لمصلحة مَن حجب جائزة التأليف المسرحى؟!

 

محمد بهجت –  الأهرام 

الجائزة التي تعطى لأي مبدع تحمل عادة معنى التشجيع على بذل الجهد ودعم مشروع الإبداع نفسه بتكريم المتميزين فيه.. فإذا كان أجر المؤلف المسرحي في مسارح الدولة أقل بكثير من أجر حلقة واحدة في الدراما التليفزيونية.. ولا يقاس بأجر سيناريو السينما، فهل نحن بحجب جائزة التأليف المسرحي نساعد علي النهوض بفن المسرح؟!

أم نقول لشباب الكتاب ليس لكم حتى تقدير معنوى وهيا امضوا من هنا.. وإذا أردتم دخلا يكفي لأقل مستوى من الحياة الكريمة فابحثوا عن عمل آخر في برامج المسابقات التافهة أو برامج الحوار السياسي الأكثر تفاهة أو انضموا لورشة من ورش الكتابة الدرامية فى السينما أو التليفزيون، فالمسرح ليس له صاحب.. والكاتب فيه هو أقل المبدعين أجرا وأبعدهم عن فرصة التكريم واعتلاء خشبة المسرح ولو لحظة واحدة فى العمر لنيل تحية الجماهير علي ما أبدعه.. أما مسرح القطاع الخاص فأغلبه متوقف ومغلق للتحسينات أو ينتظر حدوث الانفراجة الاقتصادية وعودة السياحة العربية إلى ذروتها والقليل الذي نراه من مسرح القطاع الخاص الآن لا مكان فيه للكلمة.. بل هو بشهادة صناعه مجموعة من الاسكتشات المرتجلة التى تعتمد أساسا على خفة ظل وحضور مجموعة من الممثلين الشباب دون بناء درامي أو نص مسرحي محكم.. فهل من الحكمة أن نعاقب القلة الباقية من عشاق أبو الفنون والذين يصرون علي التمسك بأصعب أنواع الكتابة وأقلها ربحا بأن نحرمهم من جائزة سنوية ينتظرونها وتقدير معنوي البعض يستحقه؟!

ولعل أعجب ما في الأمر أن رئيس لجنةالتحكيم الذي حجب الجائزة هو في الأساس مؤلف مسرحي كبير وهو الأستاذ محمد أبو العلا السلاموني الذي عانى طويلا مثل سائر الكتاب الكبار من تعقيدات البيروقراطية ومن تدخل غير المتخصصين في إبداع المؤلف ويعرف بالتأكيد أن أجر المؤلف المسرحي هو الأدنى بين أجور مؤلفي الدراما وأن المتمسك بأبي الفنون في هذا الزمان فدائي، لهذا فحجب جائزة المؤلف أمر عجيب ولا يحمل إلا معنى واحدا يقر به منظمو المهرجان القومي للمسرح ولجانه التحكيمية وهو أنه لا يوجد مسرح في مصر!! وإذا كان هذا هو رأيهم بالفعل فنحن نختلف معهم كل الاختلاف.

————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *