(عين): مهرجان الفجيرة الدولي للفنون…تنوع وإبداع إنساني ـ الإمارات

ـ دراما الممثل الواحد …أهم ملامح هذا المهرجان

ـ الفنون الشعبية أكدت هوية الشعوب وثقافتها

ـ الطرب العربي  …التمس من الأصالة عنوانا له

ـ الفنون التشكيلية…لوحات إنسانية بريشة فنانين عالميين

عبر لوحة فنية عالمية وتراثية، انطلقت فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، بحس فني، ونتاج عالمي مبهر، وحد الفنون البصرية ضمن بوتقة الإبداع الإنساني، صانعة منها فسيفساء ثقافية رائعة عبر ألوان فنية متنوعة، استطاعت أن تجمع بين المسرح والأهازيج الشعبية والطرب الأصيل والفنون الجميلة.

ودونما شك، إن الفنون  الإبداعية  تحقق متعة حسية لا شعورية ، تجعل الآخر متعاطفا معها، يتشكل  وفق حالتها النفسية والاجتماعية، وعرف “ليو تولستوي” الفن بأنه ضرب من النشاط البشري بغية إيصال عواطف الفنان للآخرين،  بطريقة شعورية إرادية (1).

وتحقق الفنون إحساسا جماليا منفتح على ثقافة الآخر، وغايتها في ذلك هو خلق نوع من  التآلف يجمع بين لغتي الجمال والسلام. ويعرف هيجل الجمال بأنه الفكرة المطلقة، الموجودة في ذاتها ولذاتها هي أيضا الحق في ذاته (2).

وانفرد مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الأولى، بقدرته على الإبحار في عالم الفنون المتنوعة، فهناك الفنون الشعبية الممزوجة بهويتها الثقافية حسب انتمائها الجغرافي، وعروض الفرجة البصرية الأقرب  إلى الاستعراض معتمدة  على الممثل الواحد، أو ما يسمى بالمينودراما، وهو فن  قائم  على توظيف قدرات الممثل الجسدية، والذي يسبر ذاته المبهمة بغية الوصول  إلى حالة من البوح الذاتي الوجداني.

وتنوعت الفنون المشاركة في هذا المهرجان ما بين الأغاني الطربية والأهازيج الشعبية والاستعراض والفنون الدرامية والفنون الجميلة، إلا أن جميعها  سعت إلى إيصال رسالة الفن الهادفة إلى نشر لغة السلام والحب بين الحضور الذين جاؤوا من شتى بقاع  العالم.والسعي إلى الارتقاء بالفن  دون الاكتراث بالجوائز العينية والمسابقات، وتشجيع المبدعين المنخرطين في النشاطات الفنية  الإبداعية.

وبرزت الفنون الدرامية عبر دراما الممثل الواحد أو ما يطلق عليه فن المينودراما، من خلال تقديم عروض مسرحية من دول عربية وغربية. ولقد استهلت فعاليات المهرجان بعرض المسرحية المغربية “عمشوطة” المعدة عن نص “آلة دفع الحساب” لماتي فيزنيك، ومن إخراج حمزة بولعيز وتمثيل جليلة التلمسي لفرقة فرجة للجميع، وهي تؤكد مشروع  الفرجة  الشعبية.

وتدور الأحداث في مقهي تديره بطلة العرض، التي اجتهدت في تفعيله وتنشيطه، والسعي إلى كسر الحاجز الرابع، ومحاولة النبش في ذاتها أمام الحضور. ويصنف هذا العمل ضمن قائمة مسرح المقاهي، وهو من التجارب الإبداعية  الساعية نحو  تطوير فنون العرض الحية.

ومن العروض المميزة في هذا المهرجان أيضا، العرض الجزائري “ميرة” لمسرح موزاييك التي ألفها وأخرجها هشام هواري بوسهلة.

وقامت  الممثلة سعاد بقيادة العرض المسرحي الذي يتحدث عن  بائعة “الدمى”، إلا أنه سرعان ما  جنح نحو موضوعات اجتماعية وسياسية، ومحاولة قراءة المتغيرات المعاصرة  في المنطقة العربية في ظل الأحداث السياسية.

واستطاعت هذه المسرحية ملامسة  التابوة الثلاثي السياسية والدين والجنس، بأسلوب مختزل ورمزي يعتمد على جسد الممثل الواحد عبر رموز وإشارات تضمنها النص عبر أحداثه المبهمة، كما أكدت  السينوغرافيا رسالة العرض الجادة، ولفت الأنظار إلى الخطر المحدق على المواطن العربي.

و عبرعرض مينودرامي آخر، قائم على إحياء التراث برؤية عصرية ذات بعد  إنساني ثقافي حضاري، نسج العرض التونسي “الحكواتي” أحداث قصصه وشخوصه من واقع الحكواتي، الذي ظل يقص على الحضور نوادره ومواقفه الصعبة، لذلك اختلف هذا العرض شكلا ومضمونا عن البقية، لأنه اعتمد على الراوي الذي كان يحكي لنا قصة شاب يتيم أحب ابنة خاله الثرية، إلا أنه ارتكب جرما عندما قطف الخوخ لها مما كان سببا في طرده من العائلة.

ولقد ظهر الممثل  ثابتا على مسرح فقير لا يوجد فيه ديكور ولا  مؤثرات فنية…يحمل طبل على يديه، ومتمكن من طبقات صوته، ساردا  قصة بطليه المحبين، كاسبا ود الجمهور الذي كان يترقبه بعين شغوفه لمعرفة بقية الأحداث.

ومن العروض التي عززت  بطباعة النص هو العرض الإماراتي “مرثية الوتر الخامس” الحائز على المركز الأول في مسابقة النصوص المسرحية في دورته الرابعة لعام 2015، وهو من تأليف الكاتب الأردني مفلح العدوان ومن إخراج فراس المصري، وتمثيل عبد الله مسعود .

وتستدرج المسرحية شخصية “زرياب” للدفاع عن فنه وسط مجموعة من الآراء التي تهجي وتكفر فنون الطرب، لنستمع إليه وهو يردد قائلا:” إنا زرياب على مر العصور انبذ الكراهية والتمييز ، حتى لو بقيت وحدي محاصرا بالظلم والظلام ، لتبقى الحياة سأعزف على وتر المحبة وتر التسامح وتر الابداع (3).

وصاحبت هذا  العمل بانوراما بصرية ركزت على الرؤية البصرية، حيث استخدمت الإنارة والموسيقى في خلق جو استثنائي، يكمل رسالة العرض الموضوعية ، كما حرص المخرج على تباين الرؤية البصرية مستخدما السلالم  لصعود  وهبوط الممثل الرئيسي.

أما العرض الثاني لدولة الإمارات جاء  بعنوان “ماذا انتظر؟”.. وهو من تأليف وإخراج حافظ أمان، والذي  سعى إلى التوغل في أعماق النفس البشرية، والبحث عن مكنوناتها الخفية عبر  ملامح إنسانية أصيلة تتمثل في عدد من المبادئ والأخلاق والمثل الإنسانية لدى  المجتمع.

ويسرد هذا العرض عبر لغة جسدية، حكاية يعقوب الذي غاب عن أهله فترات طويلة، وقرر بعد ذلك أن يقوم زيارة أبيه الذي كان  طريح الفراش، فيما تركت نهاية المسرحية للمشاهد لاستنتاج بقية الأحداث .

ومن لبنان جاء عرض ” ثلجتين بليز”، ليعبرعن واقع امرأة منذ سن الطفولة والمراهقة والشباب والنضج، وما مرت به من آلم وآهات وقصص مفجعة جعلتها تتكبد الكثير والكثير .

يقوم  العرض على السرد الحواري على لسان تلك المرأة  التي كانت تحكي  تفاصيل حياتها الشخصية، والتي نشأت في أسرة متحررة…حتى أصبحت ضحية للحرية المفرطة، حتى انتهى  بها الحال إلى  الحانة وأصبحت غير قادرة على مواجهة الحياة.

وقسمت  خشبة المسرح إلى جانبين ليتلاءم ذلك مع الأحداث التي شهدتها المرأة في حياتها، حيث ظهر الجانب الأيمن ليمثل الماضي وما فيه من ألم وفراق، وذلك من خلال العرض عبر شاشة تلفزيونية، بينما القسم الآخر كان عبارة عن حانة تنزوي المرأة فيها، لتغيب عن الوعي وتنطلق بمخيلتها الصغيرة حول ما أصابها أثر الحرية الزائفة التي عاشتها.

وضمن مهرجان الفجيرة الدولي  للفنون أيضا، كانت هناك عروض مسرحية غربية، فقد شاركت ايطاليا بعرض ” لا تتحرك” من تأليف وتمثيل وإخراج الفنان “لويجي جويرييري”، والذي خاطب المشاهد بواسطة الممثل مع المؤثرات البصرية والموسيقية، والذي كان يروي  قصصه التي لا تنتهي، متحلقا حول ذاته وأحداث الزلزال الذي وقع  في مدينة “لاكويلا” .

ولقد وظف الممثل جسده في الأداء التعبيري، فقد كان يدفع  بالحدث للأمام، و سرعان ما انتقل  إلى القصة التالية ليسدل  الستار على قصصه السابقة، متوقفا عند محطات حياته بين فرح وحزن وألم وذكريات .

ولقد ظهر  الممثل وحيدا غير قادر على التحكم بالمنصة وخاصة الإضاءة، فقد كان سريع الحركة، يسرد أحداثا متتالية  وقعت له في حياته. ويظهر ذلك الممثل وحيدا لا يمتلك سوى كرسي وقبعة وصنارة صيد وورقة وميكرفون. هذا، وقد حظي بمتابعة المتلقي الذي كان يرصد حركاته و انفعالاته التي جسدت  بالفعل بوحا إنسانيا.

وكانت تركيا حاضرة أيضا  في هذا المهرجان من خلال العرض البصري الذي تماهى مع عناصر الفضاء عبر عرض  فلسفي تعبيري، جعلنا نستمع  لكلمات  الفيلسوف جلال الدين الرومي عبر آفاق  المسرح، محدثا دويا في النفس والروح عبر نصائحه السبع التالية: “كن كالنهر في السخاء والمعونة، وكن كالشمس في الرحمة والشفقة، وكن كالليل في ستر عيوب الآخرين، وكن كالموت في الغضب والعصبية، وكن كالبحر في التسامح، وكن كالتراب في التواضع، وإن أردت أن تكون فكن كما ترى أو لتر كما تكون”(4)

وتميز العرض بتصميم سينوجرافي بصري معبر، حيث وظف الإضاءة والموسيقى بأسلوب امتزج بعنفوان الروح الصوفية للرومي، فيما  استطاع المؤدي استخراج  طاقاته الجسدية الدفينة في أداء بصري، حيث كان يتراقص على أنغام  الموسيقى الصوفية، وكان يتحرك متحديا الكرات الست  المعلقة أعلى المسرح، قابضا بكلتا يديه على السابعة عند افتتاح العرض، والتي كانت عبارة عن “رمانة”، غرست في ثناياها شمعة منيرة، وضعت في مقدمة المسرح حتى نهاية العرض.

وحضرت روح  الكاتب الانجليزي وليم شكسبير في هذا المهرجان من خلال مسرحيته” ماكبث” لمنغوليا. واستطاعت المخرجة التحايل على عامل اللغة، بتقديم عرض بصري، شكلت  العلامة والسينوغرافيا فيه عاملا مهما، الذي كانت تقوده الممثلة التي نبشت في أبعاد شخصية ” الليدي مكبث”، منذ ارتكابها جرم القتل، حتى “بقعة الدم” التي ظلت  ثابتة تؤرقها وتقض مضجعها وتبرز المسرحية بشكل كبير الأفعال والدوافع الكامنة لها، إضافة إلى رغبتها في نيل السلطة والقوة.

وتعمقت المخرجة في رصد الحالة النفسية لليدي مكبث، وتقديم معالجة دراماتورجية مكنت الحضور من الوقوف على  رسالة العرض عبر السينوغرافيا تمثلت في شبكة العنكبوت، والرؤوس، وزي الملكة، والتاج المعلق أعلى الشبكة، إضافة إلى بقعة الدم.

وانصهرت جميع عناصر العرض في بوتقة المؤثرات الصوتية والموسيقية، إلا أنها قامت بدور فاعل في تعميق الفعل، وخاصة شبكة العنكبوت التي دلت على مدى قوة وعنفوان العنكبوت في السيطرة والتحكم، وخاصة عندما جعلت تاج الحكم يكون أعلى الشبكة .

واقتفت  الإضاءة أثر بطلة العرض بظلال تعبيرية، حيث ركزت على التحولات النفسية للشخصية، ويتضح ذلك  منذ بداية المسرحية حيث ظهرت الممثلة تستقرأ المستقبل بصحبة  الساحرات اللاتي ظهرن كخيال ظل في بداية العرض.

فيما تقاربت  المسرحية الفلندية من طبيعة العروض الغربية، والتي غالبا تختزل الحوار، وتقلل  الديكور  التقليدي…وبرز جسد الممثل كلاعب أساسي في عرض مسرحية “هاميمو”، من  تأليف وإنتاج وأداء وإخراج “تانيا ماكي ايسو”، وصمم الإضاءة والصوت “ميكا هارنين”.

وظهرت  الممثلة “المهرج” وهي تحمل حقيبة متنقلة تحتوي على معظم الأشياء التي يحتاجها العرض: “جهاز تسجيل، حبل، مظلة، قماش، وزهور”، وكانت عبارة عن مفردات شكلت فسيفساء العرض المسرحي، الحافل بتفاصيل الحياة اليومية للممثلة التي كانت تسردها ببساطة، يقترب من روح الصغار قبل الكبار، بأسلوب متفائل ومنفتح على الحياة رغم التحديات فالابتسامة لا  تفارق محيا الممثلة.

في صراع أبدي بين الخير والشر من أجل البقاء في  العرض الروسي” الديلما” الذي قاده المؤدي، والذي حرص على تبيان التضاد بين الشخصيتين، السلبي والايجابي…عبر أداء راقص، عابر للقارات، حاملا رسالة السلام بين الأمم والشعوب كضرورة ملحة للاستقرار النفسي وتوطيد العلاقة بين القيم والمثل الإنسانية.

ولا يخلو العرض من  شذرات تيار ما بعد الحداثة، فقد اعتمد بشكل كبير على الرقص والأداء والموسيقى، فيما توارت الكلمة، وحلت بدلا منها لغة المؤثرات الصوتية والموسيقية التي تناغمت مع سينوغرافيا العرض متمثلة في الإضاءة والموسيقى والشرائط المتدلية من أعلى خشبة المسرح…وكون جميع ذلك مفردات عرض الديلما الروسي   .

كسر المألوف، والتنديد بالأطر التقليدية في عالم الفنون، أمر حتمي مع توالد المدارس الفنية واستمرارها، وهذا ما سعى إليه العرض البريطاني “ماجي تاتشتر”، الذي خرج عن وتيرة  العروض المشاركة في هذا المهرجان، رغم تباين مستوياتها، إلا أنها شكلت إبداعا إنسانيا يعتد به.

وتمكن عرض ” تاتشتر” من تعرية الأطر المسرحية وكشف طبيعة العرض  أمام الجمهور، معلنا أن ما يقدم هو مجرد لعبة مسرحية، وهذا العرض من تأليف وإنتاج وأداء وإخراج بيت اتون، فيما قام الممثل “ديف شيروود” بأداء دور”مارجيت تاتشر” رئيسة وزراء بريطانيا المعروفة بالمرأة الحديدية.

ومنذ البداية سعى الممثل إلى  كسر الحاجز الرابع، طالبا من الجمهور طرح أسئلة عليه بشرط أن تكون ذات طابع سياسي، يتعلق بالسيدة تاتشر ودورها السياسي في العالم آنذاك.

وبالفعل تهافتت الأسئلة عليه كالسيل العارم، وكان  الجمهور سريع  التجاوب معه، يستقبل الأسئلة ويجيب عليها، حتى تلقي تعليمات من المخرج بالتوقف…والعودة إلى مكانه الطبيعي…وهذا النوع من العروض يتحرر من القوالب الجامدة، ويهدف إلى خلق متلقي  إيجابي قادر على التفاعل والتحاور…وهو أقرب إلى المسرح الملحمي، وخاصة عند  طرح القضايا السياسية وكسر الوهم وتغريب الممثل عن الدور.

مسرحية “عرس الدم” من إنتاج ابريغو للإنتاج الفني، وهي مستوحاة عن نص  “عرس الدم” لفيد بريكو غارسيا لوركا ، ومن إخراج “باتي دومنيك” .وهي تتحدث عن  الصراع الدائر بين  العادات القديمة والقوانين البائدة و حول  الانتماء للمجتمع المتمسك بعاداته وقوانينه، وكفاح الفرد من أجل  الحرية الشخصية في مواجهة التحديات التي تحول دون ذلك .

وشكلت شخصيات “الأم، القمر، العروس”الأبعاد المأساوية  لهذا العمل، فارضة تحديا حقيقيا أمام الممثلة الاسبانية”ماريا فيدال” لتقمصها الأدوار الثلاثة وفق دراما الممثل الواحد. وتبرز الأبعاد الثلاثية في مسرحية “عرس الدم” والتي تمحورت حول ثالوث الانتقام والقتل والحب….فيما سعت  الممثلة جاهدة لإيصال رسالة العرض التي تنوعت في مضامينها وتوجهاتها .

وفي عرض صامت يخلو من الكلام، سوى  من ذكر اسم ” مارسيل”، وهو عنوان المسرحية الأرمينية، و هو عبارة عن مينودراما للممثلة “ماريا غزانشيان”، ومن تأليف وإخراج “ياكوب غزانشيان”.

وتكهن العرض   بمستقبل شخصية أسطورية تدعى”إديث بياف” وهي مغنية فرنسية تعيش حالة من الألم والبؤس بعد وفاة خطيبها “مارسيل سيردان”. حتى تفاقمت حالتها النفسية وباتت تتخيل أن لها مقدرة على التواصل مع عالم الغيبيات، بل ساءت حالتها عندما توهمت بأنها فعلا أصبحت تحدث خطبيها المتوفي، وجسد المخرج ذلك بواسطة لوحات غنائية عددها واحد وعشرين أغنية “لإديث بياف” وفي كل أغنية كان يذكر  اسم مارسيل.

ولم يقتصر المهرجان على الاحتفال بالفنون المعاصرة، ولكنه جنح إلى التراث الشعبي الفني، حيث قدمت على خشبة مسرح مركز الثقافة والشباب بالفجيرة عددا من الفنون والأهازيج والرقصات الشعبية، فقد شاركت السعودية والإمارات وسلطنة عمان في هذه الفعاليات، إضافة إلى  الدول العربية مثل مصر والمغرب، كما كان للفلكلور الياباني حضورا في هذا المهرجان من خلال فرقة “هياشيني كاجورا”، و التي عرضت لوحات  تراثية غنائية، مزجت ما بين الرقص الفلكلوري والغناء، المستوحى من الأساطير والمعتقدات الشعبية اليابانية المتوارثة.

فضلا عن الاحتفاء بالفنون التشكيلية والنحت، وكان ذلك بمشاركة خمسة عشرة فنانا عالميا في مجالي الرسم والنحت، والذين قدموا أعمالا فنية  بين لوحات ومجسمات ومنحوتات عكست مدارس فنية مختلفة، والتي شكلت  لوحة فنية يصعب نسيانها من الذاكرة.

ومن جانب آخر، شهد مهرجان الفجيرة الدولي للفنون تألقا لحنيا أحياه عددا من المطربين العرب، حيث تغنت  الفنانة عبير نعمة بقصائد الشاعر المتنبي ومقامات من  فلكلور العراقي وموشحات الأندلس. فيما أسدل الستار على فعاليات  المهرجان من خلال الحفل الفني للفنان كاظم الساهر والذي صدح بروائع غنائية مستوحاة من عدد من القصائد العربية.

ختاما، مهما تعددت لغات وسنحات وألوان المشاركين، وتباينت تياراتهم الفكرية والثقافية في مهرجان الفجيرة الدولي للفنون ،  إلا أنهم  جميعا  استطاعوا أن يشيعوا الفرح والبهجة لدى الحضور والضيوف من خلال تنوع ألوان المحتوى الثقافي والفني .

* هواميش:

(1): إبراهيم، زكريا، مشكلة الفن ، مكتبة مصر، دار مصر للطباعة والنشر: القاهرة، 1995، ص14

(2): ابو ملحم، علي، في الجماليات نحو رؤية جديدة في فلسفة الفن، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع: بيروت، 1990، ص72

(3): عدوان ، مفلح، مسرحية “مرثية الوتر الخامس” ، عبد القادر جلال الرومي، دائرة الإعلام والثقافة: الفجيرة، 2015م

(4): ورد ذلك في كتاب جلال الدين الروميفي  باب ” النصائح السبع”.

 

عن / عزة القصابي (خاص للفرجة)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *