ملحمة شعرية من إعداد سلطان في افتتاح «الشارقة للمسرح الصحراوي»

ظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، صباح أمس، مؤتمراً صحفياً حول برنامج «مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي» في دورته الأولى الذي يعقد في منطقة الكهيف في الذيد ما بين 17 إلى 20 من الشهر الجاري، وتنظمه إدارة المسرح في الدائرة، وحضر المؤتمر كل من عبدالله العويس رئيس الدائرة وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح وصالح الطنيجي مدير المركز الثقافي في الذيد.
استهل عبدالله العويس حديثه بتوضيح أهداف المهرجان، وقال إنه يأتي بتوجيهات ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو يشكل حلقة جديدة في منظومة الأنشطة التي تنظمها الدائرة ترجمة لرؤى سموه الهادفة إلى تعزيز مكانة فن المسرح وترسيخ اندماجه في المجتمع.

وقال العويس «إن المهرجان يسعى إلى استكشاف واستظهار الصلات الممكنة بين أشكال التعبير الأدائي والسردي التي توجد في الصحراء وبين فن المسرح، مسترشداً بتوجيهات وأفكار صاحب السمو حاكم الشارقة، نحو مضاعفة الجهود لجعل تجربة المسرح في البلاد العربية فاعلة ومؤثرة ومتجددة، بمواكبة كل ما تشهده حياتنا من شواغل وأسئلة وتطلعات، أو من خلال اقتراح سبل وحلول إبداعيّة جديدة، تقرأ الحاضر وتستشرف المستقبل».
وأشار العويس إلى أن المهرجان يجمع أهل المسرح من أقطار عربية عدة للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في تطوير وحفز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية، ويرفدها بالمغايرة والاختلاف ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة، وترتكز فكرته على مزج الفني والاجتماعي والفولكلوري، من خلال احتفاء وإيمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرّسامين، بفضائها الواسع وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.
وأشار العويس إلى أن المهرجان سيُفتتح بملحمة مسرحية شعرية اختارها وأعدّها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحت عنوان «علياء وعصام» وتقدم بمشاركة العشرات من الفنانين والمؤدين و من إخراج الفنان السوداني الرشيد أحمد عيسى.
أحمد بورحيمة قال إن المهرجان ينطلق من فكرة أن التعاطي مع المسرح اليوم اختلف عن السابق، فقد أصبح على المسرح أن يذهب للجمهور، ويقيم قنوات اتصال بين المجتمع والثقافة، وانطلاقاً من منهج الشارقة في الترويج للثقافة والبحث عن البرامج النوعية التي تقرب الثقافة إلى الناس وتجعلها فاعلة في الحياة اليومية، وبما أن فترة الشتاء في الإمارات هي فترة الخروج إلى الصحراء والاستجمام فيها، فقد جاء هذا المهرجان لاستغلال فرصة التواجد الجماهيري في هذه المناطق، وتقديم ما يلائمها وما ينتمي إليها من ظواهر احتفالية درامية، وقد اخترنا مكاناً ملائماً يستقطب الكثير من الزوار في هذه الفترة، وهو منطقة الكهيف في الذيد، وقد صُمم فضاء العروض بحيث يوحي أو يماثل بيئة الصحراء، كما أننا نسعى أيضا من خلال هذه التظاهرة إلى تأكيد علاقة المسرح بالطبيعة التي تؤثر بشكل قوي في إنتاج الظواهر المسرحية لدى المجتمعات المختلفة، فحياة البدوي هي مسرحية متواصلة في حلّه وترحاله واتباعه مواشيه وأشكال تعبيره الفنية والشعبية ويزيد تلك الظواهر جذباً سحر الصحراء، وفضاءاتها المفتوحة.
وأضاف بورحيمة أن أربعة عروض ستشارك في المهرجان تتمحور بنيتها على الحكاية والشعر والأداء، وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة في المشرق والمغرب، وهذه العروض هي: من الإمارات «طوي بخيتة» تأليف: مريم الغفلي، وإخراج يحيى البدري، ومن السعودية «شدت القافلة» تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج مساعد الزهراني، ومن موريتانيا «نسمات من الصحراء» إعداد وإخراج التقي سعيد، ومن الأردن «حكاية من البادية» حكاية تراثية من إعداد وإخراج محمد الضمور.
وأضاف بورحيمة أن البرنامج يحفل بمجموعة واسعة من الأنشطة التي تُظهر مجتمعة التداخل الخلاق بين أنماط وأساليب المعيشة والعروض الفنية في بيئات الصحارى العربية، فثمة العديد من حلقات الرواية والسمر، ومجالس الشعر، الربابة، والحفلات التراثية، ما سيتيح للجمهور فرصة نادرة لرؤية المسرح في فضاء دائري في قلب المنطقة الصحراوية، وأن يتعرفوا إلى ملامح من بيئات البادية الثرية في الأردن وموريتانيا والسعودية، ومن برامجه أيضاً جلسة نقاشية تحت عنوان «الصحراء في المتخيل المسرحي»، وتسعى إلى أن تبرز وتعرّف الحدود التي بلغها المسرح في علاقته بالصحراء، وصفاً وتشخيصاً وتحليلاً، وبين الأمس واليوم، بمشاركة باحثين مسرحيين عرب من دول عدة.
وقال بورحيمة إن إدارة المسرح أعدت العديد من الفقرات التي سينخرط عبرها الجمهور في التظاهرة ليكون جزءاً مفصلياً منها، وتشمل المسابقات اليومية وعروض الفولكور التي تعرّف بوجوه متعددة من الثقافات الشعبية في البلدان المشاركة، فضلاً عن مسامرات ونقاشات تضيء على العروض المقدمة وتبرز خصائصها ومزاياها وتصل بين المشاركين، تعارفاً وتفاعلاً وتواصلاً.
وقال صالح الطنيجي إن المركز الثقافي في مدينة الذيد وجه الدعوات للمجالس البلدية في المنطقة الوسطى في الشارقة لحضور هذه التظاهرة ويتوقعون أن تكون الاستجابة كبيرة.

 

محمد ولد محمد سالم

http://www.alkhaleej.ae/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *