مسرحية «العائلة الحزينة».. عمل جماعي جميل/احمد ناصر

«فليسقط المرحوم» جملة قيلت وسط زخم كبير من الحوار في مسرحية «العائلة الحزينة»، لكن هذه الجملة اختصرت العمل بالكامل، تحكي المسرحية التي كتبها الصربي برانسيلاف نوشيتش، وأخرجها عبدالعزيز صفر وأنتجها مسرح الخليج العربي، المسرحية تحكي قصة ميراث تختلف عليه مجموعة من مدعي الورثة، المتوفى تاجر كبير لذلك ظهر على السطح كل من كانت له علاقة به، اجتمعوا كلهم في قصره الجميل، بانتظار المحامي الذي سيكشف من خلال الوصية عن الوريث لكل املاكه.
نقلتنا المسرحية إلى أجواء اوروبا بداية القرن العشرين، وهذا طبيعي لان الكاتب ينتمي إلى تلك الفترة، حتى الحوار والحركة ينتميان إلى تلك الفترة، ولم يغير المسرح العربي فيهما لكي يتناسبا على الأقل مع عصرنا الحالي، لكن هذا التمسك بمسرح نوشيتش كان جميلا ولم يفسد علينا ليلتنا الفنية، بل استمتعنا بالعمل وأجوائه الاوروبية الخالصة.
◗ ثلاثة عناصر
اعتمد المخرج عبدالعزيز صفر على ثلاثة عناصر مهمة في العرض.. أجواء اوروبا الخالصة، الرتم السريع للحوار بحيث لم يترك فراغا في ساعة العرض، الأسلوب الجماعي في الأداء، حيث كثف من وجود عدد الممثلين في الكادر الواحد، ووزع الحوار بينهم لكي يسدوا أي فراغ يمكن أن يحدث في العمل، هذا العدد والحوار المملوء جعل العمل سريعا جدا، ومضت الساعة ولم نشعر بها لأننا كنا نلهث خلف متابعة الأحداث.
الديكور كانت له أهمية هنا، الحقبة الزمنية ومكان حدوثها والقصة تحتاج إلى ديكور خاص، لإضفاء جو معين على الأحداث لتكون أكثر واقعية ويشعر بها المتلقي، ونجح المخرج في شغل تفكير المشاهدين بديكوره الغريب الذي اعتمد على حدوث انزلاق في القصة ولو لم يشعر الجمهور، فجري الورثة خلف المال بطريقة غير مشروعة يعني أنهم يجرون على ارضية منزلقة وسط قصر يكاد يهوي على رأس من يستغله، وهذا ما حدث.. وهذا ما عبر عنه الفنان صفر بجملته البسيطة «فليسقط المرحوم»، لأنها عبرت عن حالتهم جميعا وهي الشعور التام بالإحباط.
◗ صورة فوتوغرافية
المسرح عبارة عن خشبة تجمع احداثا معينة فوقها، وكأنها الصورة الفوتوغرافية التي تجمع زمنا في اطار واحد، لذلك فإن خروج الممثلين من الخشبة يشبه خروج الشخص من اطار الصورة، واعتماد المخرج صفر على خروج الممثلين من الخشبة ونزولهم إلى الصالة لم يكن له داع أبدا.. بل كان سقطة اخراجية للعمل، لأن الخروج من الخشبة يجب أن يكون له لزوم وسبب، أما النزول الى الصالة والتجمع فيها من دون سبب وليس له أثر في الحركة المسرحية فهو ضعف في الاخراج.
المسرحية جميلة جمعت بين العرض المسرحي للمهرجان والعرض التجاري، فهو يمكن استثماره في استقطاب جماهيري، لأن موضوعه الفني واسلوبه الاخراجي يصلحان أن يكونا عرضا تجاريا.

المصدر/ القبس

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *