مسرحية «الجندول».. تهريج!

كيف وافقت اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح على نص مسرحية «الجندول»؟! هذا هو السؤال الذي ظل يتردد في ذهني من بداية عرضها، وهي من اخراج محمد الحملي.. كنت أتوقع من هذا الشاب الطموح غير ما رأيت على خشبة مسرح الدسمة، ضمن مسابقات مهرجان المسرح الكويتي في دورته الـ16.
كان واضحا أن المسرحية مسلوقة سلقا، والمخرج الحملي هو الملام الأول في هذا الأمر.. فالجمهور لا يستحق منه هذه «اللامبالاة»، إذا جاز لنا وصف المسرحية، لأن الفرقة كان واضحا جدا عدم استعدادها، وأن النص ربما كتب في ليلة واحدة.. إذا لم يكتب في جلسة مقهى لمدة ساعة واحدة فقط.
أول المآخذ على المسرحية، الإعلان الذي كتب في بوستر العمل.. وهي كلمة 3D هل كان فريق العمل يستهزئ بالجمهور؟! هذه الحركات لا تناسب مهرجانا رسميا للدولة، خاصة أن عمره 16 دورة، كما لا تناسب الحضور الذي ملأ القاعة، حركات الشباب هذه يمكن أن تكون في مخيم في البر أو في الديوانية أو في مهرجان كوميدي أو هزلي للمسرح، أما في هذا المكان.. فيجب أن يحترم المشاهد والجمهور، لنتخيل لو أن هناك ضيوفا كبارا من أنحاء العالم في القاعة، ماذا سيقولون لعمل يعلن أنه سيعرض 3D ثم يقول لهم «انتو صدقتو؟!» هل نسي الحملي أن العرض المسرحي عبارة عن 5D منذ 300 سنة، يبدو أنه نسي هذه المعلومة.
قدمت المسرحية للجمهور مستوى سيئا في الحوار، كلمات لا يمكن أن تقدم على مسرحنا المحترم الذي يتجاوز عمره 100 عام، أزعجوا مسامعنا بألفاظ لم نعتد عليها على خشبتنا العريقة المحترمة، ليت شباب المسرحية راعوا أن التطور والواقعية يجب أن تحترم الجمهور، لا سيما في مجتمعنا المحافظ.. وأن الشبابية والتلقائية والتجديد لا تعني «السفسطة» اللغوية على الخشبة، بل يجب أن يكون التطوير نحو الأفضل والأرقى والأجمل.
تحكي المسرحية عن ثلاثة شبان ضاعوا وسط البحر، وظلوا في مركبهم الصغير أكثر من عشرين يوما، خلال هذه الفترة الطويلة اضطرتهم الظروف والجوع أن يأكل اثنان منهم صاحبهم الذي توفي، ولكنهما لم يأكلا هذا المسكين فقط.. بل أكلا معه المتعة المسرحية التي ننتظرها منهم بعمل لا يصلح للعرض أمام الجمهور، لذلك أعود لسؤالي في أول الموضوع.. كيف قبلت اللجنة المنظمة هذا النص ليشارك في المهرجان؟! لأنه ليس مسرحا بل تهريج في غير محله.

 

أحمد ناصر

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *