مسرحية خيانة و معالجات مسرح ما بعد الحداثة /ظفار احمد

 

 

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة خاص

بسبب اللغة الشكسبيرية ذات الشعرية العالية فأن المفهوم يحول تلك المقاطع الى منطق المتعالي الفلسفي الذي يمنح المصداقية لاستخدامها كوثائق بالصور بالإضافة الى طرازيه ملابس الشخصيات التاريخية .

و من المهم ان نعي ان الخائن هو شخص يعمل ضد  مصالح شخص اخر امن له ، فيعمل بالضد منها ،  و الخائن اما ان يخون شخصا او قيمة او نفسه او جماعته انه يخون عهدا و يكسره ، فما هو سبب اختيار الخيانة لتقديمه كمفهوم  ، و عادة ما نعود للبحث عن هذا المعنى في الذاكرة القريبة لنرى ما هو المعادل الموضوعي لفعل الخيانة  ، و منها نفكر في ان الخائن هو من لم يحارب ، و من لم يدافع ، و من لم يصن ، و من لم يبني الوطن ، و الخائن هو من هرب من ساحة الواجب و من يتقصد ايذاء وطنه و اخوته في الوطن ، و صور الخيانة كثيرة ايضا  ، فالسارق و القاتل و المحتال و المهرب و المزور … الخ كلها صور لخيانة الله و الوطن و الأهل و المجتمع و النفس .. من هنا كان اختيار الموضوع للتقديم منطقيا ، و هو اختيار موفق ، و مناقشته كمفهوم على هذه الصيغة  تمنحه الديمومة و امكانية عرضه في اي توقيت  .

و كان من الصعب البقاء في دائرة المتعالي المغلقة التي تحملها اللغة الشكسبيرية خصوصا اننا لا نتلقى قصة تتطور ، انما فكرة و مفهوم يتجادل ، لذا انفتح الجدل ليشمل رفع الشخصيات و الحوارات و المواقف و الأحداث الشكسبيرية من نصوصها لتوضع في بيئة مختلفة هي البيئة الشعبية العراقية الصرف . ان هذا التحويل في البيئة و المكان و الزمان ناتج عن الوعي  بأزمة المتعالي الشكسبيرية امام نظام حياتي تحكمه سلسلة من الوسائل العصرية الحياتية التي تؤدي الى ايقاع سريع لا يتناسب و تلقي المتعالي الشكسبيري البطيء و هو الذي ادى الى اختيار  بيئة شعبية سمحت بالتوازن و اقتسام العرض مع المفهوم المتعالي القاسي و تقديمه في بيئة جديدة شعبية تتناسب تماما مع الأيفاع العصري للتلقي و كان هذا حلا مناسبا جدا . و هو مؤشر مهم في اختيار اسلوب تقديم العروض للتلقي و ذلك بوضع المعطيات الأنية لأسلوب حياة المتلقي على المسرح و معرفة كيفية تقديم ايقاع و اسلوب التلقي .

و يقترب العرض في هذه العملية ( استلهام الشخصيات الشكسبيرية في بيئة مختلفة ) من ( فن البوب ) ][  او الفن الشعبي الذي يستلهم المواد الجاهزة و ينقلها بألوانها الى بيئة مختلفة تماما هي بيئة الحياة اليومية و عن ذلك قال الفنان ( اندي وارهول ) ][  ” ان الفن يجب ان يكون نتاجا للاستهلاك المكثف ، و ان يكون في متناول من يرغب الحصول عليه ” ] [ و هو معنى مشابه  لفكرة انزال المتعالي الى مستوى الشعبي ( جعله في متناول الجميع ) .

و لأن التصدي للعمل المسرحي الشكسبيري او المعد عن نصوص شكسبيرية يؤدي للوقوف امام مفترق طرق عديدة ، فقد كان على المخرج و المعد ان يفكرا بالخطوات التي تسمح بتلقي متميز فأنني اعتقد ان هناك طرق لتقديمها متعددة ، منها  الاتي  : –

1- الغور في التعالي و الجنوح الى العرض البصري

2- تقديم معادل تجريبي عميق و معقد ( ما بين الجد و الرؤية التشكيلية )

3- التقديم الكلاسيكي المتعالي الجاف

4- التجريب بواقع المتعالي و جذبه الى المعاصرة و الشعبية ضمن اطار جدلي ملحمي ][ يمكن اسناده بالوثائقية .

و حلول اخرى  ، و قد اختار العرض ( خيانة ) الخيار الرابع لسحب التلقي الى منطقة المتلقي ، ( زمنه و ايقاعه و نظرته الجمالية ) لتغيير مفاهيمه و جلب الفائدة له و الجدل مع عقله .

و النص يعتمد اعتمادا اساسا على وضع  الحوارات الشكسبيرية  في مداخل مشابهة للمعنى الذي وجدت من اجله في نصوصه الأصلية ، و هو ما سمح بأسناد المواقف في مجموعة القصص الصغيرة المتداخلة  التي تبدأ و لا تكتمل و لا يسمح لا المعد و لا المخرج بإتمامها ، فما ان تبدأ قصة ما حتى ندخل منها الى غيرها و هذا يعزز التنوع في الشكل الدرامي و يحيل الى الملحمية التي تعتمد على كسر و هدم الشكل بالجدل معه  ما يعزز الجدل للوصول الى  مفهوم الخيانة ايضا . لكن النص هنا  يختلف عن النصوص الملحمية التي تعالج القصة الشعبية او تحويل القصة المتعالية الى شعبية لأنه يمزج ما بين المتعالي و الشعبي وذلك بعلاج المتعالي بكسر ايهامه  وانزاله  الى مستوى الشعبي مع المحافظة على صفته كمتعالي ، الأمر الذي منحه الخصوصية ، ان النصوص الشعبية سابقة الذكر تستخدم قصصا متنوعة اساسها شعبي او تاريخي او مشترك مع مفهوم لتقدمه في اطار ملحمي ، و الملحمة تقدم القصة على اساس من تحويلها الى الفعل الماضي او التآرخة ،  و هو ما يسمح بمزاوجتها بالوثائقية متى كان ذلك ممكنا . و القول بان العرض كولاج نتج عن استعانته المتكررة بمواد من خارج سياق الفعل المسرحي ( التكنولوجيا و الأفلام و الصور ) .

و قد عمق اختيار العرض ( الجمع ما بين الشعبي و المتعالي )  فكرة الخليط و التجميع ما بين عناصر العرض . و تلك منطقة خصبة من التجارب المتوالية تصنع من خيانة ، عرضا مسرحيا تجميعيا متنوعا ( كولاج ) كما اسلفت  ما بين ( المشاهد الشكسبيرية + الشخصيات الشكسبيرية المنقولة الى الواقع الشعبي + الأفلام المنعكسة مسبقة التنفيذ + الأفلام المنعكسة على السايكلوراما ][ ذات البث المباشر + الصور الساكنة على فلكس = خيانة  ) ما يجعله نص عرض ، اي كتب بشكل اجرائي لصناعة عرض سريع التنفيذ .

و المكونات المذكورة جميعها مفاتيح تثير الخيال ، جمعها معدا العرض لتمكين مخرج العرض من الولوج منها الى عرض متميز عند التحول من النص الى الخشبة و قد وجدا حلا اساسيا للمعادلة ما بين الشعبي و المتعالي و ذلك باستخدام شخصيتان محايدتان ما بين الشخصيات و المتلقي ، هما ( المصور و المذيعة ) لتمثيل المتلقي في الجدل و اطلاق سؤال غير من شكل نص العرض ، ذلك هو ما هو شكل هذه الشخصيات الشكسبيرية في الواقع العراقي ؟ و هنا تدخل معدا نص العرض مرة اخرى عبر استئصال كل الحصيلة التي لا علاقة لها بالخيانة ما ابقانا داخل المفهوم . و كان النص على هذا امام لغتين منطوقة حرفيا هي اللغة العربية الفصحى و اللهجة العراقية الدارجة المتداولة ما جعلنا امام معاني متعددة .

و المفاتيح المذكورة انتجت الكثير من المداخل العكسية للولوج الى عالم جديد غير متوقع و المقصود بالمدخل العكسي هنا تقديم طريق للدخول الى الموضوع بطريقة مختلفة عن الطريقة المعتادة و ذلك بإضافة معرفة تختلف و تعاكس ما يعرفه المتلقي عن الموضوع قيد النقاش بطريقة ما  ، و يؤدي المدخل العكسي فعل الصدمة ما يسمح باستفزاز المتلقي و جعله يفكر مثل : –

1- تحول ( عطيل)  الى خائن بدل (  دزدمونة ) باختياره ان يكون ارهابيا يفجر محبوبته ( دزدمونة ) بينما العكس في الأصل

2- ( عطيل)  يخاف من زوجته هو الذي يقتلها في الأصل

3- حضور الشخصيات الشكسبيرية الى جانب الممثل الأصلي على المسرح ( كل منهم يؤدي شخصيته و دوره )  بل وجود شخصية ثالثة ( عطيل و  ( دزدمونة ) بالإضافة الى شخصيتهما الأصلية الفنانة  ( سوسن شكري) و  الفنان ( ضياء الدين سامي ) بالإضافة الى شخصيات شعبية تتداخل معا

4- قيام ( الليدي ماكبث)  بغسل الملابس في اشارة الى التطهر من الأثام و الدم .

5- (عطيل)  المتعالي  يطرق الباب و يقول حوارا شعبيا صرفا  ( اني عطيل وياية ماكبث و هاملت ، حطن شي على راسجن )

6- شخصيات شكسبير النسائية المتعالية ترتدي العباءة

7- شخصيات شكسبير النسائية المتعالية  تبيع العطور و الملابس النسائية

8- اضافة شخصيات محايدة متى شاء ، لا تاريخ لها و لا مستقبل ، مجرد صفات للتأثير في الحدث ، و هي شخصيات معاصرة مثلنا ، مثل المتلقي ، انية هما المصور و المذيعة .

وفي الجانب الشعبي  اختار نص العرض تقديم طرح جريء حول انتقاد الواقع العراقي على نحو صادق ، بأسلوب محب لوطنه ، و شخص ينتقد للإصلاح لا للعداء و لا هم له سوى الاعتراف بأننا نتأخر و نتخلف عبر فضح الكثير من المسكوت عنه من اعراف اجتماعية بعضها قديم و بعضها يفرض حديثا مثل الحديث في عالم النساء الخاص حول تحكم الرجال في المجتمع الذكوري و تقييد حرية المرأة ، و يقدم العرض مثلا حول ممثلة اخفت حقيقة كونها ممثلة عن اهلها اربعين سنة و اخبرتهم انها ممرضة رغم ان وظيفة الممثلة في الحياة هي العمل تحت الأضواء الكاشفة ، و لا تخفي شيئا عن احد  ، و الممثلة تقدم دور ( دزدمونة )  رغم كبر سنها بالقياس للشخصية بسبب من عدم قبول العائلة العراقية لأبنتها العمل في مجال التمثيل .

وهكذا يفضح نص العرض ، الخيانة التي  تتركب على الانغلاق و التخلف الذي يزداد ، و الإشارة الى ان التخلف تزداد رقعته في الوقت الذي كلما عدنا بالزمن اكثر ازداد التحضر و هذا الأمر لا علاقة له بنظام معين او بتعاقب الأزمنة الا في كونها مؤثرات ، و له علاقة بالمجتمع فقط ، الذي خسر الكثير من مثقفيه و علمائه و فنانيه  بالإضافة الى هيمنة جانب متخلف من المد الديني ، بالإضافة الى سيطرة بعض العادات التي ينتقدها العرض و هي من صور التخلف مثل ما جاء في الحوارات  ( هذا تاج راسك , هذاك خط احمر،  خيانة يبيع الوطن و فلانه فخر العشيرة و كل احنه سيوف بتارة )   ، و يضطر العرض لاستخدام الكلام المباشر لأدانه الواقع  بسبب استشراء الخيانة . ثم ( متنكسر عيونهم من البوك و الرشاوي و التقصير بالواجب و الخيانة )

و يمكن على هذا حصر انواع الخيانة في العرض بالاتي : –

1-  ( الملك لير )  يخون شعبه بتخليه عنهم

2- ( هاملت ) بعجزه عن استرداد شرفه الملكي

3- ( عطيل )  بتحوله الى ارهابي

4- خيانة اغتيال ( يوليوس قيصر )

5- كيف يخون الرجل المرأة

6- خيانة الوطن عبر الانتقاد في  الحوار المباشر لممثلة شخصية ( دزدمونة )

7- و انواع اخرى من الخيانة

و النص في خيانة اذن ،  لم يلتزم بأية قاعدة فهو يكسر كل القواعد المتعارفة ، يكسر الحوار الجاد بالحوار الساخر ، و كسر المشهد الجاد ، بمشهد فيه لعب ثم كسره بالواقع و العودة الى السخرية تارة باللهجة الدارجة و تارة باللغة العربية الفصحى ، و هذا الدخول في الزمان و المكان و الحوار و الحدث من اي باب صنع اسلوبا ادائيا  ممزوج ببعض الفعل الدرامي و هو ما شكل العرض . و المحصلة لا قواعد .

و لا قواعد هذه ليست انتقادا بل هي حسب تصوري من مميزات العرض فهي تلغي افق التوقع عند المتلقي و تجعل العرض مساحة تحتاج الى الاكتشاف ما يؤدي الى المتابعة و التركيز في التلقي و الى مساحة من اللامألوف و اللامتوقع ، و من المهم تأشير حالة ، ان واحدا من حالات الإظلام في العرض ( بعد مشهد هاملت و ماكبث ) كان طويلا تقريبا 12 ثانية او اكثر  و كان الصمت بليغا في القاعة ، يؤكد هذا وجود تركيز حقيقي بين المتلقين و هو الأمر الذي يؤكد نجاح الأسلوب في مسعاه  .

و الملحمة اساسا تثير الدهشة او الاستغراب المتولد من الأحداث البطولية او الغير معروفة المتولدة من شيء غير متوقع او متعارض مع عنصر التوقع الخاضع لنظام الاحتمالات ( المعرفة و الخبرة الإنسانية ) و بالتالي فأن حدوث ما يعارض المعرفة يؤدي الى تغييرها ، و بهذا فأن الاستنتاجات بهذا الخصوص هي ان  : –

1- كل عملية نقل لشخصية شكسبيرية من بيئتها المعروفة الى بيئة مختلفة تماما ، او شعبية طرازية مثل البيئة العراقية هو تغريب

2- كل عكس للفعل مثل ( عطيل ) هو الخائن بينما (  دزدمونة ) تتهم بالخيانة في الأصل و  يعد تغريب

3- الاستخدام الساخر للفعل الجاد ( المعروف بجديته  ) هو تغريب

4- كل المداخل العكسية التي سبق الإشارة اليها هي تغريب لأنها اعادة رؤية لأفعال معروفة

و هكذا فأن كل مادة تخضع لمنطق ( جعل المألوف غريبا ) هو تغريب . و التغريب هو احد اهم اركان المسرح الملحمي الذي ” يتوجه الى اناس مهتمين (لا يفكرون عبثاً)، تشاطرهم في ذلك الجماهير على اكمل وجه، وتظهر المادية الجدلية عند ( بريخت ) بدون لبس في محاولة استقطاب هذه الجماهير مسرحياً بطريقة بارعة ومن غير اللجوء الى طريقة (الثقافة)” ] [ .

 

يبدأ العرض  ، على انغام موسيقى البيانو و هو مدخل شفاف يحقق ارضية من التهيئة النفسية للعرض ، ثم نرى مجموعة من الممثلين يتحركون  بطريقة توحي بالمهام و الوصول الى هدف ، فالجميع يسير على خط واحد على التوالي ، يصطفون تباعا ، في البداية على خط عرضي ثم طولي و كأنهم يقفون بالدور للحديث امام المايكرفون  كل في دوره ، و هذا ما يحدث فعلا ، لكن ما يساهم في عدم كشف اللعبة هو الغموض الذي يحققه خفوت الإضاءة ، ثم يتكلمون ، كل يعرف بنفسه عن طريق حوار يمثله  .

استخدم العرض وسائل متنوعة كما اشرت بعضها من خارج السياق المسرحي ( تكنولوجيا ) و البعض من داخله مثل : –

1- الأفلام المنعكسة

2- الصور المنعكسة

3- الصور المطبوعة

4- تقنيات التحريك و الحمل و الرفع ( الهيرسات ) []

5- خدع تركيبية بين الصور و الأفلام و الإضاءة و الممثل

6- افلام البث المباشر ( الحي ) التي تصور و تبث مباشرة

و تعد المواد التي من خارج السياق ( ملصقات ) وضعت ( بالقص و اللصق ) و ( التركيب ) لصناعة ( كولاج ) كما اسلفت من العرض .

و قد جرى استخدام الوسائل الحداثية ( الأفلام و الصور ) بدقة ، و اضيف اليها استخدام معاصر هو ( البث المباشر) الذي يدل على الارتجال التقني و المباشرة  الأنية كواحدة من اركان ما بعد الحداثة الا ان المخرج لم يجعلها السمة الرئيسية في العرض بل واحدة من ملصقات ( مقاطع ) العرض على الخشبة بالإضافة الى الارتجال و الأنية  ، كما استخدم التمثيل و الأزياء ذات الإطار الشعبي ، و الشعبي في ( فن البوب ) مثلا  كان الشرارة الرئيسية لما بعد الحداثة و باعتقادي فأن المسرح الملحمي هو نموذج حي يربط بين الحداثة و ما بعد الحداثة و هو يقبع في هذه الخانة نظرا لكسره الشكل الدرامي و معالجته المفهوم و نزوعه نحو التجميع في العرض و النص و تقديمه بعض المقاطع ارتجالا و تضمينه العروض الوقائع التي لا بعد تاريخي لها و لا مستقبل .  كما تزامنت فترة نضوجه تاريخيا مع بداية ظهور ما بعد الحداثة   ( بسبب من شكلانيته و تفكيكه الحدث المسرحي ) .

و قد جمع المخرج مجموعة متميزة من الممثلين ركز فيها على امتلاكهم الحضور او ما ندعوه ( بالكاريزما ) اكثر من اختيارهم على اساس قدراتهم التمثيلية نظرا لاختياره الأسلوب السهل في الأداء ، سهل الحفظ و التقديم بالقياس لإمكانيات الممثلين الكبيرة في هذا العرض . و من المهم ان نؤشر صعوبة جمع هذا العدد من الممثلين في عروض مسرحية لمخرجين بظروف مختلفة . و الأهم ان اداء الممثلين دار ما بين اندماج جزئي يساعده الكسر الدرامي و كسر الشكل التقني في الخروج من الاندماج الى اداء ما بين الاسترخاء و عدم التمثيل حتى ان الأداء لم يكن تقديمي بحت  ، و عمل العرض ايضا على كسر الاندماج بالأداء عبر كسر صفات المذيعة و المصور و الخروج و الدخول من الشخصية و اليها مثل كسر ممثلة ( دزدمونة )  الفنانة ( سوسن شكري ) ][ عندما غادرت دورها الى الممثلة العراقية ، و ( عطيل )  الفنان ( ضياء الدين سامي ) ][ الى الممثل الأخر .

ان الفنان ( اياد الطائي ) ] [ هو الذي ادى شخصية الملك لير هو الحاضر بقوة بنظراته الثاقبة و قدرته عل البحث في الشخصية ، ان ما يميزه هو تحديثه الدائم لمعلوماته في التمثيل ، هو الذي يتمتع بخيرة ممتازة تدفع بالعرض الذي يشارك ضمن فريقه الى النجاح و التميز و العلاقات الداخلية المحترمة في مرحلة الأعداد  .

اما الفنان ( مازن محمد مصطفى ) ][  الذي قدم العرض عملية اغتيال شخصيته (  يوليوس قيصر)  بالرصاص ، و هي نهاية غير تقليدية  للشخصية  و الذي يعد  شخصية كارزمية يبتكر الحلول و الفرص و الحديث الشيق داخل المجموعة بالإضافة الى امكانات تنفيذية مبدعة ما يجعله محط انظار دائم لكل المبادرين الى عروض تحتاج الى تنفيذ مختزل و سريع

و كان الفنان ( د . خالد احمد مصطفى ) ] [ احد هذه الخيارات المتوازنة فهو يمتلك الحضور و العلمية و الرصانة و الحرص بالإضافة الى قدراته على الأداء الجسدي ، و قد ادى دور ماكبث الذي ظهر بدوره بطريقة غير تقليدية كحلاق يحد شفرته و يقوم بتصفيف شعر هاملت الذي اداه الفنان ( طه المشهداني )] [ ليظهرا معا بوصفهما  ملك سرق منه عرشه و ماكبث بوصفه سارق عرش في توظيف لحوارات و مشهدين متداخلين لشخصيات ( شكسبير)  التي وظفها في سياق مشابه في نصوصه ، و لعل الفنان ( طه المشهداني )  بدوره لا يختلف كثيرا عن هذه المجموعة فهو بدوره يتمتع بالحضور و المصداقية و التنوع في ادائه على المسرح كما يمتلك المطاولة التي تمكنه من اداء الشخصيات المعقدة و الطويلة . بالإضافة الى شخصيته الجامعة و الاجتماعية المحببة . و من المعالجات الساخرة ان هاملت يدخل على عكازات بوصفه عاجز فيرن هاتفه ليسأل عن تلك النساء المتشحات بالسواد شخصيات شكسبيرية يرتدين العباءة العراقية فيخبره شبح ابوه الملك  انهن بديلاته هو الذي لم يأتي بسبب ازدحام الشوارع  فيردد عبر الهاتف انصت اليهن جيدا . هكذا يخبره الشبح ، و كان هذا كسرا للتقليد و هدم و اعادة بناء فيه سخرية كبيرة مع انه يحمل ذات المعنى المنشود في المتعالي .

اما الفنان (  ضياء الدين سامي )  الذي ادى دور عطيل فهو بالإضافة الى كونه ممثل متميز و يمتلك الحضور فهو كريوكراف و راقص متمكن لولا اختياره التمثيل بديلا لذلك .

كما تحمل الفنانة (  بشرى اسماعيل ) ] [  ذات الشخصية الاجتماعية المحببة ، و هي التي ادت دور الليدي ماكبث على المسرح و في فيلم منعكس ايضا . و هي تتميز بملئها الدور بردود افعال الشخصية بدلا من اداء شخصياتها على نحو تقليدي .

اما الفنانة (  سوسن شكري)  فقد ادت اداءا مغايرا فيه كشف لشخصية داخل شخصية ممثلة تمثل دور ( دزدمونة )  و ممثلة عراقية في ان واحد ، و هي التي تعترف علنا بفارق السن بينها و بين شخصيتها ( دزدمونة )  الا انها تشير الى مشكلة غياب و اختفاء الممثلات داخل العراق .

و تبقى الفنانة ( شروق  الحسن) ] [   التي ادت دورها بانسيابية محافظة على النسق و هو مؤشر على نجاحها في تجربتها الأولى على المسرح .

كما قدم الأداء الإذاعي الفنان ( حيدر منعثر) ] [  عن شخصية ريتشارد الثالث ، هو الغني عن التعريف .

و الشابين هما ولدا المخرج ( هاشم جبار)  و  ( همام جبار )

كما استخدم العرض مصورا و مذيعة قدما موقفا ادائيا تداخل و المسرحية عبر اطلاق اسئلة مرتجلة للشخصيات الحقيقية ( الممثلين ) و المصور و المذيعة الفنانة ( جيهان الطائي ) ][   كصفات شخصيات لا ماضي لها و لا مستقبل فهي لا تمتلك موقفا الا صفاتها الأنية كمصور و مذيعة مقارنة بالممثلين بمعزل عن شخصياتهم و هم يمثلون الواقع ما يعني ان المصور و المذيعة يمتلكان الواقع الأني و لكنهما لا مستقبل و لا ماضي لهما و هما يمثلان اي قناة ما ينزع عنهما الموقف و يجعلهما شخصيات محايدة ( مضارعة ) تؤدي فعلها المرتجل ثم تمضي و تلك ميزة مهمة من مميزات مسرح ما بعد الحداثة . خصوصا انهما اقترنا بتكنولوجيا البث المباشر .

و بهذا يمكننا تأشير ان المخرج استغل خبرات المشاركين في توظيف متميز من متوالية من الأداء التمثيلي ( توظيف الممثلين ) و تنفيذ الفنيين ( انزال الصور و عكس الأفلام ) و تنفيذ ( الإضاءة و الصوت و الإظلام ) و ( حركة الهيرسات و المسرح الدوار ) ، و المختلف في استخدام هذه الأدوات بوصفها ادوات كل عرض ، ان عرض ( خيانة ) عزل الحالات فلا تتداخل بحيث ان المتلقي يشعر بتوقيت استخدام الأدوات و لا اقول توقعها ( اظلام + انزال صورة واحدة + فتح جهاز واحد + انزال صورتين + حركة ) … الخ و هي لا تتداخل الا نادرا .

و العرض يستخدم تقنية المزج و الإيقاف السينمائي ( الستوب كادر ) و تحويلها الى صورة حقيقية باستخدام خدعة بسيطة من الإظلام و اعادة الضوء ،  و الصور يتم انزالها بالهيرسات المتحركة من الأعلى على المسرح ، الأمر الذي يؤدي الى الإدهاش  بسبب من  دقة تنفيذ الخدعة و توقيته و هو مؤشر على نجاح التلقي . و الصور هنا دليل عملي على استخدام الوثيقة التي نتداولها في الحياة اليومية بالنسخ ، و الصور هنا نسخ عن الأصل و دليل على وجود الخيانة . و يقدم الدليل القاطع للمتلقي كوثيقة ( صورة ) ، كوسيلة لأقناعه بحدوث و سوء الخيانة .

و في سياق متصل اتضحت قصدية  عزل حوارات عن المشاهد قرب نهايتها او بالتوقف ثم اطلاقها ( يسبقها صمت او توقف )  و ذلك  لزيادة التركيز و توجيهه كرسالة بوصفها جزء اساسي من المتعالي الفلسفي الشعري لأثارة الجدل  مثل : –

1- حوار الفنان ( طه المشهداني ) ( هاملت )  : – نحن جميعا سفلة لا تصدقوا احدا منا

2- حوار الفنان (  اياد الطائي)  ( الملك لير ) بعد الانفجار : – ايها التعساء المعدمون .. اين كنتم ؟

3- حوار الفنان ( د . خالد احمد مصطفى ) ( ماكبث )  : –  و هل تغسل بحار الأرض كلها هذا الدم .

اما الموسيقى فقد  دعمت الحالة النفسية للمقطع بما يناسب مساندة التلقي ، فقد  استخدم العرض اغنية عراقية للفنان المطرب ( لسعدي الحلي ) ] [  هي اغنية ( غفة رسمك بعيني ) للدلالة على الانتقال بالمكان و الزمان و الحدث من البيئة الشكسبيرية الى بيئة عراقية شعبية و هو دليل على ان الموسيقى تعد احد مفاتيح الانتقال من مكان الى اخر ، و من زمان الى اخر ، و تهيء الحدث الجديد للتلقي . خصوصا ان الأغنية معروفة على المستوى الشعبي ما يصدم عقل المتلقي بسبب فارق المعنى ما بين (  شكسبير )  و ( سعد الحلي ) و عندها يبحث المتلقي عن الرابط ما بينهما .

و استخدم العرض ايضا تقنية ( لاتيرنا ماجيكا ) التي تدمج الحدث السينمائي المصور بالحدث المسرحي فيبدو ان الممثل يدخل من شاشة السينما الى خشبة المسرح . و قد ابتكرها السينوغراف التشيكي ( جوزيف زافوبودا ) ] [ احد اهم من استخدم انعكاس الأفلام و المؤثرات الضوئية على الشاشات و الأقمشة ، و قد عكست شاشة السكرين فيلما عن الحياة اليومية في شوارع بغداد و كيف ان حياة طبيعية لحركة الناس و الباعة المتجولين يقطعه حدوث انفجار في الشارع فيملأ الشارع دخان الانفجار ، و على المسرح ينفث جهاز الدخان بخار الماء ايهاما بدخان الانفجار و عندها يدخل الممثلين مستغلين تشابه الدخان الى المسرح للوصول الى المايكرفون للأدلاء بشهاداتهم رجلان بزي رسمي و ( الملك لير)  ( اياد الطائي ) فيربط بين الحدثين عبر حوار يطلقه الملك لير يخاطب فيه المعذبين و التعساء للإشارة الى الباعة المتجولين الذين قضوا في الانفجار .

و في الإضاءة فقد  وفر المخرج السينوغراف البيئة المناسبة لعكس الإضاءة القليلة و توسعة دائرة مساحة اضاءتها على المسرح الوطني باستخدامه السايكلوراما البيضاء و اقمشة من الخام الأبيض عبر استخدامات متعددة اهمها كسكرين لعكس الأفلام من الداتا شو مع توظيف التسليط من مصادر ضوء مختلفة الأطوال لزيادة التحكم بشكل سقوط الضوء و قد سمح هذا ( الإضاءة + البيئة العاكسة ) بخلق لوحة تشكيلية ما بين الشكل المتحرك او الساكن ( المادة ) و ظلاله و تدرجات اللون المنعكس .

كما استخدم مجموعة من بقع الضوء المسلطة من ارتفاع اكبر من المعتاد مع استخدام تقنية التحديد الدائري الموجودة كخيار في ( مصنعية الجهاز ) ما سمح بملاحظة حزمة الضوء الصغيرة من مصدرها حتى سقوطها على الممثل و كأن لسان حاله يضاعف الكشف بالتركيز مع صناعة صورة جمالية عبر تحديد الضوء . و يستخدم  الإضاءة كذلك بأسلوب الكشف الفيضي المشابه للواقع لعمل كسر كامل للأيهام في مشهد مرتجل واقعي يدخل فيه الشخصيات الشكسبيرية ، و في وسط المشهد تخلع الشخصيات ادوارها ليعودوا الممثلين انفسهم يتحدثون و يعملون اللقاءات الصحفية التلفزيونية و تعد هذه العملية كسرا للأيهام لتوجيه المتلقي نحو التساؤل و اخراجه من جو الأيهام الى جو التفكير بما يحدث .. و هو اسلوب ملحمي معروف .

واخيرا  ينتهي العرض على تقديم  صوتي بما يعادل الراديو نسمع اصوات (  بيان البيانات في الحرب العراقية الإيرانية و المذيع يقرأ و اغنية لفيروز )  ، و هكذا بعد كل الحروب مات الرجال الشكسبيرين و لم يبقى سوى النساء اللائي يبعن الملابس النسائية و العطور و هي استشراف للمستقبل على اعتاب كل الخيانات و المؤامرات التي يتعرض لها الشعب العراقي و هي احالة فعالة الى هدف العرض بتجميع افكار و مشاهد مفترضة  ثم  نهاية الكولاج ،  فتنطفئ الأضواء تباعا بنظام اللوحة السينمائي  واحدا تلو الأخر حتى الإظلام و النهاية

و نستنتج من العرض ،  ان المخرج يستلهم خبرته كسينوغراف مستمر في توظيف سلسلة الخبرات تلك في خدمة العرض المسرحي مثل : –

1- التعامل مع الخامات و الأقمشة و قدرتها على عكس الألوان

2- حجوم الأشياء و الخشبة بوصفها اطار و لوحة تشكيلية

3- تضمين هذه اللوحة الخشبية مناطق حركة  ممثلين متسقة مع الإضاءة المحترفة

كل هذا و اكثر سمح بتحقيق اللوحة و ابعادها كأشياء و ظلامها و وسائلها الأيهامية على المسرح  .

و يعرف عن المخرج  توظيفه في الإضاءة ابتكارات  الاستخدام غير التقليدي لجهاز الإضاءة في سياق العرض مثل بقع الإضاءة المتحركة و المحمولة و هي اجهزة عادية غير جهاز الفلو المخصص للمتابعة بالإضافة الى تعليق و ربط الأجهزة في غير المكان المخصص لها و في اماكن غير تقليدية ظاهرة و مخفية بعيدة و قريبة … الخ بالإضافة الى احجام و اشكال البقعة دائرية مربعة مستطيلة و الوانها فيضيه كانت او محددة .

كما افرزت خبرة المخرج في السينوغرافيا ايضا قدرة تركيبية متميزة مكنته من صناعة صورة تشكيلية بالضوء ،  بالإضافة الى دقته الظاهرة في صناعة اللعبة المسرحية  و ( في عمله كسينوغراف ، اي ليس في الإخراج ) احيانا ما يركب افكاره الغير تقليدية على مشاهد تقليدية  و هي لا تحتاج الى حجم كبير من التقنية ما يصنع الإبهار و التركيز على السينوغرافيا على حساب العمل الفني و الى خلل في التلقي بسبب الفارق ما بين السينوغرافيا و الشغل المسرحي .

و قد ساهمت دراسته العليا في الماجستير و الدكتوراه في ترصين  موهبته و جعلها تقترب من التجارب العالمية الما بعد حداثية خصوصا في الآونة الأخيرة فهو المقل الذي لم يكن يمارس الإخراج قدم خلال سنتين بعد حصوله على الدكتوراه المسرحيات ( سجادة حمراء ، حصان الدم ، خيانة ) و العرض التجميعي ( في منزل الوزير النزيه ) .

المؤشرات

1- ينبغي قبل الشروع دراسة المتلقي المستهدف و التحكم بطريقة تقديم التلقي ( الأيفاع ، الحجوم … الخ ) مع التعديل عند تغير مكان التلقي و نوع المتلقي . خصوصا عند معالجة العروض الكلاسيكية و الشعرية المتعالية

2- الكولاج هو ”  هو تجميع اعتباطي لمواد مختلفة مهملة او متروكة او مختارة ويتم تنسيقها و معالجتها حسب ابعادها سواء ( بالقص و اللصق ) او ( بالتركيب ) لتكوين شكل فني غير مألوف يحمل فكرة جديدة ”  .

3- وظيفة الأعداد على النص تقديم مفاتيح مثيرة للمخرج تمكنه من تحويل النص الى عرض ناجح

4- استخدام الوسائل الحداثية و ما بعد الحداثية في عرض مسرحي واحد يعني ان العرض ما بعد حداثي نظرا لأن ما بعد الحداثة هي اعادة قراءة و انتقاء للحداثة .

5- ان انتقاء الممثلين هو اهم ركيزة لنجاح التلقي

6- السينوغراف المتميز هو بالضرورة مخرج تركيبي جيد ، و المخرج التركيبي هو مخرج عروض الكولاج .

7- ان استغلال الخامات و الأقمشة و قدرتها على عكس الإضاءة و الظلال يصنع مع الشيء المضاء و المساحة فضاءا تشكيليا

8- ان المخرج السينوغراف ( جبار جودي ) يمتلك عقلية تركيبية متميزة

9- ان الدراسة الأكاديمية العليا ترصن التجربة و الموهبة المسرحية اكثر من الدراسة الأولية

 

صلاح منسي : ممثل و مخرج و مؤلف مسرحي  ، مثل في العديد من المسرحيات ، اخرج مسرحية فياغرا ، مثل في العديد من المسلسلات العراقية ، كما عمل مقدما في التلفزيون ، له العديد من السيناريوهات السينمائية

–  د . جبار جودي ، مخرج و سينوغراف مسرحي ، له جوائز عديدة في مجال السينوغرافيا المسرحية ، عمل مديرا فنيا في عدة قنوات تلفزيونية ، مثل في العديد من المسلسلات التلفزيونية ، اخرج المسرحيات رومولوس العظيم ، حصان الدم ، سجادة حمراء ، خيانة ، في منزل الوزير النزيه ، له كتابين عن السينوغرافيا المسرحية .

– الكولاج ”  هو تجميع اعتباطي لمواد مختلفة مهملة او متروكة او مختارة ويتم تنسيقها و معالجتها حسب ابعادها سواء ( بالقص و اللصق ) او ( بالتركيب ) لتكوين شكل فني غير مألوف يحمل فكرة جديدة  . ” ظفار المفرجي ، توظيف الكولاج في عروض المسرح العراقي ، رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية الفنون الجميلة ، جامعة بغداد ، قسم الفنون المسرحية ، فرع الإخراج ، 2015 ، غير منشورة

–  فن البوب هو حركة فنية بصرية ظهرت في بداية الخمسينات ، تحدى فن البوب التقاليد بتأكيده ان استخدام الفنان الشامل لكل الوسائل البصرية المتواكبة مع الثقافة الشعبية يتوافق مع منظور الفنون الجميلة ،  والبوب يزيل المواد من سياقها ويعزل الكائن، أو أنه يجمعه مع الكائنات الأخرى . ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، شبكة الأنترنت العالمية

– آندي وارهول (Andy Warhol ) ، فنان امريكي من اشهر فناني البوب ارت  ، رسام يجمع ما بين الرسم و الطباعة بالسكرين عبر الشاشة الحريرية ، قدم العديد من الأفلام ، يوجد اليوم متحفا باسمه في الولايات المتحدة الأمريكية .

– محمد العمري ، البوب ارت ، جريدة الرياض ، 18 / مارس / 2011 م ، العدد 15607

– الملحمية ، نسبة الى ملحمة ، مصطلح لشكل مسرحي استحدثه  ( كارلهاينز مارتن و ارفين بيسكاتور ) و طوره ( برتولد بريشت )  يعتمد على تحويل القصة العادية الى ملحمة عبر تأرخة احداثها و تحويلها بالسرد الى الفعل الماضي ، تعتمد على رفض الاندماج و التباعد ( التغريب ) بجعل الأحداث الملحمية تقدم على نحو غريب عن المحيط المعتاد ، و ذلك لأثارة الجدل حول موضوع التلقي على المسرح . ينظر سامي عبد الحميد ، ابتكارات المسرحيين في القرن العشرين ، من ص 171 ، الى ص 189

–  السايكلوراما : القماش المعلق في خلفية  خشبة المسرح .

()  بنجامان، فالتر، بريخت، ت: اميرة الزين، ط1، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1974)، ص12.

–  الهيرس : عمود افقي محمول بأسلاك اعلى خشبة المسرح يستخدم لرفع المناظر و اجهزة الأضاءة و مجموعها هيرسات ؟

– سوسن شكري : ممثلة عراقية ، هي ابنة الممثل و المخرج الراحل شكري العقيدي ، مثلت للمسرح ( عقدة حمار ) و ( يا حافر البير ) و ( اطراف المدينة ) و مثلت للسينما ( النهر ) و ( الأسوار )

– ضياء الدين سامي : ممثل عراقي ، كان راقصا متميزا ، انضم في وقت مبكر الى فرقة عشتار للباليه ، و الفرقة القومية للفنون الشعبية ، مثل في المسرحيات ( سن العقل ) و ( شورجة في اوربا ) و ( خليها سكته يا لفته ) و في المسلسلات ( ذئاب الليل ) و ( الذئب و عيون المدينة ) و ( النسر و عيون المدينة )

– ممثل عراقي ، مثل للتلفزيون ( قصة حي بغدادي ) ( وكر الذيب ) و ( الدهانة ) و ( الباشا ) و ( الحواسم ) و اعمال اخرى و للمسرح ( كأس ) و ( كلكامش ) و ( كوميديا الخوف ) و اعمال اخرى

– مازن محمد مصطفى : ممثل عراقي ، مثل للتلفزيون ( سنوات النار ) ، ( غرباء ) ، (مناوي باشا  ) و غيرها . و للمسرح ( جزرة وسطية ) و ( زمن المطحنة ) و اخرى و للسينما ( سر القوارير ) و افلام اخرى

–  خالد احمد مصطفى : ممثل مسرحي عراقي ، استاذ في كلية الفنون الجميلة / كلية التربية الفنية / بغداد ، اختص بفن البانتومايم ، مثل للمسرح ( علامة استفهام ) ، ( غريم الورد ) ، ( الأسكافي ) ،  ( وجهي ليس في المرآة ) ، ( الموت و العذراء ) . و مثل العديد من المسلسلات  منها ( الحواسم ) ، ( الدهانة ) ، ( شموع خضر الياس ) ، ( ابو طبر )

– طه المشهداني : ممثل و مخرج مسرحي عراقي ، مثل للمسرح ( ضياع ) ، ( ساعة المبكى ) ، ( الشاهد ) ، و مثل للتلفزيون ( سنوات النار ) ، ( الطوفان ثانية ) ، ( مناوي باشا ) ، ( الزعيم ) ، ( فدعة ) ، ( السركال ) ، اخرج  مسرحية ( صحراء الشلب )

–  بشرى اسماعيل : ممثلة عراقية  ، مثلت للمسرح ( المطحنة ) ، ( بيت و خمس بيبان ) ، ( اطراف المدينة ) ، ( مقامات ابي سمرة ) ، ( السوق ) ، ( تالي الليل ) ، ( سيدتي الجميلة ) ، ( نساء في حرب ) ، ( صدى ) و اعمال اخرى ، و للتلفزيون ( مناوي باشا ) ، ( الحواسم ) ، ( بائع الورد ) ، ( امطار النار ) و غيرها .

– شروق الحسن : ممثلة عراقية شابة و مذيعة

– حيدر منعثر : مخرج و ممثل مسرحي عراقي ، قدم العديد من العروض المسرحية مخرجا منها ( سور الصين ) ، ( الليلة نلعب ) ، ( امير الأراضي البور ) ، ( جيب الملك جيبه ) ، ( ملك زمانة ) كما مثل للتلفزيون المسلسلات ( غرباء ) ، ( رمال تحرق الأقدام ) .

– جيهان الطائي : مذيعة و مقدمة برامج عراقية ، عملت في قنوات متعددة

– سعدي الحلي : مطرب شعبي عراقي شهير

– جوزيف زافوبودا : مدير معهد براغ للسينوغرافيا ، برع في استخدام الشاشات التي تعكس الأفلام و الصور و الخدع البصرية  بأستخدام الفانوس السحري و القصد منها التغلب على ( الشكل البصري ) للمسرح التقليدي و ذلك بأعطاء المتفرج عدة خيارات للمشاهدة  سامي عبد الحميد ، ابتكارات المسرحيين في القرن العشرين

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *