ملتقى الشارقة للبحث المسرحي يسلط الضوء على جمال الصورة

ملتقى الشارقة للبحث المسرحي يسلط الضوء على جمال الصورة

ناقش تأثيرات العولمة الثقافية
 
ضمن فعاليات مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة عقد، الأحد، ملتقى الشارقة الرابع للبحث المسرحي، والذي سلط الضوء على أطروحتين لباحثين من المغرب العربي، ناقشا فيهما تأثيرات العولمة الثقافية على المسرح، وفلسفة الجمال في مسرح الصورة.
 
عقدت إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، الأحد، ملتقى الشارقة الرابع للبحث المسرحي، والذي شكّل منذ انطلاقته منصة مهمة لاستكشاف ومناقشة النتاجات البحثية العلمية الرصينة في مجال المسرح من مختلف الدول العربية. 
 
واحتفى الملتقى في دورته الجديدة بأربعة باحثين من الجزائر والمغرب وتونس والعراق، وتناولت أبحاثهم أسئلة تتعلق بالتمثيل والكتابة والإخراج والتأثير الجمالي على المسرح، فيما تم تكريمهم من قبل أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح، مدير المهرجان في ختام الملتقى. 
 
وشارك في مناشط الملتقى الذي أداره الرشيد أحمد عيسى المدير الفني للمهرجان، الدكتور صديق جوهر أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات، ومصطفى آدم أستاذ الأدب الإنجليزي بأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، إلى جانب عدد من النقاد والمسرحيين من بينهم الدكتور خليفة الهاجري، ويحيى الحاج، ومحمد لعزيز.
 
المسرح في سياق العولمة الثقافية 
 
كانت البداية مع عرض لأطروحة الباحث المسرحي الدكتور محمد زيطان أستاذ الأدب الحديث في المغرب، وهي تحت عنوان “المسرح في سياق العولمة الثقافية-دراسة في تحولات الفرجة المغربية”. 
 
وتعرض زيطان في أطروحته إلى التداخل الحيوي بين المسرح كفن إنساني قديم، وسياقات الحداثة وما بعدها من متغيرات ثورية وغزو للعولمة لكافة المجالات بما فيها المجال الفني والثقافي، واعتبر أن المسرح في ظل تلك التعقيدات أصبح في مفترق طرق يقوده نحو تحولات متشعبة تفتح الباب إلى اجتهادات وتجارب بها الكثير من الحوار الثقافي والتبادل المعرفي. 
 
وأوضح أن أطروحته تعتمد على مقاربة لحاضر المسرح من خلال تحولاته المتعددة على مستوى الشكل والمضمون، مع التركيز على مفهوم ما بعد الدرامي، طارحاً سؤالاً جوهرياً عن ماحققه التوجه المسرحي الجديد من تعايش ثقافي وحضاري في ظل عالم يشوبه الصراع. 
 
أطروحة زيطان فتحت الباب أمام الكثير من التساؤلات لدى الحضور من الباحثين والمتخصصين في مجالات المسرح، وتمثلت في مدى تأثير العولمة على الأقليات الثقافية، وأحاديتها وما خلّفته من سيادة نمط ثقافي واحد مع إقصاء للثقافات الأخرى.
 
فلسفة الجمال ومسرح الصورة 
 
وكان المحور الثاني للملتقى، مناقشة مستفيضة مع الباحثة التونسية صفاء غرسلي، والحائزة على درجة الماجستير عن أطروحة بعنوان “العروض المسرحية متعددة الوسائط”، ودرجة الدكتوراه عن رسالة بعنوان “مسرح الصورة”. 
 
غرسلي من الباحثات المهتمات بجمالية المسرح، ولعل تخصصها المرتبط بالفن التشكيلي له التأثير الكبير على خياراتها البحثية، حيث درست بالمعهد العالي للفنون الجميلة بمدينة سوسة، وتخصصت في الفنون التشكيلية والمرئية. 
 
وتحدثت الباحثة التونسية عن مفاهيم انتقال مسرح الصورة من الإبصار إلى الإدراك، مستعرضة أبعاد دراسة الصورة وما تضمه من مكونات حسية وجمالية وعاطفية ومكونات لها علاقة بالإدراك الداخلي والخارجي، واستعانت في أطروحتها عن مسرح الصورة، والصادرة باللغة الفرنسية بالعديد من التجارب العالمية في هذا السياق، خاصة في فرنسا وإيطاليا. 
 
وتناولت غرسلي الحديث عن مقومات الصورة المعكوسة، ومفهوم الصورة الصوتية وما لها من تأثير في فن السينما وضرورة أن يصل تأثيرها لفن المسرح، في صورة جزئية لمفهوم أشمل مفاده التغذية المتبادلة بين المسرح والسينما، علاوة على ضرورة إيجاد جسر بين الفن التشكيلي من ناحية، والمسرح من ناحية أخرى. 
 
وخلصت الدكتور صفاء غرسلي في رسالتها إلى نفي الاعتماد الكلي لمسرح الصورة على الفيديو، فيما أدرجت عناصر جديدة لهذا المسرح ومنها الصورة الذهنية والصوتية والتشكيلية وثلاثية الأبعاد.

———————————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية – وليد الشيخ – الشارقة 24

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *