مسرحية “الحضيض” للكاتب مكسيم غوركي بنكهة فلسطينية

تجسيد فلسطيني لنص روسي

سبعة أشخاص يتسامرون في غرفة كئيبة تحت الأرض

المخرج الفلسطيني ساجي دميري يقول إن مسرحية ‘الحضيض’ للكاتب مكسيم غوركي ظلت حلما منذ دراستها في الجامعة وكان يأمل دائما أن يقوم بإخراج هذا العمل.

اجتهد طلبة مسرح عشتار في تقديم نسخة من مسرحية “الحضيض” للكاتب مكسيم غوركي بنكهة فلسطينية.

واختار المخرج الفلسطيني الشاب ساجي دميري خريج المعهد العالي للفن المسرحي في تونس أن تكون هذه المسرحية التي قدمت آلاف المرات وبعشرات اللغات منذ عرضها الأول عام 1902 أول أعماله في مجال الإخراج.

وقال دميري بعد العرض المسرحي الذي شارك فيه سبعة ممثلين على خشبة مسرح عشتار في رام الله “هذه المسرحية ظلت حلما عندي منذ دراستها في الجامعة وكان حلمي دائما أن أخرج هذا العمل المسرحي الذي ساعدني في النضوج فكريا”.

وعمل دميري الذي بدأ خطواته في مجال التمثيل من خلال مسرح عشتار مع عدد من الطلاب ودرسوا المسرحية معا، وأدخلوا عليها بعض المواقف الارتجالية مع الحفاظ على روحها الأصلية.

وأوضح دميري “عملنا أربعة أشهر من خلال طاولة مستديرة على قراءة النص وتحليل الشخصيات والزمان والمكان. واعتمدنا الارتجال في التعبير عن بعض المواقف بناء على فهم الممثل للشخصية”.

وتستعرض المسرحية على مدار أربعين دقيقة جزءا من الصراع بين قوى الخير والشر في حياة صعبة لم يجد أصحابها سوى قبو تحت الأرض للعيش فيه.

ونجح المخرج في أخذ الجمهور منذ البداية إلى أجواء المسرحية بضم العديد من مخلفات الإطارات وزجاجات الكحول الفارغة وغيرها من النفايات على الخشبة لتشكل تماما ما يشبه القبو الذي تدور فيه الأحداث.

يعرض الممثلون السبعة في العمل المسرحي سبع شخصيات مختلفة، يمثل كل منها حالة في المجتمع، من اللص إلى المرابي بالإضافة إلى رجل الدين وآخر ثوري، كما يوجد واحد يحلم بأنه فنان وكذلك إنسانة مريضة، وزوجة لعامل بسيط.

وقال دميري في تقديمه للعمل المسرحي قبل عرضه “سبعة أشخاص من المنبوذين يعيشون كلهم معا في غرفة كئيبة مظلمة تحت الأرض. هم خليط غريب من الطبقات في ذلك الحين، ولربما غالبية عظمى في مجتمعنا”.

واستخدم المخرج خليطا من الموسيقى العربية والأجنبية في خلفية العرض الذي اختتمه بقراءة لمحمود درويش.

وقال دميري “الأسباب التي دعتني إلى استخدام خليط من الموسيقى أنني عندما كنت أقرأ المسرحية كنت أراها واقعا أماميا لا تنتمي إلى زمان أو مكان محددين، فهي تنتمي إلى جميع الأماكن والأزمنة”.

وأضاف “ربما يرى البعض أن استخدام مقاطع من قصيدة درويش دخيل على العمل ولكن كل مقطع تم استخدامه يعكس شخصية ممثل كأنه يتحدث عن هذه الشخصية وعلاقة الشخصيات ببعضها البعض”.

وقالت ريم بصير الطالبة في السنة الرابعة في مسرح عشتار والمشاركة في العمل المسرحي “المسرحية التي قدمناها روسية إلا أنها موجودة في واقعنا اليوم”.

وتأمل المخرجة الفلسطينية إيمان عون من مسرح عشتار أن “يشق هؤلاء الممثلون الواعدون طريقهم في التمثيل لرفد المسرح الفلسطيني بوجوه شابة جديدة”.

وأضافت “نحن أمام وجوه واعدة من الممثلين الذين لم يكتفوا بالدراسة في مسرح عشتار بل يتطلعون إلى إكمال دراستهم الجامعية في مجال الإخراج والتمثيل”.

وقرر القائمون على العمل المسرحي أمام ضيق المكان الذي لم يتسع للحضور إعادة تقديم المسرحية في عرض آخر.

————————————————

المصدر : مجلة الفنون المسرحية –  العرب 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *