مسرحية “الملك لير” الشكسبيرية بالدارجة اللبنانية/رويترز

 

انطلق في لبنان العرض العالمي لأول ترجمة لمسرحية “الملك لير” للشاعر والكاتب المسرحي والممثل البريطاني وليام شكسبير (1564-1616) إلى العامية اللبنانية.

جاء هذا العمل في ذكرى مرور 150 عامًا على تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت، وضمن أنشطة في جميع أنحاء العالم لإحياء ذكرى مرور 400 عام على وفاة شكسبير.

العمل من تقديم اللجنة التنظيمية لاحتفالية الجامعة الأميركية و”مبادرة العمل المسرحي” في الجامعة الأميركية في بيروت، بالاشتراك مع فرقة مسرح “الفاكشون” البريطانية وبرعاية المجلس الثقافي البريطاني في بيروت.

الملك لير هي واحدة من مسرحيات شكسبير المتأخرة، ولعلها أكثر مسرحياته مأساوية. تقع أحداثها في بريطانيا أسطورية وثنية، وهي، كما يوحي عنوانها، بحث مسرحي في تفكك النظام الملكي؛ علمًا أنها كتبت عام 1605، أي بعد عامين من وفاة الملكة إليزابيث، التي لم تنجب أطفالًا.”

أسند إخراج المسرحية إلى الممثلة والمخرجة وأستاذة المسرح في الجامعة الأميركية في بيروت، سحر عساف، بالتعاون مع المديرة الفنية في مسرح “الفاكشون”، رايتشيل فالنتاين سميث؛ وشارك في البطولة روجيه عساف ورفعت طربيه وفؤاد يمين.

وفي حين كان من المقرر عندما بدأ العمل على المسرحية بكل جوانبها منذ أكثر عام، أن ترتكز الحوادث في لبنان كي تتماشى مع الترجمة اللبنانية، تؤكد سحر عساف أن فريق العمل بدل هذه النقطة لاحقًا.

وقالت “هذه المسرحية لا تُحدّ ضمن إطار واحد؛ فهي تتحدث عن كل العالم، ويمكن أن تنعكس حوادثها في أي مكان، لكننا، كفريق عمل، أردنا أن يتفاعل الجمهور اللبناني معها وإن لم تتحدث مباشرة عنه.”

وأضافت “تركنا العمل شكسبيريّ الطلة، ولكننا قدمناه في اللغة العامية. أردنا الاحتفال بشكسبير؛ ولأن البعض يخشون أعماله معتبرين أنها شاهقة، أردنا أن تكون المسرحية في متناول الجميع، ولهذا جعلناها أكثر قربًا من الناس، مع الإصرار على الإخلاص للنص الأصلي.”

ورافقت المسرحية ترجمة إنجليزية لنص شكسبير الأصلي، التي ظهرت على شاشة خلفية في الشق الأعلى للمسرح.

كما أطل في الشق الجانبي الأمامي للخشبة ثلاثة موسيقيين، عزفوا مباشرة أنغامًا ألفها هادي دعيبس لترافق بعض المشاهد واللحظات المحورية والمصيرية في العمل، وهم: دانيال بلابان على الإيقاع وناييري غازاريان على التشيللو ونوبوكو مييازاكي على الناي.

يطل على خشبة المسرح 18 ممثلًا، بينهم 12 في أدوار رئيسية، وستة منهم متطوعون أو هواة أو خريجو الجامعة الأميركية.

وعن أسلوبها الإخراجي، قالت سحر عساف “لا أجبر الممثل على أي شيء. أشدد على التعاون وعلى إعطاء مساحة للممثل.”

وتقول المخرجة عن تعاونها مع الممثل والمخرج المسرحي روجيه عساف “العمل معه كان أكثر من رائع، ووضع موهبته وخبرته في تصرف الجميع، وجعلنا نشعر وكأنه يتعلم منا. وفي الوقت عينه، كانت تجربة العمل معه تحديًا كبيرًا، نظرًا لاحترافه وخبرته الطويلة.”

وأضافت “صحيحٌ أنه مخرج مسرحي، بيد أنه حاول أثناء التدريبات أن يحافظ على دوره كممثل فقط. وعندما كانت وجهة نظره تختلف عن وجهة نظري من الناحية الإخراجية، كان يقول: حسنًا، سأوافق لأنك المخرجة.”

وبعد انتهاء العرض، قال رالف الحاج (47 عامًا) “لم أتوقع أن تكون طويلة إلى هذا الحدّ. ومع ذلك، لم أشعر بالملل أو بأنني بحاجة إلى مغادرة المسرح قليلًا لأرتاح؛ على الرغم من مأساوية العمل وقساوته في بعض المشاهد”.

أما ستيفاني المرّ (30 عامًا)، فأكدت أنها في حين “لم أعتد بعد أن أتابع أعمال شكسبير في اللبنانية العامية، لكنني استمتعت بالعمل وتفاعلت معه في كثير من المشاهد.”

المصدر/ عرب 48

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *