(عين) مهرجان الإسكندرية الدولي.. إعادة تأليف شكسبير – مصر

يسعى «مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح المعاصر» (5-10 نيسان /أبريل) في دورته الثانية لبناء جسر بين اتجاهات مسرحية متنوّعة من العالم، في ظل تيمةٍ قوامها الفن المعاصر بعيداً عن الشكل التقليدي للمسرح، إلى جانب استقطاب جمهور المسرح في مصر وتحديداً الاسكندرية، المدينة التي كانت على الدوام نافذة ثقافية وحضارية، لطالما فيها موطأ قدم لأرخميدس وكاليماخوس وغيرهما من علماء ومثقفين عبروها منذ أوائل القرن الثالث ق.م. انطلق المهرجان أمس الثلاثاء بتنظيم من مركز الفنون في مكتبة الإسكندرية بمشاركة هيئة تنشيط السياحة المصرية وعدد من المؤسسات الفنية كمعهد غوته ومركز جزويت الثقافي ومؤسسة المدينة للفنون الأدائية والسفارة البولندية في مصر.
يواظب مركز الفنون على تقديم برامج التدريب والتطوير والندوات والورش المتعلقة بالمسرح إلى جانب استضافة العروض المسرحية على مدار العام، بذلك يكون المهرجان ملتقى ثقافياً مكملاً لنشاط مكتبة الإسكندرية الغني والمتنوع، يقول سعيد قابيل المنسق العام للمهرجان إن دورة هذا العام أكثر تنظيماً وانتشاراً، مؤكداً لـ «السفير» أن 12 دولة تشارك في الملتقى منها إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، تونس، روسيا، السويد، فرنسا، الكاميرون، كولومبيا، الهند، مصر. «جميع العروض المشاركة تتوافق وتيمة المهرجان القائمة على تقديم الفن المعاصر بعيداً عن البنى التقليدية للمسرح، سواء في الأفكار أو الأسلوب أو الأدوات، الأمر الذي يخلق رابطاً جديداً مع الجمهور».
يضيف قابيل أن المهرجان مساحة إبداعية تلتقي فيها ثقافات وفرق مسرحية من دول عدة ليتم الاطلاع على جديد المسرح ومواكبة ما توصل إليه وتعريف الجمهور به أيضاً، مشيراً إلى سعي مركز الفنون الدائم لدعم المسرح المستقل في مصر والاسكندرية تحديداً، إلا أن مدة المهرجان وعدد عروضه لا يسمحان بمشاركة أكثر من فرقتين مصريتين إحداهما من الإسكندرية والأخرى من القاهرة، معللاً ماتعرضت له الدورة الأولى من انتقادات حول قلة المشاركة المصرية وتحديداً الاسكندرية بأن الفرق المستقلة تلقى كل الدعم والتفاعل من مركز الفنون في مكتبة الاسكندرية، سواء من حيث استضافة عروضهم أو تقديم المنح إلا أن مشاركتها يجب أن تتناسب مع مساحة المهرجان الزمنية.

نساء شكسبير
«نساء شكسبير» العرض المشارك من الإسكندرية في المهرجان، تقدّمه فرقة «جامعة تمرد للفنون»، إخراج محمد طايع، كتب النص سامح عثمان مع الاستعانة بالنصوص الأصلية التي كتبها شكسبير، وقد ضمّ العرض جميع النساء التي مرت في نصوص شكسبير (كليوباترا، جوليت، جرترود، ديدمونة، ليدي ماكبث، تيتانيا..) جُمِعت من مسرحيات شكسبير (هاملت، أنطونيو وكليوباترا، روميو وجوليت، عطيل، ماكبث، حلم ليلة صيف). تجتمع هذه النساء لتضع شكسبير تحت مقصلة الانتقام لما ألحقه بهن في نصوصه، محاولاتٍ رسم نهايات أخرى مغايرة لما كتب، ليتبين لاحقاً أن ذلك إرهاصات وصراعات فكرية يعيشها شكسبير قبل الشروع بكتابة نصه.
يوائم طايع في فرجته المسرحية بين الشكل التقليدي لأدب شكسبير والمسرح المعاصر سواء من حيث كتابة النص ومفرداته، ليقدّم شكلاً جديداً ومختلفاً للمسرح، معتمداً فكرة التجريد حسب قوله فالرؤية التشكيلية للعرض مضفورة من برنامج الجرافيك والأدوات المركبة، والديكور الذي صممه دينا عزيز ومحمد المأموني اعتماداً على تصميمات محمّلة بالرموز والدلالات، إلى جانب الرقصات التي صمّمها مناضل عنتر.

البصاصين
فرقة «جامعة تمرد للفنون» تأسست عام 2001 وقدمت خلال 15 عاماً العديد من البرامج التدريبية والعروض المسرحية، ومثلت مصر في مهرجانات عدة في الوطن العربي والعالم، ونالت جوائز عدة محلية ودولية، يشير مدير الفرقة إلى أن المسرح المستقل في الاسكندرية مايزال يفتقر إلى الدعم في ظل مركزية الثقافة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن مكتبة الاسكندرية حققت نهضة خلال السنوات الأخيرة في احتوائها ودعمها للفرق المسرحية الاسكندرية. «مازلنا بحاجة لمزيد من الدعم لنضمن الاستمرار في مشروعنا» يضيف لـ «السفير» أن المهرجان الدولي للمسرح هو فضاء يتم عبره الاحتكاك والتمازج بين ثقافات ودول عدة ويختبر الخطوات التي حققها المسرح المصري قياساً مع العالم.
إلى جانب عرض «نساء شكسبير» يتخلل المهرجان من مصر العرض الراقص «البصاصين» تصميم وإخراج مناضل عنتر، والعرض المسرحي «روح» عن الوردة والتاج لـ جي بي بريستلي، إخراج باسم قناوي. ثاني يوم المهرجان يستضيف المسرح الصغير في مركز الفنون العرض المسرحي «المغنية الصلعاء» من مولدوفا، وفي اليوم التالي يقدم في المسرح نفسه عرض مسرح عرائس من بولندا تحت عنوان «موليير». «كرنفال الحيوانات» عرض راقص للأطفــــال من السويد يعرض في مركز جزويت الثقافي وفي اليوم ذاته يقدّم من تونس العرض المســــرحي «ليس إلا»، يختتم المهرجان بعرض راقص من ألمانيا «هنا وهـــناك» وعرض مسرحي من كولومبيا «عقد ـ قواعد السعادة الحزينة».

وئام يوسف

http://assafir.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *