(عين) كتاب “التناص الأسطوري في المسرح” تأليف د. ياد كاظم طه السلامي- العراق

كتاب “التناص الاسطوري في المسرح” صادر ضمن اصدارات دار الرضوان بالأردن ودار الصادق بالعراق. للدكتور إياد كاظم طه السلامي الأستاذ المساعد في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل واستعرض الكتاب مفهوم التناص بمهاداته العربية وتشكله الحديث من قبل النقاد ومنهم(باحتين وكرستيفا وبارت)وتطرق إلى المناهج الأسطورية للأدب والبحث في المنجز النصي المسرحي وتناصاته مع الأسطورة وتناول الكتاب مفهوم التناص بمهاداته العربية وتشكله الحديث من قبل الباحثين في الشأن الأسطوري أمثال(جيمس فريزر مرسيا الياد وكلود ليفي شترواس ومالينوفسكس)من المناهج التي طرحت مفاهيمها في الكتاب /المنهج التطوري لجيمس فريـزر، المنهج الدينـي/مرسيا إلياد، المنهج الوظيفـي/ مالينوفسكي، وفي المنهج النفسـي: الذي تم التناول فيه لسيغموند فرويد و كارل كوستاف يونغ و اريش فروم وفي المنهج البنـائي : كلود ليفي شتراوس).وقال مؤلف الكتاب الدكتور السلامي ان هذه الدراسة ظلت أسيرة رفوف المكتبة الخاصة في البيت وكنت حريصا عليها كأنها طفل ملفوف بورق ناعم لا أريده أن يرى النور خوفا وحرصا لأنها البكر المنجز، وبعد هذه الفترة التي ليست بالقصيرة وجدت لزاما علي وبعد إلحاح أكثر من صديق لإغناء ها وتثبيتها في المكتبة العربية ، وهذا المنجز لابد من الاطلاع عليه ويحول إلى كتاب وفعلا رأيتها في البدء مجازفة ، ولكن حركية المجتمع واطلاعي على بعض ما هو منجز في هذا الاتجاه ( التناص وعلاقته بالمنجز النصي المسرحي العراقي ) و وجدت إجبارا أن أحولها إلى كتاب لأني كنت أرى فيها الرسالة أفضل من الكتاب، وتحولت الفكرة إلى واقع فكانت كلمات البداية، من أجل تعميق تأصيل للموروث العراقي القديم ولا سيما البابلي منه وتثبيته في كتب أكاديمية توثيقية، ولما يحويه الفكر العراقي القديم من تنوع فكري ومفاهيمي فضلا عن أنه يشكل عطاءً ثراً للإنسانية عموماً والأدب العراقي خصوصاً.
وبين المؤلف ان الكتاب اشتمل على ستة فصول، حمل الفصل الأول تأصيل لمفاهيم مهمة في ساحة النقد الأدبي الوافد وتحديدا التناص الذي شغل العرب ولم يسموه بعينه وجاء النقاد الأوربيون فوضعوا له بعض التعريفات التي أشرنا إليها في سياق هذا الفصل ومن ثم تم تحديد الأسطورة والتعرف على بعض التعاريف وهل لها يوجد ارتباط (تناص) فكري بنائي ووظيفي بين الأساطير البابلية القديمة (الأكدية) المدونة منها والمترجمة عن اللغة المسمارية مع نصوص مسرحية عراقية ؟ حيث إن عملية الكشف عن المضامين الأسطورية القديمة وكيفية تحديثها على وفق مشكلات العصر وهمومه بأطر جمالية وإبداعية على وفق عناصر الدراما الرئيسة من خلال كتابة نصوص مسرحيه تتعالق و تمتص من رحيق الأساطير، وهنا يمكن إن يفيد الباحثين (دارسي النص المسرحي) ومرجعياته الفكرية والبنائية. أما الفصل الثاني فقد اشتمل على الموروث العربي القديم الذي يعد اللفظ والمعنى جوهر الأدب وعموده الأساسي ولا يتم إنتاج نص من دون استعمالهما ويبقيان مؤطرين بأشكال محددة ومدى ارتباطه بالسرقة والتضمين والاقتباس والانتحال والتثاقف.. أما الفصل الثالث فقد تحدث عن البدايات أو المهادات الأولى لتشكيل مفهوم التناص من خلال بعض الأسماء والمنظرين الأجانب بدءا بـ(ميخائيل باختين مرورا بمؤسسة المفهوم بصورته النهائية الباحثة البلغارية الأصل الفرنسية الجنسية جوليا كريستيفا وما تلاها من منظرين منهم وبارت تودوروف .
وتطرق المؤلف في الفصل الرابع الى بعض دارسي وباحثي مفهوم التناص من العرب أمثال سعيد يقطين وصبري حافظ وشجاع العاني وتماهت الأفكار بل وكانت تحاكي لما طرحه الأجانب بخصوص التعالق النصي بنائيا ومفهوميا. أما الفصل الخامس فلابد من الولوج إلى مفاهيم الباحثين في عالم الأسطورة على وفق مناهج ومدارس فكرية تركت اثأرا أو مفاتيح للدارسين والباحثين لاكتشاف الطبقات العميقة والأغوار التي تميزت بها الأسطورة. بسبب التداخل الحاصل في أسبقية منهج على أخر، فقد تم الكشف عن بعض الأفكار التي طرحها الرواد في المناهج الأسطورية وفقاً لأسبقية مراحل حياتهم وهي ( المنهج التطوري: جيمس فريـزر، المنهج الدينـي:مرسيا إلياد،المنهج الوظيفـي مالينوفسكي، وفي المنهج النفسـي: الذي تناولنا فيه سيغموند فرويد و كارل كوستاف يونغ و اريش فروم وفي المنهج البنـائي : كلود ليفي شتراوس. أما في الفصل السادس فقد كان لتطبيق البحث على نصوص مسرحيه الذي حدد بـ (22) نصا مسرحيا تناولت الأسطورة البابلية القديمة . و لكشف مفهوم التناص للمسرحيات تتلاءم مع البحث فقد كانت (3) نصوص مسرحيه وهي (آدابا/معد الجبوري) و(الخليقة البابلية/ثامر عبد الكريم) و(الليالي السومرية/لطفيه الدليمي)، أما الفصل السابع فقد اشتمل على النتائج التي توصلنا إليها من خلال الكشف عن العلاقة التناصية بين الأسطورة البابلية والنص المسرحي العراقي المعاصر ومدى هذه العلاقة،وظهر استنتاجات مبنية على ما ظهر من نتائج .وأوصى المؤلف بتوصيات تدخل في لب تطوير المنتج الإبداعي البابلي الأسطوري والنص المسرحي العراقي المعاصر . وفي الختام وضعت بعض المقترحات لمواصلة العمل الذي أقامه الباحث كبداية لطريق طويلة واشتمل هذا الفصل أيضاً على الملاحق وفهرست المصادر.
تجدر الاشارة الى ان الدكتور إياد كاظم طه السلامي دكتوراه تربيه مسرحيه / جامعة بابل / كلية الفنون الجميلة عام 2007 .عن الأطروحة الموسومة: ”بنية الحلم في النص المسرحي العراقي” ولديه العديد من الابحاث المنشورة في المجلات العلمية منه بحث بعنوان ( بنية المكان في النص التراجيدي الشكسبيري) مجلة بابل للعلوم الإنسانية /جامعة بابل. السنة الرابعة وبحث بعنوان ( المضامين الفكرية للمسرحيات المعدة عن الأساطير والملاحم العراقية ) مجلة بابل للعلوم الإنسانية/ جامعة بابل وبحث بعنوان ( الأبعاد الفكرية في نصوص بيراندللو المسرحية ). في مجلة بابل للعلوم الإنسانية/ جامعة بابل وبحث بعنوان ( أثر استخدام الدراما النفسية للتخفيف من المشكلات السلوكية لدى طلبة المرحلة المتوسطة) وبحث بعنوان ( معايير الجودة الشاملة لأقسام كلية الفنون الجميلة والأفكار المطروحة للتغلب على المعوقات التي تعترضها وبحث بعنوان ( توظيف التراث في نصوص قاسم محمد المسرحية) وبحث مشترك بعنوان ( الأبعاد الفكرية في نصوص بيراندللو المسرحية). تدريسي بجامعة بابل / كلية الفنون الجميلة/قسم الفنون المسرح ويدرس الدكتور السلامي ثمانية مواد دراسية في الكلية هي( فلسفة التربية ،مناهج البحث العلمي ،تفسير وتحليل مسرحي ،الإدارة المسرحية ،فن كتابة المسرحية ،مادة المشاهدة والتطبيق ،تأليف مسرحي ،نقد مسرحي) كما أشرف ونافش أكثر من( 14 )رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في جامعة بابل وجامعة بغداد كما ان له كتابين اخرين تحت الطبع حاليا الاول بعنوان (بنية الحلم في النص المسرحي) والثاني بعنوان (فلسفة المسرح المدرسي).

————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – عادل الفتلاوي -جامعة بابل

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *