معهد دراما بلا حدود الدولي توسيع دائرة ورشات التنمية البشرية على مستوى القاهرة

معهد دراما بلا حدود الدولي

توسيع دائرة ورشات التنمية البشرية على مستوى القاهرة

 

رحلات معهد دراما بلا حدود الدولي تستمرّ مع جرعة من العطاء ، البذل والتفاني مع ورشات التنمية البشرية عن طريق الفنون ، ومجدّدا الرحلة تحطّ رحالها بالقاهرة لبعث سلسلة من ورشات التنمية البشرية تجسيدا للغة الحوار وترسيخا لثقافة التواصل والتعاطي عن طريق الفنون ، لغة الفرد والمجتمعات على حدّ سواء .

لقد انطلقت تلكم الورشات مع حضور مميز وكثيف للفيف من المتدربين والمهتمين ، أين رحبت بهم الدكتورة ” دلال مقاري” ، ليقدّم بعدها مباشرة الدكتور ” أحمد الصفتي” المدير العام لأكاديمية تراك ، كلمة ترحيبية شرح وفصّل من خلالها خدمات الأكاديمية وما تقدّمه للطلاب المهتمين ، ليتابع بعدها مباشرة الاستاذ ” ياسر علام ” فحوى وأبعاد ورشته الأولى التي سعت الى الاشتغال على الكتابة كفعل ، وشرح تفاصيل فعل الكتابة كأداة للتعرف على الذات ، مرورا بالحيل الدرامية اللي تستخدمها الذات للتواري والحضور، ملمّا بفعل الكتابة بين ألعاب الاخفاء والافشاء الدرامية ،الفكرية واللغوية ، كما أنه سعى إلى تقديم حراك فكري وأسئلة فلسفية تقود الى معرفة الذات وكتابة الذات بطريقة مغايرة.

 

والأستاذ “ياسر علام” كاتب ومسرحي مهتمّ  بآفاق التماس بين الدراما والتنمية بمعانيها المتنوعة و له محاولات جادّة  في بناء ورش كتابة ابداعية منها “غوثية” ، “رؤى”،

“سر الصنعة” ، هذا بالإضافة الى عديد التجارب المسرحية التي ترجمت الى عدد من اللغات الأجنبية ، كما أنّه عضو مؤسس لمجموعة “مدد” drama for development.

 

هذا وتواصلت سلسلة الورشات ، لتضع لمستها بها الباحثة والسينمائية المختصة ، الأستاذة أسما ابراهيم والتي  ناقشت    أسئلة تقود الى تحفيز الفرد وإعادة تأهيله ماذا تبقى من عقل أينشتاين ؟ عن العبقرية والموهبة والابداع ، حيث سارت الورشة باتجاه هدف :

استعادة الأنا المبدعة القادرة على الخلق والتعبير ، وإيجاد الموهبة داخل الأفراد وتعديل سلوكهم من منطلق أسئلة شرعية :

فما هي العبقرية ؟ وسماتها ؟   ما هو الإبداع ومراحل تحقيق الذات ، استراتيجيات التفكير الإبداعي واستخداماتها ، ما هو فن الالتقاط ؟وصولا الى نتيجة مفاذها :

” أنت الفنان … العثور على الموهبة داخل كل منا “.

والباحثة والسينمائية المختصة ” أسماء إبراهيم ”  مخرج وسيناريست وباحث ، تعمل  باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري ، لها عديد الروبرتاجات والتحقيقات الوثائقية والأفلام التسجيلية التي أخرجتها ، وأفلامها حصدت جوائز محلية ودولية .

كما كتبت نصوصا تلفزيونية وبرامج لعديد القنوات الفضائية ، وهي باحثة بمرحلة الماجستير في النقد التلفزيوني بمعهد النقد الفني بأكاديمية الفنون ، كما تقوم بالتدريب التلفزيوني في أقسام ومعاهد الإعلام والمؤسسات الثقافية منذ عام 2005 ، مهتمة بالتاريخ والتراث والعمران ، وتنشر دراسات تاريخية ومقالات نقدية في عديد الصحف والمواقع الالكترونية .
وتجدّدت مواعيد ورشات التنمية البشرية عن طريق الفنون بالقاهرة  ، لتكون بصمة

يوم متجدّد من توقيع  العبقري الفنان شوقي حجاب الذي خطف الاضواء ،  القلوب وإعجاب المتدربين ، كيف لا وهو صانع معالم فنية لا تنسى في الشعر والمسرح والدراما والإخراج والسينما و( أدب الأطفال ) ، وجاءت تفاصيل ورشته تحت مسمّى :

تجربة المسرح حياة ، رحلة تجربة إبداعية في فنون الدراما ” أين قدّم  الأستاذ شوقي حجاب برفقة الفنانة نهلة ياسين رفيقة دربه الإعلامية والفنانة التي تركت بصمة في الكثير من أعمال شوقي حجاب كممثلة ومغنية وإعلامية ، حيث أخذت المحاضرة شكلا من الحوار بين الفنون الساعية لإعادة تأهيل الفرد والتغيير في سلوكه ، فمن الغناء والنصوص الشعرية والقصصية التي قدمها المحاضران ، وصل المغزى الذي تهدف الورشة الى ملامسته ، فكم من الأعمال الفنية قد أثّرت في الفرد وجعلته يثور على ذاته أولا ويساهم في تغيير الوضع الراهن ، باعتبار الفنون الطاقة المحركة لكل ثورات الذات على نفسها ، وهي صانعة كل مثقف ومفكر ومغير ، محاضرة الزوجين المبدعين وعبر طقس مختلف وأداء مختلف أثارت أسئلة التغيير في كل المتدربين ، كما ساهمت عبقرية شوقي حجاب في ملامسة أعماق أجيال وكانت محفزهم على التغيير من منطلق : ما هو هذا الفن الذي يقود الى التغيير ، وإعادة إنتاج الفرد ؟  ما هو سر التنمية البشرية التي تسكن فطريا وعفويا كل الإنتاج الفني الذي أمتعنا به شوقي حجاب خلال رحلته الإبداعية الطويلة… ؟

 

تجدر الإشارة الى أنّ شوقي حجاب شاعر ومخرج وسيناريست ، عمل في مجال الكتابة للأطفال منذ الستينات ، رائد هو من رواد أدب الطفل في مصر ، شاعر عامية تخصص ووهب حياته لمجال الأطفال ، درس الإخراج السينمائي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، ألّف وأخرج عشرات الأعمال الدرامية للأطفال تلفزيونيا ومسرحيا ، له عشرات الكتب للأطفال ، عمل كمستشار للأمم المتحدة في مجال الإعلام ، كما رشّح مؤخرا لمنصب وزير الإعلام.

 

 

ورشة أخرى وبصمة متجدّدة وقعّتها الدكتورة ” دلال مقاري باوش ” ضمن سلسلة ورشات التنمية البشرية عن طريق الفنون على مستوى القاهرة ، أين قادتها الورشة المختبر الى إنعاش منهجي في التنمية البشرية عن طريق الفنون ، وبعنوان  ” التنمية البشرية وعلاقتها بالسايكودراما تقنيات في التأهيل والعلاج عبر فنون الفرجة ” حاولت تقديم نقط ارتكاز لرحلة التأهيل كمدرب في التنمية البشرية ، وعبر التمارين النفسية والذهنية والحركية ، انطلقت رحلة البحث عن الذات ، مرورا بمنعطفات مهمة لعل أبرزها :

 

مفهوم ومصطلح التنمية البشرية، سعي الفنون والفلسفة الى البحث عن إنسانية جديدة ،

التنمية كمبادرة ومشروع إنساني تاريخي ، مواصفات مدرب التنمية البشرية ، أدوات ووسائل التدريب ، أثـر الفنون على سلوك الفرد وإعادة تأهيله ،مهارات العرض وتقديم الذات ، الورشة كانت عصارة وخلاصة خبرات معرفية للوصول الى مهارات وقدرات جديدة لمدرب التنمية الجديدة ضمن فضاء وظيفة الفنون.

 

تواصلت الورشات لتشهد يوما مميزا مع خبير  التنمية البشرية الأستاذ سامح السيد ، أين تمّ الانتقال فيه الى فضاء جديد للتنمية البشرية عن طريق الفنون ، وتحت عنوان:

قيم ومبادئ الفرد كمدخل لاستراتيجيات التنمية البشرية ” أثرى  الاستاذ سامح برنامجا من التأهيل الذهني والروحي والفلسفي ، للمتطور في التنمية البشرية ركز فيه على النقاط التالية :
ما هي التنمية البشرية  تطوير أم تدريب ؟ ، الفرق بين المدرب والمطور ، بالإضافة الى أسئلة جوهرية أهمها : من يحتاج الى التنمية ؟ ، كيف يتطور الناس ؟ ، ما الذي يحفز الناس على تطويرها ؟ ، ماهية الاستراتيجية ؟ ما الحدود الفاصلة بين الاستراتيجية والهدف ؟ لم لا يمكننا تحديد أهداف بدون استراتيجيات واضحة ؟ ، مع التركيز على ضرورة الربط بين أهداف التنمية وأهداف الحياة هو أفضل استراتيجية أثبتت فعاليتها حتى الآن ، مؤكّدا على القيم والمبادئ والفرق بينهما ، الربط بين القيم والمبادئ واستراتيجيتنا في تنمية البشر ، مع سؤال هام : لماذا يجب علينا دراسة قيمنا قبل وضع أجندة التنمية البشرية لدينا ؟

 

 

 

 

 

 

 

لتكون ختام ورشات التنمية البشرية عن طريق الفنون على مستوى القاهرة مسكا ، وتتويجا مميّزا مع محاضرة الدكتورة أمل فرح  والتي استعرضت فيها بإبداع تحليلا شاملا لمعنى التنمية البشرية عن طريق الفنون ، وتجولت بمرونة المحترف بين الفلسفة والفنون والعلوم وصولا الى فن الكتابة كأحد انواع التنمية والتطوير للطرفين الكاتب والقارئ على حد سواء .

وتعتبر” أمل فرح” من أهمّ الكتاب في مجال أدب الطفل عربيا وهي مؤلفة نشطة أسست دار نشر شجرة لتحمل رؤيتها المجددة والمبدعة في مجال كتب الأطفال ، فازت بالعديد من الجوائز العربية والعالمية ، وتميزت كمحاضرة في مجال صناعة كتب الأطفال ، تشغل مناصب مهمة في مجالات النشر وأدب الأطفال في مصر والوطن العربي ، في دراسة شاملة أطلقت عليها” أمل فرح” عنوان” السياحة في الأدب والفنون” ، قدمت لنا مقومات الوصول الى الهدف  كمطور في التنمية البشرية  بدء من معرفة الذات وسعيها الجاد لتحقيق واقع جديد من خلال اللغة ، وإعادة إنتاجها ، والفنون كوظيفة لتفسير العالم ونقله إبداعيا ، والفلسفة ودورها في تغيير العالم ، محاضرتها تزامنت مع توزيع الشهادات على المدربين ،المحاضرين والمتدربين الطلاب ، بحضور الشركاء في معهد دراما بلا حدود الدولي وأكاديمية تراك الدولية حيث قدم الشهادات حضرة اللواء الدكتور

“محسن ” والدكتور “أحمد الصفتيبمعية الدكتورة “دلال مقاري ،، ليكون شعار الورشة المشتركة ” من الحلم الى واقع جديد” .

 

 

وهكذا ، اختتمت فعاليات ورشات التنمية البشرية عن طريق الفنون على مستوى القاهرة ، بنفس متجدّد ورؤى جادّة ، مع بصمات بارزة للمدربين الذين بذلوا كل جهد لإيصال فحوى رسائلهم وطرح أهدافهم ضمن حيّز التنمية البشرية ، مع التأكيد على أهمية الفنون في التنمية البشرية والسموّ بالفرد مبدعا ، لتستمرّ حكاية الحلم في كل محطة لنشر النور ووضع بصمة العطاء للتحليق نحو الأفق .

 

بقلم : عـبـاسـية مـدونـي – سـيـدي بـلـعبـاس- الـجـزائــر

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *