كريمة منصور تقدم «من قال شيئا عن الرقص؟».. من الجيد أن نحلم

كتبت: فاطمة واصل

 

هل شعرت يوما بالكسل وعدم الرغبة في الحركة من سريرك في الصباح؟ هل سألت نفسك يوما ما هذا الذي أفعله.. هل هو فعلا أمر مهم؟ هل أنهكك الروتين وسبق أن قدمت تنازلات في عملك من أجل الحصول على المال؟ كل هذه قضايا أثارتها الفنانة كريمة منصور مؤسسة فرقة «معت» للرقص المعاصر، في عرضها «من قال شيئا عن الرقص؟». يبدأ العرض بـ«كريمة» تنام على خشبة المسرح، تتكلم بصوت خافت تخبر جمهورها أنها تحاول الاستيقاظ وقليلا وستكون معهم، في مشهد يتكرر كثيرا في حياتنا اليومية، بعد أن تتغلب «كريمة» على الكسل، تلقي نظرة على مكتبها في الجهة اليسرى وتبدأ في التحدث مع الجمهور -باللغة الإنجليزية- وتشرح المعاناة مع العمل «الكرسي أصبح جزءا من جسدي، أسير به في كل مكان»، يرن جرس هاتفها فتغلقه في محاولة للابتعاد عن الضغوط والروتين وتتذكر أحلامها في أن تكون «نجمة روك»، تبدأ في تشغيل موسيقى مفضلة لها، وترقص وترقص وتغني، مرة أخرى يطاردها العمل ويرن جرس الهاتف ومرة أخرى تغلقه، فتبدأ في التحدث عن رغبة كانت لديها «كنت أود أن أكون نجمة روك، أكسر كل ليلة جيتار فقط لأني نجمة روك، أشق ملابسي في كل عرض فقط لأني نجمة روك، آه من الجيد أن نحلم». «كريمة» ليست بارعة فقط في أن تكون «نجمة روك»، فلديها حقيبة سفر -اصطحبتها معها على المسرح- مليئة بالمفاجآت، أولاها كانت حاملة صدر، ارتدتها فوق ملابسها وبدأت في عرض من الرقص الشرقي على الموسيقى الإلكترونية، وانتقلت إلى الرقص الإفريقي على نفس الموسيقى، فأنت قادر على أن تطوع نفس الشيء لتنتج منه أشياء أخرى مختلفة، تتحدث كريمة لجمهورها «هل تعرفون أن الرقص الشرقي ليس مصريا، بل تم استيراده من الدولة العثمانية منذ 800 عام»، ثم تخلع حاملة الصدر. تخرج من حقيبتها ثوبا أبيض: «لم يكن لديّ الوقت الكافي لإتمام خياطته»، تخرج من المسرح وتدخل مرة أخرى ويبدأ معها الجمهور في تخيلها -كريمة- سيدة تسير في صحراء جرداء لأيام، لشهور، لسنين، حتى إن قدميها أصبحتا جزءا من رمال الصحراء، لكنها تعرف جيدا من أين أتت وإلى أين تصل في نهاية المطاف، وتبدأ «كريمة» في التفاعل مع الجمهور مرة أخرى طالبة منه أن يتخيلها كشجرة ثابتة في الأرض منذ عقود يأكل الطير منها. الثوب الأبيض الذي لم يكن لدى «كريمة» وقت كافٍ لإتمامه، قررت أن ترتديه، وتبدأ في الغناء، لتبهر الجمهور مرة أخرى بعد عروضها الراقصة المتنوعة، فهي تريد إيصال رسالة للجمهور «كل شيء من الممكن فعله هنا»، «من أجل أن يحيا شيء، لا بد أن يموت شيء آخر» تصدم «كريمة» الجمهور، «هذا العرض عن الموت». تخبر «كريمة» الجمهور أنها انتهت ولن تتحدث مرة أخرى، لتبدأ في تشغيل مقطع صوتي لها كانت كلماتها كثيرة ومتداخلة تعبر عن الاضطراب الذي بداخل الفنان، ومن ثم تبدأ في الرقص، هنا بعد أن تختفي «كريمة» عن خشبة المسرح تظن أن العرض انتهى، لكن لا فالمفاجآت لا تنتهي لتظهر من خلف ستائر المسرح الخلفية وتجر خلفها قماشة طويلة بيضاء وتسير ببطء شديد، فتظن أنك ترى أحلامك الجميلة التي ألقيتها خلفك من أجل الأموال المعلقة حول رقبتك فتجعلك غير قادر على الحركة وجسد خالي من الروح، «فهل حان وقت الطيران؟». قد تظن أن «كريمة» تقدم في عرضها «من قال شيئا عن الرقص؟» مشكلة عامة يعاني منها قطاع كبير من المجتمع، لكنها تقول: «أنا أعرض المشكلات التي يقابلها الفنان في أثناء تقديم عمله، وما يمر به، والتنازلات التي يقدمها من أجل أن يمارس فنه». أما لماذا كان العرض باللغة الإنجليزية، فأجابت «كريمة» -الحاصلة على الماجيستير من مدرسة لندن للرقص المعاصر- في تصريحات لـ«التحرير»: «العرض بدأ لأول مرة عام 2015 في فرنسا بافتتاح فرع متحف اللوفر بمدينة لانس الفرنسية، كما شارك في مهرجان Cumplicidades في العاصمة البرتغالية لشبونة، لذا هو بالأساس مكتوب باللغة الإنجليزية، ولأول مرة يعرض في مصر»، مضيفة: «من الممكن أن نطور في العرض ونجعله باللغة العربية، لكن الأمر يحتاج إلى إعادة كتابة، لأن اللغة الأساسية هي الإنجليزية».

https://www.tahrirnews.com

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *