يفصل بين ثنائية الوهم التي ارادها المؤلف وواقعية وجود فرقة مسرحية تبحث مع مخرجها عن فكرة لتقديمها على المسرح.

وقال ان الرؤية الاخراجية رؤية فلسفية عميقة تعتمد فكر المخرج واسئلة الوجود ومعنى الحياة وتقاطع الموضوع مع ذات المخرج الانسانية، متسائلا عن علاقات المخرجين الشباب بالوسط الابداعي الاردني المتمثل بالقاص والشاعر والتشكيلي والموسيقي.

وبدوره تساءل عضو اللجنة المخرج والناقد الدكتور علي الشوابكة في ورقته بعنوان “اختيار النصوص واثرها في نجاح العرض المسرحي” عن الخبرة العملية لدى المخرجين الشباب في اختيار نصوص عالمية؟ ومن المسؤول عن قلة حضور النص الاردني والعربي؟ وما ضرورة اعتماد الدراما تورغ في مسرح الشباب؟.

وقال ان فن المسرحية هو اكثر الفنون الادبية حاجة الى نضج الملكة وسعة التجربة والقدرة على التركيز والاحاطة بمشاكل الحياة والانسان، مبينا الفرق بين مصطلحي النص الدرامي والنص المسرحي المعروض.

ولفت الى انه عند مشاهدة عروض مسرح عمون للشباب في دورته الـ15 وجدت ان النصوص المختارة من قبلهم وبموافقة اللجنة المختصة من وزارة الثقافة كشفت عن خبرة لدى المخرجين الشباب غير منسجمة مع حجم هذه النصوص مما احدث هوة بين النصوص والعروض قد يكون ردمها مستقبلا باستحداث شروط جديدة لاختيار النصوص المسرحية المشاركة.

ودعا اللجان المختصة في مهرجان عمون لمسرح الشباب الى تحقيق التوازن في اختيار النصوص المسرحية من خلال قراءة النصوص والاطلاع على خبرات المخرجين الشباب علاوة على ضرورة الزام المخرجين الشباب بالاستعانة بالدراما تورغ لسد كثير من الخلل.

وكان آخر المتحدثين المخرج والناقد عماد الشاعر الذي طرح في ورقته بعنوان “ظاهرة مسرح الشباب” اشكالية المفهوم الرسمي لمسرح الشباب بوصفه مرحلة عمرية ام حقائق حرفية ومعرفية، مستعرضا آليات إنتاج مسرح الشباب.

ولفت الى ان هناك مستويين من العرض، الاول يتعلق بمستوى عرض النقد المسرحي، والاخر الحديث عن الاسباب المباشرة او غير المباشرة بمرور هذه العروض باكثر من مستوى وهو ما سيدخلنا الى منطقة مدير المهرجان محمد الضمور فيما يتعلق بادارة مسرح الشباب.

ولفت الى ان المسرح هزم عالميا امام وسائل “الميديا” المتعددة رغم ما يحتويه من عناصر فكرية وجمالية وابداعية، مبينا ان المسرح من حيث المبدأ يعاني ازمة وجود على مستوى العالم، ولربما الاردن من الدول التي يعاني فيها المسرح كثيرا، مشيرا الى ان السينما اصبحت حاضرة كفكرة وفن وصناعة.

وبين ان مفردة “الصناعة” غريبة عن المسرح وهي تعني هنا الادارة الفنية، وتساءل ما هو مفهوم مسرح الشباب، هل المقصود الفئة العمرية، ام الشباب الطليعة، الشباب الراهن المنسجم مع الملّح والضروري وهو ما يجب ان يحدد من قبل الجهات الفنية التي تدير هذا الشأن ومنها التمويل وغيره من امور لوجيستية وفنية.

وقال “لو اعتمدنا المفهوم الاول اي الفئة العمرية فهل يتطلب ذلك معايير تحكيم احترافية؟ وهل الميزانيات التي تعطى لهم تؤهلهم لتقديم عرض احترافي، وهل الفئة المستهدفة من هذا النوع في المسرح من “المتذوقين”؟ ام هل هو المفهوم الثاني اي الشباب الطليعي الراهن، وهنا يأتي شخص مسن، ويقدم مسرحا ذي طابع طليعي ثوري شبابي”، مؤكدا أهمية تحديد مفهوم مسرح الشباب لكي نحدد مسرح المحترفين بعد ذلك.

ورأى ان مسرح المحترفين الوحيد في الاردن هو مسرح الفنانين موسى حجازين وحسين طبيشات رغم ما يطلق عليه من انه مسرح تجاري، عازيا هذه الرؤية بان هذين النموذجين لا يتلقيان دعما من وزارة الثقافة ولا يجوز ان نطلق على مسرح يتلقى دعما من ضرائب المواطنين مسرحا محترفا.

وقال انه ليس هناك فرق شاسع بين مهرجان الشباب والكبار علما بان مسرح الشباب يلقى رواجا وجماهيرية اكبر بسبب الحماسة وليس الاحتراف، مشيرا الى ان مسرح الكبار ما زال يمتلك مساطر اثبتت عدم جدواها.

–(بترا)

http://www.almadenahnews.com/

http://www.almadenahnews.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *