في محاولة لاجتذاب الاجيال الجديدة..إعادة ترجمة كلاسيكيات الأدب العالمي.. وفق رؤى عصرية

تجري مؤخرا محاولات جادة لاعادة ترجمة الاعمال الادبية الكبيرة لاسماء ادبية شهيرة مثل فيتزجيرالد ودستوفسكي وسواهما ..ويحاول المترجمون الاقتراب من الكتب الاصلية مع محاولة جعل الترجمة الجديدة تتناسب مع الذوق الحالي ..
ويرافق بعض هذه الترجمات انتقادات شديدة اذ اثارت الترجمة الحديثة لرواية غاتسبي العظيم للكاتب سكوت فيتزجيرالد ورواية نادي الخمسة ردود افعال انتقادية ، في الوقت الذي حظيت ترجمات المترجم المثير للجدل اندريه ماركويكز باعجاب كبير ..وكان ماركو يكز قد اصدرعن دار اكت سود للنشر ثلاثة كتب مترجمة حديثا لاعمال ادبية كلاسيكة لديستوفسكي منها رواية ( الجريمة والعقاب ) ..
وتقول المترجمة كلير دي اوليفيرا عن ترجمتها للتحفة الادبية ( الجبل السحري ) لتوماس مان عن دار فايارد للنشر ان قيمة الترجمة السابقة للعمل الادبي تكمن في اعتبار المترجم المهمة شاقة جدا وانكبابه على انجازها بتأن ودقة ، لكنها ترى ان الترجمة الحالية تحتاج الى اعداد جديد باستخدام وسائل حديثة ومعلومات معاصرة لتنتقل هذه الرواية بنجاح من جيل الى الجيل يليه ..مع ذلك ، يبقى النص الذي قامت اوليفيرا بترجمته مليئا بالثغرات وغيردقيق تماما وقد صاغته باسلوب متكلف ولغة مصطنعة ناهيك عن اغفال بعض النقاط وتخفيف اللهجة وافتقاد روح الدعابة في جزء كبير من الرواية ..
خلال خمس سنوات ، شرعت الباحثة المتخصصة في اللغة والثقافة الالمانية في ترجمة جديدة للرواية التي ترجمت النسخة الفرنسية منها عام 1931 ، لكن القضية الاساسية لديها كانت كيفية تقديم ترجمة فيها قدر كبير من التجديد والحداثة ودون مبالغة ، ذلك ان اعادة الترجمة يجب ان تتم وفق المصلحة العامة التي تقتضي اثارة اهتمام الجيل الجديد بعمل ابداعي يتوافق مع العصر رغم انه من العصور الماضية ولايعرفه العديد من ابناء الجيل الحالي ..
ويبقى الاقتراب من الاصل هو هدف ناشر جديد من دار نشر( ووتر شب داون ) لروايات الانكليزي ريشارد ادامز الذي اشتهر بروايات المغامرة الكلاسيكية التي تم بيع مايقارب مليون نسخة منها حتى يومنا هذا وتم ادخالها الى فرنسا خفية منذ عام 1976 …ولكي يعاد احياء هذه الروايات الكلاسيكية العظيمة ، يعكف فريق من دار النشر ومنذ ثمانية اشهر على ترجمتها بشكل مذهل ووفق هدف حقيقي هو الحصول على مادة ادبية تقترب الى حد كبير من النص الاصلي كما يوضح دومينيك بوردس مؤسس الدار الذي يؤكد على ضرورة النجاح في احداث تاثير على القاريء الجديد والاستفادة من الكتب الكلاسيكية بما يتوافق مع ذوق القراء العصريين مشيرا الى ان دوره يتلخص في تحليل هذا الكدس الهائل من الاعمال الادبية القيمة وتحويلها الى كتب تتماشى مع العصر الحالي دون افقادها هويتها الحقيقية ، ولكي تكون مطالعتها سلسة جدا ودون عوائق تذكر ..
اما المترجمة الفرنسية دانييل روبير فقد واجهت تحديا كبيرا باعادة ترجمة (جحيم ) دانتي الصادرة عن دار اكت سود للنشر ، فهي المرة الاولى في فرنسا التي تخضع فيها هذه الرواية الفذة الى اعادة ترجمتها ، ويعتبر ذلك تحديا خطيرا دون شك لأن التعبير عن الابداع ( الدانتي ) يعد مجازفة قد تحقق النجاح او تبوء بالفشل الذريع …
 عن: الفيغارو
—————————————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية – ترجمة: عدوية الهلالي – المدى

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *