مسرح عالمي: “كسّارة البندق” لتشايكوفسكي.. في احتفالات العام الجديد مرةً بعد أخرى! ترجمة: عادل العامل

مكن القول إن الباليه الاحتفالية الأكثر تقليديةً هي “كسّارة البندق Nutcracker” للموسيقار الروسي الشهير بيتر إليتش تشايكوفيسكي (1840 ــ 1893) وتُعد نسخة مسرح “الباليه الملكي” الانتاج الأكثر فتنةً.
[ وتتلخص القصة في أن فتاةً شابة تدعى كلارا تمضي، في عشية عيد الميلاد، متسللة إلى الدور الأسفل من البيت لتلهو مع هديتها المفضلة، وهي كسّارة بندق. لكن ساحراً غامضاً يدعى دروسيلميير ينتظر هناك ليختطفها بعيداً في مغامرة سحرية. وبعد أن يهزما ملك الفئران، تسافر كسّارة البندق وكلارا عبر أرض الثلوج إلى مملكة الحلويات، حيث تقدم لهما جنية البرقوق السكري عرضاً مدهشاً من الرقصات. وحين تعود كلارا تفكر بأنها ولا بد تحلم ــ إلى أن تصطدم بشاب وسيم يبدو شبيهاً تماماً بجندي كسارة البندق التي لديها … ] وقد تكون القصة شيئاً يتّسم بالجنون الصاخب لكن ذلك لا يهم كثيراً. إنها ثروة من الكنوز البصرية والموسيقى المدهشة التي تجعل الناس يعودون إليها مرة بعد أخرى، حيث تُعطى كلارا لعبة كسّارة بندق بمناسبة عيد الميلاد من قِبل الساحر دروسلمييَر، الذي يأمل في أن تستطيع أن تُبطل تعويذةً ملقاة على ابن أخته هانس ــ بيتر.
وفي منتصف الليل تتسلل إلى الأسفل فتتورط في معركة بين جنود دمى وجيش من الفئران قبل أن تُقذف هي وهانس ــ بيتر بعيداً إلى “مملكة الحلويات”. وعلى كل حال، فمهما كان عدد المرات التي يشاهد فيها الواحد هذا العمل الرائع فإنه يظل ممتعاً على الدوام.
لكن نزهة هذا العام، التي ستستمر حتى 12 كانون الثاني 2017، ستكون أفضل من أي وقت مضى. إذ أن مصمم الرقصات سير بيتر رايت، الذي احتفل مؤخراً بعيد ميلاده التسعين على المسرح مع كعكة ضخمة، أخذ الباليه الروسية الأصلية ومنحها شكلاً وأسلوباً في أول نقلة له في عام 1984. وقد ظل يقوم بتحسينات دقيقة منذ ذلك الحين.
فنجد مشهد الكريسمس، عيد الميلاد، العائلي الذي يكوّن الفصل الأول من المسرحية الموسيقية، أقل بعثرةً بكثير هذه المرة ويتّسم بألفة حقيقية، ويمتلئ بتفاصيل مثل قفز كلارا إلى حضن جدها الجالس في كرسي بعجلات. غير أنه مشهد من التحول المرعب الذي تجحظ له عيناك. إذ يقلّص دروسلميير الساحر كلارا إلى حجم فأرة ويوقف الزمن، فتنمو شجرة عيد الميلاد حتى السقف لتملأ المسرح وتنكمش قلعة الدمى إلى ما يشبه مشهداً من حكاية “أليس في بلاد العجائب”. وإذ يسير الجنود الدمى خارجين من القلعة الخشبية تدخل أنت في حالة من الحلم. ويدور ملائكة خشبيون هنا وهناك على المسرح كما لو كانوا على عجلات صغيرة، وتبرز دمى من الصناديق لتسلّي ضيوف الحفلة وتتمايل أفواج من رقائق الثلج عبر المسرح وكأنها عاصفة ثلجية جميلة. ومع رقصة عربية شهوانية وأخرى بين “جنية البرقوق السكري” وأميرها، يكون هناك شيء ما للجميع.
 عن: Express

المصدر/ المدى

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *